عادي

المطاعم الأمريكية تواجه الجائحة بالاشتراكات الشهرية

22:23 مساء
قراءة 3 دقائق

باتت المطاعم في الولايات المتحدة، بدءاً من سلاسل مطاعم الوجبات السريعة وصولاً إلى تلك الراقية، تعتمد أكثر فأكثر صيغة الاشتراك، سعياً إلى تنويع مداخيلها المُتأثرة سلباً بجائحة «كوفيد-19»، وكسب وفاء زبائنها لها.

ويعمل مدير مطعم «شانتي» الهندي في بوسطن جيبين تولادهار منذ عامين على التكيّف مع مختلف تقلبات الوضع الراهن، كالحجر والإغلاق والقيود الصحية، في ظل المخاوف والحذر الناجمين عن الجائحة.

ولم يعد «شانتي» بفروعه الثلاثة يتردد في الاختبار من أجل الصمود أمام الأزمة، ومن هذا المنطلق يوفّر منذ يونيو خدمة توصيل وجبة لشخصين مقابل 80 دولاراً شهرياً.

وجذبت الصيغة المعتمدة من المطعم نحو ثمانين مشتركاً إلى اليوم، ومع تسجيل عشرة اشتراكات إضافية شهرياً، يأمل المدير أن يصل الرقم قريباً إلى 160 مشتركاً، معتبراً أنّ هذا الرقم يمُثّل نقطة تحقيق الأرباح.

وفي واشنطن، أطلق مطعم «لا كولينا» الإيطالي صيغة «باستا كلوب» مقابل 85 دولاراً شهرياً، وتشمل هذه الصيغة توصيلتين من طبق المعكرونة المحضر من الشيف كاتارينا بيتونيتو. وجذبت هذه الصيغة حتى اليوم 60 مشتركاً.

وتشير دانيا ديجين، وهي مديرة العمليات في مجموعة «إيسترن بوينت كوليكتيف» التي تضم مطاعم من بينها «لا كولينا» إلى أنّ «الوباء دفع المطاعم إلى إجراء تغييرات، وأوجد أساليب جديدة لإقامة روابط مع الزبائن».

ويوضح ديفيد هانكس من الشركة الاستشارية في مجال المطاعم «تيكنوميك» أنّ الهدف يكمن في استمرار الزبائن الأوفياء في التعامل مع المطعم، وفي الوقت نفسه إيجاد مداخيل إضافية وتحقيق أرقام مبيعات.

وباشرت سلاسل مطاعم الوجبات السريعة كذلك بصيغة الاشتراكات، إذ يقدّم Pret A Manger ما يصل إلى خمسة فناجين قهوة يومياً مقابل 19,99 دولاراً شهرياً، وأُطلق هذا العرض في سبتمبر، بعد تسجيل تجربة ناجحة في بريطانيا منذ العام 2020.

وأطلقت سلسلة مطاعم «تاكو بيل» للوجبات السريعة في يناير عرض «تاكو لوفرز باس» يتيح طلب تاكو واحداً يومياً على مدى 30 يوماً مقابل 10 دولارات.

ويعتبر هانكس أنّ الهدف المرجو هو إنشاء رابط مع الزبون، مضيفاً، «عندما يزور الأخير مطعمك لتناول التاكو، أو لارتشاف القهوة، يصبح هدفك توسيع نطاق طلبه إلى ساندويش أو نوع من المعجنات أو فنجان قهوة لصديقه...».

وباستثناء مطاعم الوجبات السريعة، تعتمد معظم المطاعم التي أطلقت الاشتراكات بشكل أساسي على خدمة التوصيل إلى المنازل التي فرضتها الجائحة، لكنّها لا تنوي التوقف عند هذا الحد.

وأنشأت مجموعة L›Eastern Point Collective في حانة The Wells التابعة لها صيغة «جين سوسايتي» تشمل بالإضافة إلى خدمة توصيل مكوّنات شراب كوكتيل إلى المنزل شهرياً، إعطاء الأولوية للمشتركين في الحجز داخل الحانة، وتوفيراً حصرياً للمشروبات والأطباق الجديدة في حال زيارة المكان.

ويعمل عدد كبير من المنصات لمواكبة المطاعم في المغامرة، ومن بينها Table22 التي تتعاون مع مطعمي «شانتي» و«لا كولينا».

وأنشأ عدد من رجال الأعمال في نيويورك برنامج Summerlong Supper Club الذي طرح بنجاح أول برنامج اشتراكات في أوائل العام 2021، وذلك بالتعاون مع 16 مطعماً شريكاً. واشترك فيه أكثر من ألف شخص، ونحو ألف آخرين في واشنطن.وبينما ركّز Supper Club على المطاعم الراقية، يبدو أنّ لهذا التوجه مستقبلاً في المطاعم كلّها، مثل Goldbelly التي تضم مئات من المطاعم الشريكة.

وتمكنت الشركة الناشئة الرائدة في هذا القطاع، والتي توفّر اشتراكات تشمل أطباق اللحوم المشوية أو البيتزا أو قوالب الحلوى، من جمع مئة مليون دولار من المستثمرين في مايو.

وبعدما اعتادوا على الدفع شهرياً مقابل خدمات البث المباشر أو الموسيقى أو لممارسة الرياضة في النوادي، أصبح المستهلكون أكثر انفتاحاً على أشكال جديدة من الاشتراكات. ويعتبر فيناي غوبتا، مالك «Summerlong Wine وهي واحدة من الجهات التي أطلقت برنامج Supper Club، أنّ «تحضير الطعام وبيعه يمثل صيغة محفوفة بالمخاطر للمطاعم»، مضيفاً «عليك تحضير الأطباق وبيعها في كميات جيّدة قبل أن تصبح المكونات فاسدة».

ويرى أنّ المخاطر تزول مع اتباع صيغة الاشتراكات، من خلال التأكّد من أنّ الزبائن يدفعون مسبقاً لقاء ما سيأكلون، معتبراً أنّ هذا النموذج سيصبح شائعاً.(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"