عادي

الجريمة وحكايات الرعب في «طيران الإمارات للآداب»

22:14 مساء
قراءة 3 دقائق
ليلة الرعب

دبي: علاء الدين محمود

هيمن موضوع الرعب والقصص الخرافية والأساطير، على معظم جلسات وفعاليات يوم أمس الأول الجمعة بمهرجان طيران الإمارات للآداب، والتي أطلق عليها اسم «ليلة الرعب»، وحفلت بتناول قضية الشر والخوف من جوانب إبداعية متعددة شملت الأدب والفنون وصناعة السينما.

«سرد الشر» هو عنوان ورشة حول بناء الشخصية الشريرة، تحدث فيها الروائي السعودي أسامة المسلم، الذي يعد من الكتّاب الأكثر مبيعاً في مجال أدب الفنتازيا والخيال العلمي والرعب، حيث صدر له ما يقارب 17 رواية، أحدثها: «هذا ما حدث معي»، كما تم تحويل إحدى رواياته إلى مسلسل تلفزيوني، وتناول المسلم في الورشة موضوع الشخصيات الشريرة باعتبارها أكثر الشخصيات تركيباً وتعقيداً، وتتميز بالإثارة، بل وتهيمن الشخصية الشريرة على الأحداث بصورة تتفوق على بقية الشخصيات في الأعمال الأدبية والدرامية.

وتحدث المسلم عن الشخصيات الشريرة وكيفية بنائها وتكوينها في النص السردي والدرامي، حيث إن تلك الشخوص، في عصرنا الحالي، صارت جاذبة للقراء بصورة كبيرة، بل وباتت تحتل أدوار البطولة في الأعمال السردية والدرامية، ففي السابق كانت الشخصية التي تمثل الجانب الطيب والإنساني هي التي تحوز البطولة في الروايات والأفلام، بينما نجد أن كثيراً من الأعمال أبطالها من الشخصيات الشريرة.

أفكار ورؤى

وقدم المسلم خلال الورشة أفكاراً ورؤى متعددة حول الشخصيات الشريرة وماهية الشر، وكيفية تمييز الشخص الشرير من العادي، وأوضح أن الكتاب العرب والخليجيين لا يستوحون أعمالهم من البيئة المحلية فقط، بل هنالك العديد من المراجع، ومن الصعوبة الاعتماد على مصدر واحد، موضحاً أن ذلك الأمر يعتمد بشكل كبير على التجارب الشخصية للكاتب وأفكاره وميوله الأدبية.

وشدد المسلم على أن الكتابة بصورة عامة حول أدب الرعب والفنتازيا والأساطير تتطلب أن يتحلى المؤلف بالمهارة والمقدرة الحقيقية والموهبة، وبإرادة البحث في التاريخ والاطلاع على علم النفس، لكون الكتابة في هذا المجال صعبة للغاية، ويكمن التحدي الكبير في تحويل الفكرة والنتائج والبحث الذي تم توصل إليه في عمل إبداعي يجتذب الجمهور.

سيناريو

وتضمنت الفعاليات ورشة تناولت قصص وروايات الجريمة، بعنوان «كيف تكتب سيناريو الجريمة الكاملة؟» وأدارها الكاتب المصري أحمد مراد، صاحب الأعمال الشهيرة في مجال الجريمة مثل: «الفيل الأزرق»، «فيرتيجو»، «تراب الماس».

وشدد مراد على ضرورة أن ينصرف الكاتب إلى الكتابة بشغف دون التوقف عند سؤاله لنفسه إن كان يتحلى بالموهبة أم لا، فالمحاولات هي التي تجيب عن السؤال.

وتناولت الورشة بصورة أساسية سؤالاً مفصلياً: هل توجد بالفعل جريمة كاملة وهل من الممكن تصميمها وكتابتها بحرفية عالية؟ وعرفت الورشة الكتاب بكيفية صياغة الأعمال الروائية والسينمائية، وإدراك مواطن الإبداع لديهم، والتخلص من قفلة الكاتب ووضع خريطة لعمل كامل.

مزرعة يدو

كما شهدت «ليلة الرعب»، عرض الجزء الثاني من الفيلم الإماراتي «مزرعة يدو»، بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول، وتناول الفيلم، الذي تميز بالإثارة والتشويق وأجواء الهلع والخوف، قصة عدد من الأصدقاء اتفقوا على قضاء عطلة نهاية الأسبوع في مزرعة صديق لهم، وفي البداية تبدو الرحلة روتينية وهادئة يستمتع خلالها الأصدقاء بأجواء المرح والحبور، لكن يحدث تحول كبير لتبدأ سلسلة من الأحداث في التصاعد بطريقة تبدو غير مفهومة.

الفيلم من إخراج أحمد زين الهاشمي، وسيناريو إبراهيم المرزوقي، ولقي استحساناً من الحضور الكبير الذي تابع الأحداث، في قاعة «عرفج».

وأوضح زين الهاشمي أن التجربة لقيت نجاحاً كبيراً، مؤكداً أهمية صناعة الأفلام خاصة فيما يتعلق بالحكايات الإماراتية في مجال الرعب. ويقول «تعاملنا مع الجن بأسلوب واقعي أكثر حيث ابتعدنا عن الرعب الزائد».

وذكر إبراهيم المرزوقي أن أدب الرعب يعتمد على التشويق، وهو مجال صعب ويحتاج إلى جهد كبير، وأوضح أنه بدأ في مجال السيناريو بالاشتغال على أفلام قصيرة إلى أن أنجز في النهاية فيلم الرعب «مزرعة يدو».

البيئة الإماراتية

تناولت بعض الجلسات البيئة الإماراتية وما تحفل به من حكايات قديمة، حيث تتميز تلك القصص، أو الخراريف التراثية بوحوش مخيفة وكائنات أسطورية خالدة أمثال «خطاف رفاي» و«أم الدويس»، الأمر الذي قاد إلى اهتمام الكتاب الإماراتيين الذين برعوا لاحقاً في أدب الجريمة والرعب والإثارة، وامتد ذلك الألق الإبداعي إلى السينما في إخراج أفلام إماراتية بثيمة الرعب، وكذلك على مستوى كتابة السيناريو.

ومن أبرز الجلسات، تلك التي حملت عنوان «حكايات رعب إماراتية» وتحدث فيها كل من: ضرار بالهول، عضو المجلس الوطني الاتحادي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، صاحب رواية «الأرملة السوداء»، والروائية والفنانة التشكيلية نورة الطنيجي، صاحبة رواية «حضارة لوكاس»، والمخرج أحمد زين الهاشمي، والكاتب إبراهيم المرزوقي، المتخصص في أدب التشويق والجريمة.

وتناولت الجلسة البيئة الإماراتية كعمل ملهم للأدباء والمبدعين، نسبة لأن تراثها الحكائي يحتوي على الكثير من القصص في مجال الأساطير والرعب

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"