لو عاشت «دنلوب» ما تحملت عبث الحوثي

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

سليمان جودة

قالت وكالة «أسوشيتدبرس» إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تدرس تدابير مالية لفرض عقوبات على الجماعة الحوثية، وعلى قيادات فيها، وإن هذه التدابير قيد الدراسة في الفترة الراهنة. 

 وعندما كانت الوكالة الدولية تنقل هذا الكلام صباح ٣ فبراير/ شباط عن الإدارة الأمريكية، كانت جماعة الحوثي تواصل عربدتها في المنطقة، وكانت تستهدف الإمارات للمرة الرابعة منذ أن جرت المرة الأولى في 18 من الشهر الماضي، وكانت الدفاعات الإماراتية تعترض الصواريخ الحوثية الباليستية في هذه المرة الأخيرة وتدمرها. 

 وفي المرة الثالثة لم تكن الدفاعات الإماراتية دمرت صواريخ الحوثي فقط، ولكنها دمرت المنصة التي انطلقت منها الصواريخ في محافظة الجوف اليمنية. 

 وكانت إدارة بايدن قالت عند الاستهداف الأول، إن فرض عقوبات على الحوثي قيد الدراسة، ولكن الحاصل أنها لا تزال تدرس على طريقة الذي يفكر ويفكر، بينما الحوثي لا يريد أن يتوقف عن ممارسة العدوان تجاه الأراضي السعودية مرة، وتجاه الأراضي الإماراتية مرة ثانية. 

 ونحن بالطبع نذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، كانت في أيامها الأخيرة صنفت جماعة الحوثي جماعة إرهابية، ووضعتها على قائمة الإرهاب، ولكن إدارة بايدن ما كادت تأتي إلى مقاعدها في البيت الأبيض، يناير/ كانون الثاني، قبل الماضي حتى رفعت الجماعة من القائمة. 

 وعلى مدى أكثر من سنة، ابتداء من يناير/كانون الثاني 2021 إلى يناير 2022، كانت الإدارة الجديدة تتابع ما يمارسه الحوثي من أعمال صبيانية على مناطق في المملكة العربية السعودية. ولا بد أن كثيراً منا راحوا يتوقعون والحال هكذا، أن تبادر إدارة بايدن إلى مراجعة موقفها، وأن تعيد الجماعة إلى القائمة كما كانت. 

 ولكن هذا لم يحدث بكل أسف.. ومن الممكن طبعاً أن يكون تفكير العاصمة الأمريكية في فرض عقوبات على الجماعة وقيادات فيها كما ذكرت «أسوشيتدبرس»، نوعاً من مراجعة موقفها القديم، ولكنها لا تزال مراجعة خجولة كما نرى. 

 ولا أحد يعرف بالضبط، ماذا تنتظر الإدارة في واشنطن؟ ماذا تنتظر إذا كان عدوان الحوثي على دول الجوار مع اليمن عدواناً معلناً وسافراً، وإذا كان تخريبه يجري على مرأى من العالم، وإذا كان عبثه يتواصل على مسمع من الدنيا؟ 

 إننا نذكر هنا أسطورة «دنلوب» في الأساطير اليونانية القديمة، فقد كان زوج «دنلوب» غاب عنها سنين، وكان أكثر من عريس تقدم إليها، ولكنها كانت تستمهلهم، وكانت تقول إنها ستقبل واحداً منهم إذا ما فرغت من ثوب في يدها كانت تنسجه. ولكن هذه كانت مجرد حيلة منها، لأن الذين كانوا يطلبون يدها اكتشفوا أنها كانت تفك في الليل ما تنسجه في النهار. 

 وكل ما نطلبه من إدارة بايدن في واشنطن، وهي تدرس فرض عقوبات على الحوثي، أو تصنيف جماعته كجماعة إرهابية، ألا يكون حالها قريباً من حال «دنلوب»، لأن الأمور في المنطقة، وفي ما يخص المصالح الأمريكية فيها أيضاً، لا تحتمل انتظاراً من نوع ما كانت «دنلوب» تنتظره في الأسطورة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"