عادي
القراء يودّعون الدورة الـ 14

«طيران الإمارات للآداب» يستقطب 180 كاتباً من 47 دولة

22:13 مساء
قراءة 5 دقائق

دبي: "الخليج"
اختتم مهرجان طيران الإمارات للآداب، أمس الأحد، فعاليات دورته الرابعة عشرة، التي نظمت برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بالتعاون مع الشركاء المؤسسين، طيران الإمارات وهيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، وشارك في الدورة أكثر من 180 كاتباً من 47 دولة.

قالت أحلام بلوكي مديرة المهرجان: «لقد كان المهرجان تجربة رائعة، واكتسبت هذه الدورة أهمية إضافية، حيث عايشنا مدى التعطش لأجواء الإبداع والأدب والثقافة؛ إذ كان من اللافت أن الجماهير تمكث بعد الجلسات وتتفاعل بعفوية مع الزوار، وينخرط الجميع في حوارات حول مواضيع تحفز التفكير، وهو ما يتطلع إليه المهرجان حقاً. لقد لمّ المهرجان شمل الكتّاب وقرائهم من جديد». وأضافت: «لابد لي أن أذكر بأننا لولا دعم مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب ورعاتنا، لا سيما الراعي الرئيسي، طيران الإمارات وشريكنا المؤسس، هيئة الثقافة والفنون في دبي، لما كان لهذا النجاح أن يتحقق. وأود أن أتوجه بالشكر لكل من ساعدنا في هذا الاحتفاء بالثقافة والأدب بأجمل وأرقى حلة. ويتطلب هذا الحدث الكبير الكثير من العمل الدؤوب، لذلك أتقدم بالشكر الجزيل لكل المتطوعين الذين تفانوا في العمل لإنجاح المهرجان، وبشكل خاص فريق مؤسسة الإمارات للآداب، الذين عملوا بلا كلل طوال العام لتقديم المهرجان بأفضل ما يمكن».

رؤى وأفكار

وقال بطرس بطرس، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة الاتصالات والتسويق والعلامة التجارية: «انطلاقاً من كوننا داعمين للمهرجان منذ بدايته، فإن الجمع بين هواة القراءة والآداب مع كتابهم ومؤلفيهم المفضلين، يبقى في صميم رعايتنا. لقد استقطبت دورة هذا العام من مهرجان طيران الإمارات للآداب بعضاً من أشهر كتّاب الرواية والقصة والمؤلفين العالميين، الذين شاركوا أفكارهم ورؤاهم مع الجمهور لتخيل العالم بصورة جديدة. ونحن نتطلع إلى تكرار النجاح في دورة أخرى في العام المقبل لمواصلة إثراء الساحة الأدبية في دولة الإمارات العربية المتحدة».

وعبر الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في هيئة الثقافة والفنون في دبي، عن اعتزازه بالنجاح الذي حققته هذه الدورة من المهرجان الذي رأى أنه «يثبت عاماً بعد عام مكانته المهمة لدى أفراد المجتمع بجميع أطيافهم، لما يوفره من فرصة رائعة لعشاق الثقافة والأدب للتواصل والتفاعل مع المبدعين من أنحاء العالم». وأضاف: «واصلنا رعايتنا هذا العام أيضاً لمواهبنا الإماراتية المتميزة في اليوم الإماراتي الذي شهد إقبالاً لافتاً على أنشطته وجلساته الثرية. ونتطلع إلى مزيد من الألق والإبداع للمهرجان وفعالياته في نسخته القادمة التي سنحرص بكل تأكيد، على تسخير طاقاتنا لإنجاحها كي يبقى المهرجان منصة فريدة للارتقاء بقطاع الآداب في دبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وجسراً للتواصل المعرفي والثقافي بين المبدعين في شتى مجالات الأدب والثقافة من داخل وخارج الدولة».

أسئلة

وفي جلسة بعنوان «تطور اللغة العربية»، تحدث د. علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، والكاتب السعودي أحمد العلي، والمترجم العماني حمد الغيثي، وأدارها بلال الأورفلي.

وبحثت الجلسة كيف تبدو لغتنا العربية اليوم خاصة من واقع تقرير حالتها ومستقبلها الصادر عن وزارة الثقافة والشباب، مع العديد من الأسئلة حول مستقبل العربية.

وفي المستهل أجاب علي بن تميم عن سؤال: هل اللغة العربية في مأزق، ولماذا يصر الخطاب الإعلامي العربي على أنها تعيش مأزقاً؟ وذكر أن السؤال كبير وإشكالي، ولا يرتبط بمأزق العربية فقط؛ بل كثير من الأنماط التي تلتصق بها، موضحاً أن هناك العديد من الأحاديث حول أن العربية باتت منفرة ولا تغري القارئ العربي، مشيراً إلى أن الناس يظلمون العربية عندما يقولون عنها ذلك، موضحاً أن هناك فارق بين اللغة والكلام، حيث إن اللغة هي مخزون لا نهائي، بينما نجد أن الكلام هو الجزء المستعمل من اللغة. وأوضح ابن تميم أن قدرة مستعمل اللغة على التفاعل معها يجعلها أكثر حيوية.

ولفت ابن تميم إلى أن هناك أوصافاً ألصقت بالعربية، ولابد من إعادة النظر فيها، ويقول: «حتى اللافتات في الشوارع والمباني تغيب عنها اللغة العربية»، مشيراً إلى أن العربية ذات تاريخ ضخم، وفيها مخزون من التعدد والتنوع، وأن اللغة هي وعاء الثقافة.

وذكر ابن تميم أن العربية صنفت كلغة آمنة من قبل اليونيسكو؛ أي غير مهددة بالاندثار، مؤكداً ضرورة أن تكون هناك مبادرات تبنى على حقائق راسخة وأرقام ومؤشرات.

وأكد حمد الغيثي أن اللغة العربية ليست في خطر، لكن هناك مستويات من الاهتمام تكاد تكون مفقودة، خاصة على مستوى مكانة العربية في المناهج الحديثة، وكذلك هناك مشكلة في التواصل بين بلد وآخر من البلدان العربية وذلك لاختلاف اللهجات، مشيراً إلى ما أسماه إشكالات اجتماعية وسياسية تواجه اللغة وذلك للتشتت والتباعد بين العرب.

ولفت الغيثي إلى أن هناك مبالغات وتضخيماً في ما يتعلق بالحديث عن أن العربية تواجه المآزق، مؤكداً ضرورة أن تكون هناك سياسات من قبل المجتمعات العربية لدعم لغتهم وتطويرها.

من جانبه ذكر أحمد العلي أن اللغة تكون في خطر عندما يندثر متحدثوها، أو حينما لا تسهم في مجريات العالم، وكذلك عندما لا تكون لها إضافة إبداعية، مشيراً إلى أن الدول العربية تشهد هجرات كبيرة خاصة بعد ما سمي «الربيع العربي»؛ الأمر الذي جعل كثيراً من البلدان العربية تعيش أوضاعاً تعيسة، موضحاً أن المهاجرين لا يتحدثون العربية، وأعداد من يتحدثون العربية في تناقص، لافتاً إلى أن الترجمة العكسية من اللغة العربية إلى الأجنبية ضعيفة جداً.

سيرة غيرية

في جلسة بعنوان «في أثر عنايات الزيات»، تناولت الكاتبة المصرية إيمان مرسال كتابها الذي حمل عنوان الجلسة نفسه.

وتحدثت مرسال عن حكايتها مع الأديبة المصرية الأخرى الراحلة عنايات الزيات (1936-1963)، موضحة كيف أنها ألفت ذلك الكتاب الذي تتناول فيه ومضات مشرقة من حياتها، وتبرز من خلاله العديد من مواقفها الفكرية والأدبية، على الرغم من أنها لم تلتق أبداً بالمبدعة التي كانت قد رحلت عن الحياة.

وطافت مرسال بالحضور في رحلة تفاصيل بديعة حول فعل الكتابة، مشيرة إلى أن بداية علاقتها بعنايات الزيات كانت بالصدفة عندما التقطت مؤلفاً لها من سوق الكتب المستعملة، حيث أصبح ذلك الكتاب هاجساً دفعها للبحث عن سياق صدوره، وعن قصة صاحبته بعد أكثر من نصف قرن على موتها.

وتشير مرسال إلى أن كتابها «في أثر عنايات الزيات»، هو سيرة غيرية، وبالتالي يتطلب أسلوباً مختلفاً وخاصاً في السرد، فالسؤال عن شخص آخر صعب ومملوء بالمخاطر، موضحة أن ذلك الأمر هو الذي دفعها للكتابة بأسلوب «الشظايا»، وليس السرد التقليدي.

وشددت مرسال على أن الكتابة عن شخص آخر، تتطلب من المؤلف أن يضعه بداخله؛ أي أن يفكر فيه باستمرار ويضع تصورات حول كيف كانت حياته، خاصة إذا كان شخصية بحجم عنايات الزيات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"