عادي

إشبيلية.. موسيقى التاريخ الأندلسي

21:18 مساء
قراءة 4 دقائق
إشبيلية

إعداد: أحمد البشير

تملك بعض المدن شكلاً وبعضها الآخر شخصية، ولحظّهم السعيد، فإن سكان إشبيلية يحصلون على الاثنين معاً. ويعود الفضل في ذلك إلى مركزهم الحضري ومدينتهم الأندلسية التي تنضح بالحيوية والكاريزما وتتطوّر باستمرار، وقد تأسست «إشبيلية» وفقاً للأسطورة قبل أكثر من 3 آلاف عام على يد البطل الإغريقي «هرقل».

وكان أول اسم معروف لإشبيلية هو «سبال» أي «الأرض السهلية»، وقيل إنه نابع من لغة سكانها الأصليين المعروفين باسم «التارتسيّون» وقيل إنه من لغة الفينيقيين.

وغير الرومان اسمها إلى اللاتينية وسموها «هيسباليس»، لكن المسلمين قاموا بتعريب الاسم اللاتيني فأصبح إشبيلية، وباتت في عهد ملوك الطوائف عاصمة مملكة إشبيلية. وتقع إشبيلية على سهل من سهول نهر الوادي الكبير، أما مناخها فهو مناخ البحر المتوسط مع التأثيرات المحيطية، والمتوسط السنوي لدرجات الحرارة هو 18 درجة مئوية، مما يجعلها واحدة من أحر مدن أوروبا. وتشكل إشبيلية مزيجاً رائعاً بين الثقافة الإسبانية والحضارة المغربية في شمال إفريقيا، وتعتبر من أجمل المدن الأوروبية لغناها التاريخي؛ حيث تضم الكثير من الوجهات السياحة في إسبانيا الرائعة من معالم أثرية وعمارات يرجع تاريخها إلى العصور الوسطى. ونعرض في هذا السياق مجموعة من الوجهات التي يوصى بزيارتها عند السفر إلى إشبيلية:

قصر «الكازار»

الصورة

يبدو داخل «الكازار» في إشبيلية قطعة من الجنة على الأرض، وقد بني أساساً في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي (حوالي عام 1300)، وخلال ما كان يعرف ب «العصور المظلمة» في أوروبا، لكن هذا الصرح المعماري هو أبعد ما يكون عن الظلام.

وفي الواقع، وبالمقارنة مع مراكز التسوق الحديثة والمباني السكنية المعاصرة، فإنه يمكن القول إن «الكازار» يمثل إحدى القمم المعمارية في التاريخ.

متروبول الشمسية الملونة

الصورة

يعد «متروبول الشمسية الملونة» من أهم معالم إشبيلية وهو عبارة عن هيكل خشبي عملاق يتخذ شكل الفطر، يقع في ميدان «لا إنكرناسيون». وتم تصميم هذا الصرح من قبل المصمم المعماري الإسباني يورجان ماير؛ حيث انتهى من تصميمه في شهر إبريل من عام 2011. ويصل ارتفاع الصرح إلى نحو 85 قدماً أي 26 متراً، فيما يبلغ عرضه 490 متراً، أما المساحة المقامة عليه تصل إلى 18 ألف متر، ويقال إنه أضخم وأكبر مبنى خشبي في العالم.

متحف «ديل بايلي فلامنكو»

الصورة

يمتد هذا المتحف الذي هو من بنات أفكار راقصة الفلامنكو «كريستينا هويوس» على ثلاثة طوابق من قصر يعود إنشاؤه إلى القرن الثامن عشر، ليسلّط الضوء على فن غامض، وتشمل المعروضات الموجودة في المتحف رسومات ولوحات وصور من عظماء الفلامنكو السابقين والحاليين، إضافة إلى مجموعة من الفساتين والشالات التي استخدمها بعضهم. كما أن دروس الرقص وورش العمل الفنية والحفلات الموسيقية مألوفة في هذا المكان.

حديقة ماريا لويزا

الصورة

حديقة ماريا لويزا هي الوجه الطبيعي لمدينة إشبيلية والتي تعكس الطبيعة الزاهية والمتوسطية التي تشتهر بها المنطقة، حتى تحولت إلى أحد أجمل وأبرز الأماكن السياحية في إشبيلية التي يقصدها الآلاف من السياح والسكان المحليين بصفة دائمة للهروب من صخب المدينة والتمتع بالهدوء والاسترخاء. وتتميز الحديقة بمساحات خضراء شاسعة مع وجود جسور لعبور المشاة، إضافة إلى عدد من نوافير المياه العذبة. وفي منتصف الحديقة يقع قصر «إسبانيا» الذي تتميز جدرانه بنقوش تُمثل الفن والذوق الإسباني القديم، ويستخدم هذا القصر الآن في أغراض حكومية.

فندق «ألفونسو الثالث عشر»

الصورة

يعتبر فندق «ألفونسو الثالث عشر» أحد الفنادق الإسبانية المرموقة، ويقع بالقرب من «ريال الكازارس» في «أشبيلية»، ويتوفر فيه مسبح في الهواء الطلق وصالة للألعاب الرياضية وفناء حديقة نموذجي مع نافورة. يشتمل تصميم الفندق الأنيق على الأقواس ذات الطراز العربي والبلاط والسيراميك، وجميع الغرف مزينة بشكل فردي هي مكيفة الهواء وتحتوي على الخدمات واللوازم الضرورية كافة. يقدم مطعم الفندق «تايفاس ريستورانت» الذي يقع بجانب بركة السباحة وجبات من المطعم اللبناني الحديث، وهناك مطعم ثان هو «سان فرناندو» في فناء على الطراز الأندلسي يقدم الأطباق المحلية التقليدية.

قصر الحمراء

الصورة

قصر الحمراء هو قصر أَثري وحصن شيّده الملك المسلم أبو عبدالله محمد الأول، بين عامي 1238 و1273 في مملكة غرناطة خلال النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي. ويعد الآن من أهم المعالم السياحية في إسبانيا ويقع على بعد 267 ميلاً (430 كيلومتراً) جنوبي مدريد. ومن سِمات العمارة الإسلامية الواضحة في أبنية القصر استخدام العناصر الزخرفية الرقيقة في تنظيمات هندسية كزخارف السجاد، وكتابة الآيات القرآنية والأدعية؛ بل حتى بعض المدائح والأوصاف من نظم الشعراء كابن زمرك، وتحيط بها زخارف من الجص الملون الذي يكسو الجدران، وبلاط القيشاني الملون يغطي الأجزاء السفلى من الجدران.

فندق قصر «الكازار»

الصورة

يقع هذا المنزل الذي يعود تاريخه للقرن الثامن عشر على بعد 100 متر من قصر «الكازار»، ويوفر غرفاً حديثة ومكيفة الهواء مع الديكور البسيط، وكل واحدة منها تأتي بحمام خاص ومزودة بالخدمات الضرورية كما يطل بعضها على برج الجرس الشهير لكاتدرائية إشبيلية. هناك أيضاً شرفة أنيقة مع مناظر بانورامية؛ حيث يمكنك التمتع بوجبة خفيفة، كما أن هناك العديد من المطاعم والمقاهي الصغيرة بالقرب من الفندق. ويقع الفندق على بعد 8 دقائق سيراً على الأقدام من ضفاف «الوادي الكبير»، وحلبة «مايسترانزا» لمصارعة الثيران، والبرج الذهبي «جولدن تاور».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"