عادي
الأعطال تكبح سرعة توصيل الطلبات

درّاجات «الديليفري».. فرقتها المنافسة وجمعها «الميكانيكي»

21:57 مساء
قراءة 5 دقائق
شركات تتعاقد مع ورش صيانة لأغراض التصليح
دبي: فاروق فياض

قد يبدو المشهد مألوفاً لديك خلال تجولك ومسيرك في شوارع وطرقات دبي والإمارات عموماً، وأنت ترى صورة باتت يومية ليلاً ونهاراً قوامها، التنافس المحموم بين سائقي الدراجات النارية المخول لهم إيصال طلبات الطعام وغيرها من أغراض البقالة والأدوية والكثير.

حيث تعج شوارع الإمارات عموماً، ودبي على وجه الخصوص على اعتبارها «المدينة التي لا تنام»، بمئات وآلاف سائقي «الديليفري» الذين يقومون بإيصال منتجات الطعام وغيرها إلى العملاء والمستهلكين، فتارة تشاهد دراجات نارية وسمت بشعار شركة متخصصة لإيصال الطعام مثل «طلبات» «كريم» «ديليفيرو» وتارة تشاهد دراجات أخرى وسمت على صناديقها الخلفية شعار شركات متخصصة لنقل وإيصال طلبات أخرى والبقالة، على غرار «أمازون» «ناو» «أرامكس» «زوماتو» و«نون» وغيرها الكثير من الشركات التي تمتهن مثل هذه الخدمات والتجارة الإلكترونية عبر تطبيقات ذكية.

الأمر الذي بات غريباً وغير مألوف لدى الكثيرين، هو تجمهر وتجمع هؤلاء السائقين في مكان واحد وتحت سقف واحد، حيث باتت «ورش التصليح» أو «كراجات الميكانيك» هي المكان الأوحد الذي تسقط تنافسية هذه الشركات في تسابقها عبر الزمن والمكان نحو إيصال مبتغاها للعملاء، وأصبحت مثل هذه «الورش» تمثل تآلفاً تجارياً بين الكثير من سائقي دراجات «الديليفري»، حيث تجمعهم أغراض الصيانة والتصليح والانطلاق نحو يوم جديد، وهي أولويات باتت اكثر أهمية من مدى التنافسية المحمومة والتسابق اللا محدود فيما بينهم على طرقات وشوارع الدولة.

وتعد مثل هذه الأعطال التي قد يواجهها سائقو «الديليفري»، عاملاً معيقاً في سرعة إيصال طلباتهم نحو وجهاتها الأخيرة، بل وتكبح من سرعة زمن إيصال كل طلب على حدة، فكيف تتعامل شركات توصيل الطعام والطلبات مع مثل هذه الأعطال التي تواجهها شركات الطرف الثالث، على اعتبار أنها متعاقدة أصلاً مع شركات وسيطة مخول لها القيام بتوصيل المنتجات والطعام وغيرها للعملاء.

خيارات عديدة

في هذا السياق قال باسل النحلاوي، المدير العام للتنقل لدى شركة «كريم»: لا تعود ملكية أسطول دراجات التوصيل إلى الشركة، بل نتعاون مع شركات مرخّصة في الإمارات تتبع توجيهات هيئة الطرق والمواصلات وتتولى مسؤولية جميع أعمال صيانة الأسطول.

وعن اعتماد «كريم» لورش صيانة خاصة بها أم أن الأمر متروك للسائقين؟ قال النحلاوي: طوّرت شركة «كريم» بالتعاون مع «هيئة الطرق والمواصلات»، برامج تهدف إلى تعزيز الإجراءات الوقائية للحفاظ على سلامة السائقين. ولدينا تعاون مع بعض ورش الصيانة لتوفير المزيد من المزايا والدعم للسائقين.

تابع النحلاوي: يمكن لكل سائق تصليح أو صيانة دراجته في الورشة التي يختارها، حيث عقدنا اتفاقيات مع مجموعة من ورش الصيانة المحلية لتقديم رسوم مخفّضّة لسائقي شركة كريم.

وعن دور الأعطال التي يتعرض لها أسطول الدراجات النارية الخاص بالشركة في الحد والتقليل من كفاءة وسرعة تسليم الطلبات وبالتالي التأثير في نسبة الأرباح والإيرادات السنوية، قال النحلاوي: من الممكن أن يؤدي حدوث عطل ما في الدراجة أثناء التوصيل إلى تأخر عمليات الاستلام من التاجر والتسليم للعميل وبالتالي زيادة الزمن اللازم للتوصيل. لذلك، خصصت شركة «كريم» خطاً ساخناً يساعد السائقين خلال رحلات التوصيل ويضمن حصول كل من التاجر والعميل على تجربة مثالية. ويتم تدريب كل سائق على الاتصال بخط المساعدة في الحالات الطارئة لإرسال من يساعد في توصيل الطلب بأسرع وقتٍ ممكن.

أولوية

بدوره قال متحدث باسم شركة «طلبات»: بصفتنا إحدى الشركات التقنية المحلية ومنصة واسعة في الإمارات لتوصيل الطعام وخدمات التجارة الإلكترونية السريعة، نتعاون مع شركاء في دولة الإمارات لتزويدنا بالخدمات اللوجستية، والذين يُعرفون باسم الشركات اللوجستية من الطرف الثالث ويعملون على توفير الدراجات وتوظيف سائقين لتوصيل طلبات الشركة في الإمارات السبع.

وتابع متحدث باسم «طلبات»: يتولى شركاؤنا من الشركات اللوجستية من الطرف الثالث مسؤولية ضمان صيانة الدراجات بالشكل المناسب وبصورة دورية في ورشهم التي يختارونها في جميع أنحاء الإمارات.

الأعطال تحد من إيرادات شركات التوصيل

مضيفاً: تتبع منصة «طلبات» لشركة دليفري هيرو العالمية، وفيما يتعلق بسائقينا، تأتي سلامتهم وصحتهم على رأس قائمة أولوياتنا ويليها توصيل الطلبات في الوقت المناسب. ولذلك، نحرص على تدريب السائقين بشكل دوري حول كيفية القيادة بأمان منذ اللحظة الأولى لانضمامهم للفريق، كما نزودهم بجلسات تدريب دورية بالتعاون مع الجهات المعنية. ونقيم حملات عديدة لتوعية السائقين، لضمان قدرتهم على إجراء فحص يومي للدراجة قبل قيادتها، والتقيّد بقواعد السلامة وأنظمتها بحسب ما حددتها الجهات الحكومية والسلطات التنظيمية، حفاظاً على سلامتهم وسلامة الآخرين.

نمو كبير

وسجلت شركات توصيل الطلبات المرخصة «الديلفري» في إمارة دبي زيادة قياسية بنسبة 355% خلال أوقات جائحة فيروس «كورونا»، وذلك بسبب الطلب المتزايد على خدمات توصيل الطلبات خلال جائحة (كوفيد 19)، حيث قفز عدد الشركات المرخصة من 295 شركة في عام 2019 إلى 1300 شركة بنهاية عام 2020.

ويجري العمل لاستحداث تصريح مهني لسائقي الدراجات النارية العاملة في مجال التوصيل بالتنسيق مع الجهات المختصة في دبي، وسيتم العمل على توفير مادة تدريبية مختصة بسائقي الدراجات النارية للعاملين في مجال التوصيل.

معايير

ومن أهم اشتراطات الترخيص لشركات توصيل الطلبات التزام طالب التصريح بتوفير الأنظمة والموارد البشرية المؤهلة لإدارة خدمات تنظيم وتوصيل الطلبات وتحديد النشاطات الفرعية المطلوب توصيلها «توصيل وجبات، توصيل أثاث، توصيل غاز، نقل أثاث أو غيرها من الخدمات، وفي حال تأجير وسيلة النقل من طرف آخر أو التعاقد مع الطرف الآخر فيجب أن يكون هذا الطرف مرخصاً لهذا الغرض من مؤسسة الترخيص».

شركات عريقة تجتمع في مكان واحد

كما تنص الاشتراطات على التقيد بالمتطلبات ذات العلاقة التي تحددها مؤسسة الترخيص كالربط مع أنظمة الرقابة والتتبع وتوفير البيانات، وكذلك الالتزام بالاشتراطات الخاصة التي تحددها جهات الاختصاص حسب نوع المواد للتوصيل، وعدم التوصيل لشركات المنصات غير المرخصة من الهيئة، والالتزام بالاشتراطات التي تحددها مؤسسة الترخيص بالنسبة للمركبات والسائقين، وتوفير صندوق التوصيل في الدراجة النارية بحيث يكون مطابقاً لمواصفات السلامة الغذائية المعتمدة لدى بلدية دبي، وتوفير المواصفات الفنية لصندوق التوصيل والاشتراطات التي تحدد مكان تثبيت الصندوق والمعتمدة من مؤسسة الترخيص، إضافة إلى الالتزام بالعمر الافتراضي الذي تحدده مؤسسة الترخيص، وضبط سرعة المركبة بحيث لا تتجاوز 100كم/‏ ساعة.

زي رسمي

أما السائق فهو ملزم بارتداء الخوذة والزي الرسمي الذي يحتوي على شعار واسم الشركة المرخصة للنشاط، وعدم اصطحاب راكب خلف السائق أثناء عملية التوصيل بالدراجة النارية المرخصة للتوصيل، والحصول على التدريب المهني وتصريح التوصيل الذي تحدده مؤسسة الترخيص، والالتزام بالوزن والمواصفات والمقاسات المعتمدة من مؤسسة الترخيص لصندوق التوصيل والاشتراطات التي تحدد مكان تثبيت الصندوق، إلى جانب الالتزام باشتراطات وقواعد المرور والسلامة العامة والصحة العامة أثناء القيادة كارتداء وسائل الحماية كالخوذة والقفازات والسترة العاكسة، وعدم استخدام الحارة اليسرى من الطريق، وعدم تجاوز السرعة القصوى وهي 100 كيلومتر في الساعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"