عادي
أمريكا تؤكد استعدادها للدبلوماسية وتبلغ كييف دعم واشنطن «الحازم»

اتصالات على أرفع مستوى بين روسيا والغرب لنزع فتيل الأزمة

17:30 مساء
قراءة 3 دقائق
3
بلينكن لافروف

كانت موسكو، أمس السبت، طرفاً في اتصالات غربية متعددة المستويات؛ حيث تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالين هاتفيين من نظيريه الفرنسي والأمريكي، كما أن وزيري الخارجية الروسي والأمريكي تحادثا مطولاً. واتهم بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف الغرب بشن حملة دعائية ضد روسيا بشأن أوكرانيا، واعتبرا الاتهامات الأمريكية في هذا الصدد «تكهنات استفزازية»، بيد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أن الحوار الصادق لا يتلاءم مع التصعيد، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إن المسار الدبلوماسي ما زال «مفتوحاً» لكنه يتطلب «وقف التصعيد».

حملة استفزازية

انتقد وزير الخارجية الروسي لافروف، في اتصال مع بلينكن، بشدة، المزاعم التي ترد على لسان كبار المسؤولين الغربيين عن تخطيط موسكو لغزو أوكرانيا. وأكدت الخارجية الروسية أن لافروف شدد، خلال المكالمة التي جرت السبت بمبادرة من الجانب الأمريكي، على أن «الحملة الدعائية عن «العدوان الروسي» ضد أوكرانيا والتي شنتها الولايات المتحدة مع حلفائها لها غايات استفزازية، وتحرض حكومة كييف على تخريب اتفاقات مينسك، واللجوء إلى محاولات ضارة لتطبيق «حل عسكري» لقضية دونباس. وجدد لافروف التأكيد بأن الغرب تجاهل مطالب «أساسية» لموسكو في مجال الضمانات الأمنية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة: إن الدول الغربية، بمساعدة وسائل الإعلام، تنشر معلومات كاذبة بالإشارة إلى أن موسكو ربما تخطط لغزو أوكرانيا، وأن روسيا حشدت ما يكفي من القوات بالقرب من أوكرانيا لشن غزو كبير من المرجح أن يبدأ بهجوم جوي. وأضافت الوزارة في بيان على موقعها على الإنترنت أن الدول الغربية تحاول تشتيت الانتباه عن أعمالها العدوانية.

مسار مفتوح

 من جهته، أكّد بلينكن خلال الاتصال الهاتفي أن المسار الدبلوماسي ما زال «مفتوحاً» لتجنب صراع في أوكرانيا، لكنه يتطلب «وقف التصعيد» من موسكو وحواراً بحسن نية. وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أن غزو أوكرانيا، الذي تُتهم روسيا بالتخطيط له «سيؤدي إلى رد حازم وكبير وموحد عبر الأطلسي».

 قال بلينكن: إن واشنطن مستعدة للدبلوماسية أو «العدوان» من جانب موسكو في الأزمة الأوكرانية.

وقال للصحفيين في فيجي التي يزورها، إنه إذا كان بوتين حريصاً فعلاً على حل الأزمة المتصاعدة دبلوماسياً، فإن واشنطن مستعدة للقيام بدورها، لكنها ستفرض عقوبات اقتصادية سريعة إذا قامت موسكو بغزو أوكرانيا. 

دعم حازم

كما أكّد بلينكن لنظيره الأوكراني دميترو كوليبا خلال اتصال هاتفي دعم الولايات المتحدة «الحازم» لأوكرانيا «في مواجهة التهديد الحادّ المتزايد» بتعرّضها لغزو روسي. وقالت الخارجية الأمريكية في بيان: إنّ بلينكن أبلغ كوليبا أنّ أوكرانيا تواصل «الاستفادة من دعم الولايات المتّحدة الدائم والثابت لسيادتها وسلامة أراضيها». وشدّد بلينكن على أنّ «أيّ عدوان روسي» على أوكرانيا؛ سيؤدي إلى «عواقب سريعة وشديدة وموحّدة» من جانب الغرب.

من جهة أخرى، أبلغ بوتين نظيره الفرنسي ماكرون خلال مكالمة هاتفية أمس السبت بأن اتهام الدول الغربية لروسيا بالتخطيط لغزو أوكرانيا هو «تكهنات استفزازية». وقالت الرئاسة الروسية في بيانها: إن «بوتين وماكرون ناقشا الوضع المرتبط بالتكهنات الاستفزازية لجهة «اجتياح روسي» مزعوم لأوكرانيا، والتي تترافق مع تزويد هذا البلد بأسلحة متطورة على نطاق واسع». واعتبر الكرملين أيضاً أن هذه الاتهامات وهذه الإمكانات العسكرية توفر «ظروفاً تسبق إمكان قيام القوات الأوكرانية بأفعال معادية في دونباس».

وكرر بوتين شكواه من رفض الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي القبول ب«المبادرات الروسية»؛ للحد من التوتر، خصوصاً ضمان أمن موسكو عبر العدول عن أي توسع مقبل لحلف شمال الأطلسي، وبدء سحب المعدات العسكرية للحلف إلى غرب أوروبا.

وأضاف الكرملين أن ماكرون وبوتين يريدان مواصلة الحوار الفرنسي- الروسي حول هذا الملف «على أرفع مستوى».

وحذّر ماكرون خلال المكالمة من أن «حواراً صادقاً لا يتلاءم مع تصعيد عسكري» على الحدود الأوكرانية.وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن الزعيمين تحادثا ساعة و40 دقيقة و«أعربا عن رغبتهما في مواصلة الحوار» حول «سبل التقدم في تنفيذ اتفاق مينسك» في شرق أوكرانيا و«شروط الأمن والاستقرار في أوروبا».

 (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"