عادي

تعرف إلى رواية تسببت في اغتيال جون لينون

15:07 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: علاء الدين محمود

بعض الأعمال الأدبية تكتسب أهميتها وسر خلودها واحتفاء الناس بها مما تحتشد به من قيم جديدة مختلفة عن السائد، وما تحمله من دعوة للناس لتغيير نمط حياتهم.

«الحارس في حقل الشوفان»، هي واحدة من تلك الأعمال الأدبية الخالدة التي كتبها الروائي الأمريكي الشهير ديفيد سالينجر (1919 2010)، وصدرت عام 1951، وكانت الرواية في الأصل موجهة للقراء البالغين، لكنها أصبحت ذات شعبية كبيرة بين القراء المراهقين بسبب محاورها الرئيسية مثل اليأس والعزلة خلال مرحلة المراهقة، وأصبح بطل الرواية هولدن كولفيلد رمزاً لتمرد المراهقة. ويعالج العمل قضايا معقدة مثل الهوية والانتماء والخسارة والعلاقات والعزلة.

وتدور الرواية بشكل أساسي حول المراهق هولدن كولفيلد، ذي السبعة عشر عاماً، يزدري مجتمعه ويرى أن الأفراد جميعاً غارقون في نوع من الزيف والغباء، ويتعرض للطرد من مدرسته بسبب رسوبه في كل المواد عدا الإنجليزية، ويمر هولدن بمجموعة من المواقف التي تعطي فكرة عامة عن أفكاره. ويلتقي بعدد من الأفراد، منهم مدرس التاريخ المسن، وفتيات وفتيان في مثل عمره. ومدرس الإنجليزية الشاب الذي درّسه سابقاً، كل هذا بعد تركه المدرسة، حيث يقيم بفندق متحاشياً لقاء والديه قبل معرفتهما بنبأ طرده.

الرواية وجدت صدى كبيراً وتُرجمت إلى أغلب لغات العالم، وبلغت مبيعاتها أكثر من 65 مليون نسخة حول العالم، ولا تزال بعد خمسة عقود ونيف على صدور طبعتها الأولى، تلقى الرواج نفسه الذي صادفته في سنواتها الأولى، ويباع منها ربع مليون نسخة سنوياً، وقد صنّفتها مجلة «تايم» واحدة من أهم مئة رواية صدرت بالإنجليزية في القرن الماضي.

وارتبطت الرواية بجريمة قتل شهيرة، الأولى هي المتعلقة بعضو فرقة البيتلز الشهير الإنجليزي جون لينون، ففي مساء 8 من ديسمبر 1980، أطلق الرصاص على الموسيقي لينون، وأصيب بجروح قاتلة في ممر داكوتا، مقر إقامته في مدينة نيويورك. وكان قاتله مارك ديفيد تشابمان، أحد محبي فرقة البيتلز الأمريكي وقد ذكر أنه كان غاضباً من أسلوب حياة لينون وتصريحاته العلنية، خاصة ملاحظته التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة التي تحمل معتقدات زائفة.

وعندما اتجه الشاب تشابمان، نحو عضو فرقة البيتلز لينون، وأطلق عليه خمس رصاصات من الخلف، كان حينئذ يحمل في يده الثانية نسخة من رواية «الحارس في حقل الشوفان»، وعندما خرّ لينون صريعاً، جلس الشاب في مسرح الجريمة يعيد قراءة الرواية في انتظار الشرطة، ولاحقاً أثناء محاكمته، رفع الرواية قائلاً: «هذه هي حجّتي». وكان تشابمان قد ذكر أيضاً أن شخصية هولدن كولفيلد قد ألهمته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"