التـراث والمستقبـل

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
أحمد البيرق

أحمد البيرق

تعمل النفس البشرية ضمن موجهين أساسيين هما الشعور واللاشعور، ولربما أغلب البشر في حالة ارتباطهم بالتراث يحركهم المؤثر أو الموجه اللاشعوري، فتجدهم أحياناً لا يتمكنون من التعبير عن سبب وجود هذا الارتباط بداخلهم.
ولكن ما يمكننا أن نجزم به أن ذلك الارتباط نابع من شعورهم تجاه التراث بأنه المعبّر الأساسي عن هويتهم والجامع بين ماضيهم وحاضرهم.
ليس ذلك فقط، بل ما تشكل لدى الفرد في أي مجتمع كان من مخزون لفظي أو فعلي هو انعكاس لتراثه، خصوصاً فيما يتعلق بمأكله وملبسه ومعاملاته وعاداته، فكل ذلك شكل ارتباطاً عميقاً لدى الفرد بتراثه. 
ما نود قوله أن التراث هو العنصر الثقافي الأبرز الذي لا يمكن تجاهله عند الحديث عن تاريخ أي أمة، سواء تاريخها الماضي أو الحاضر أو المستقبلي، لذلك تسعى كل أمة إلى تسجيل تراثها كعلامة مميزة لها عن سائر الأمم، من خلال المنظمات الأممية والدولية التي تمنح ذلك الاعتراف، وتحفظ لكل أمة حقها التاريخي والتراثي والأدبي. 
أيام الشارقة التراثية وعلى امتداد عقدين من الزمان استطاعت إلى جانب تلك المؤسسات الدولية والمنظمات الأممية أن تحفظ للتراث مكانته. ليس فقط التراث الإماراتي، بل كل تراث العالم، وذلك من خلال استضافتها لمشاركات نوعية من مختلف أقطار العالم. 
تلك هي الشارقة برؤى سلطانها العالم تؤمن تماماً بأن الفعل الثقافي تراكمي لا انتقائي لا يتحمل الاهتمام بجانب منه دون آخر، صدقت في عملها مع الثقافة فصدقت الثقافة معها، وأصبحت علامتها البارزة ونهجها المستنير وأساس بناء إنسانها وجسرها إلى المستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"