عادي
في افتتاح منتدى الاقتصاد الرقمي برعاية أمين الجامعة العربية

إطلاق أول منصة عربية للتجارة الإلكترونية - للصادرات الزراعية

18:42 مساء
قراءة 6 دقائق

دبي:«الخليج»

انطلقت اليوم فعاليات المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي في سياق مشروع الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي الذي أعلن عنه في أبوظبي في ديسمبر 2018، بدعم ورعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتشارك فيه مؤسسات ومنظمات دولية، مثل جامعة هارفرد الأمريكية، والأمم المتحدة والبنك الدولي.

وانعقد المؤتمر تحت رعاية أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية في معرض إكسبو دبي«، بتنظيم من الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي.

وافتتح المنتدى رسمياً بحضور الدكتور ثاني الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية، وياسين المهدي وليد، الوزير الأول المكلف المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة، في دولة الجزائر، والسفير حسام زكي، الأمين العام المساعد، رئيس مكتب الأمين العام، والمفوض العام لجامعة الدول العربية لدى «إكسبو 2020»، وجمعة الكيت، الوكيل المساعد لشؤون التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد بدولة الإمارات، والدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في الجامعة العربية، والدكتور علي الخوري، مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، ورئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للاقتصاد، وعدد من كبير من سفراء الدول العربية والوفود العربية، ومشاركة واسعة من متحدثين دوليين.

الابتكار والتكنولوجيا

وقدم السفير حسام زكي، في كلمته الشكر والامتنان لقيادة دولة الإمارات، لاستضافتها المنتدى، وإلى الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، على دعمه المتواصل للجهود العربية في تعزيز التنسيق والتعاون العربي.

وقال إننا نجتمع اليوم لافتتاح المنتدى في هذا الحدث العالمي «إكسبو دبي 2020» الذي نعتز بإقامته لأول مرة في المنطقة العربية. وأتقدم بالشكر إلى شريكنا الرئيسي في هذه الفعالية، الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، الذي يسعى بكل إخلاص لتطويره، ويبذل جهوداً تستحق كل الثناء. وأحيي أخي الدكتور علي الخوري، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، وفريقه على تعاونه وجهده.

وأشار إلى انه وبناءً على دعوة من حكومة دولة الإمارات، للمشاركة في «إكسبو دبي»، حرصنا أن تتسق الفعاليات التي نقيمها مع محاور المعرض الثلاثة، وهي الشباب والابتكار والمرأة. ولأن الاقتصاد الرقمي قائم أساساً على الابتكار والتكنولوجيا، فقد اخترناه موضوعاً رئيساً، من ضمن الموضوعات الأخرى لمشاركتنا. وليس خافياً على أحد منا أهميته المتعاظمة مورداً أساسياً من موارد ثروة الأمم، فقد أصبح محركاً أساسياً للاقتصادات، ومجالاً مدرّاً للربح، تتنافس فيه الدول والشركات، لبناء قدراتها وإنتاج أحدث التكنولوجيا.

وأضاف أن الناظر في أرقام الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية، سيدرك ضعف مساهمة هذا المورد في الاقتصادات العربية، التي لا تزال تعتمد على القطاعات التقليدية في الإنتاج. كما سيلاحظ بوضوح التفاوت بين الدول العربية وداخل الدول نفسها؛ فقُطرياً، يبرز المؤشر العربي للاقتصاد الرقمي الذي أطلقه الاتحاد، بالتعاون مع جامعة الدول العربية عام 2018... تصدر دول الخليج - وعلى رأسها الإمارات - للمشهد العربي، في حين لا تزال بعض دول المنطقة في بداية مشوارها الرقمي. أما وطنياً، فقد شهدت قطاعات الاتصالات والمصارف والتجارة الإلكترونية، نمواً كبيراً، لكن قطاعات أخرى حيوية كالزراعة والصناعة، لم تستفد مما تتيحه الرقمنة من إمكانات كبيرة لرفع الإنتاج وتسويقه.

وقال تتضمن الرؤية الاستراتيجية العربية للاقتصاد الرقمي التي تحظى بدعم ورعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، كل العناصر التي تهدف إلى تطوير المنظومات الاقتصادية العربية، وفق برنامج يتضمن 20 هدفاً استراتيجياً. وأرى أنه يتعين علينا الاستفادة من محتواها، كما أتمنى أن نتعاون جميعا لتنفيذها، خاصة أن ملف الرؤية المشتركة مدرج ضمن أعمال القمة العربية القادمة المقرر في الجزائر.

مرحلة تاريخية

أضاء الدكتور علي الخوري، في كلمته على التحولات العالمية المدفوعة بالابتكارات في ميادين التكنولوجيات الرقمية.

وأوضح أن العالم بات يعيش مرحلة تاريخية وسط التراجع الاقتصادي الإقليمي والعالمي، في ظل الأزمة الوبائية، لافتاً إلى أن متوسط المؤشرات الاقتصادية العربية ما زال دون المستوى المطلوب، وهناك آفاق وفرص يمكن معها مضاعفة الناتج العام العربي الإجمالي الحالي والمقدر ب 2.5 تريليون دولار، بإعادة النظر في منظومات العمل الحالية على أسس «إنتاج المعرفة».

وأشار إلى أهمية الاستفادة من مبادرة «الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي» التي أعلنت في أبوظبي 2018، وتتضمن برامج عملية تتطرق للبنى التحتية الرقمية وتطوير قطاعات الخدمات الحكومية والتعليم والرعاية الصحية والتجارة والصناعة وغيرها. وأكد أن مضاعفة الإنتاج العربي تتطلب تبني خطط اقتصادية مدروسة، تعتمد على تحرير ودعم القطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، والعمل على تمكينها لتصل للأسواق المحلية والعالمي.

ودعا إلى تبني نماذج ممنهجة لتطوير قوة إقتصادية معرفية في المنطقة العربية، وخطط تستهدف بالضرورة تأسيس الشركات والمنصات التكنولوجية، أمراً أصبح ضرورة استراتيجية في ظل الهيمنة الغربية على الأسواق المحلية والعالمية وجزءاً من الأمن القومي العربي.

سوق رقمي متكامل

وقد شهدت فعاليات المنتدى تدشين أحد أهم المشروعات الرقمية العربية، بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وهي منصة التجارة الإلكترونية العربية - محاصيل، أول منصة عربية رقمية في تصدير المحاصيل الزراعية. وتُعدّ سوقاً رقمياً متكاملاً يجمع المزارعين والتجار والمستوردين والمصدرين، وسلاسل الإمداد والتوريد العربية والعالمية.

وأوضح الدكتور الخوري أن المنصة باكورة مشاريع مبادرة «الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي»، وخطوة في اتجاه تحقيق مفهوم السوق العربي الرقمي المشترك. وتقدم بالشكر إلى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر على دعمها للمنصة واعتمادها في الصادرات الزراعية.

مذكرة تفاهم

وقع الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، مذكرة تعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ضمن إطار مبادرة التعليم الرقمي العربي. وبموجب الاتفاقية ستكون الأكاديمية من أوائل المستخدمين للمنصة الرقمية المتكاملة للتعليم والتدريب المهني.

وقع الاتفاقية الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية، والدكتور علي الخوري.

ياسين المهدي: المستقبل للاقتصاد الرقمي

أوضح ياسين المهدي وليد، الإطار العالمي المتحول بسبب جائحة «كورونا» وكيف سرعت التحول الرقمي بالعالم عامة والجزائر خاصة.

وأضاء على بعض الأرقام المهمة التي تعكس أهمية التحول الرقمي الذي يستوجب استثماراً أهم لا سيما ما يخص البنى التحتية في الجزائر. وعلى غرار باقي دول العالم تسري على وتيرة سريعة لتحقيق تطور رقمي شامل ومتكامل، عن طريق استثمار ممنهج و خطة عمل محكمة تخص جميع المجالات،من خلال وضع الآليات الكفيلة بترقية الاقتصاد الرقمي و الشركات الناشئة وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية، و الإسراع في رقمنة الإدارة.

جمعة الكيت: ريادة للإمارات في مجالات الاقتصاد الرقمي

وقال جمعة الكيت: يسعدني أن أتحدث إليكم في هذا المنتدى الرائد، وأرحب بكم في بلدكم دولة الإمارات التي تحتضن العالم أجمع اليوم تحت قبة هذا الصرح الحضاري المتميز، "إكسبو 2020 دبي".

وتوجه بخالص الشكر إلى الاتحاد العربي على تنظيم هذا المنتدى.

وقال لا يخفى عليكم أهمية الاقتصاد الرقمي، من أبرز محركات التنمية المستدامة وصناعة المستقبل. فالعالم اليوم يتجه بوتيرة متسارعة نحو ثورة رقمية جديدة تشمل مختلف مناحي الحياة.

وأكد أن دولة الإمارات أدركت بتوجيهات قيادتها الرشيدة، أهمية هذا الاتجاه مبكراً، وتبنت رؤية واضحة لبناء اقتصاد تنافسي عالمي يقوم على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وخططت جيداً لتصبح ضمن أهم الدول في تقديم الخدمات الحكومية بشكل رقمي وبأساليب استباقية ومبتكرة.

واضاف: لقد شهدنا خلال الجائحة كيف أدت تطبيقات الاقتصاد الرقمي والمنصات الإلكترونية والذكية في دولة الإمارات، الدور الأبرز في ضمان تقديم الخدمات الحكومية واستمرارية الأنشطة والأعمال، وتسريع عملية التعافي الاقتصادي، وهو ما أكده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حينما قال «أولوياتنا القادمة هي تطوير مساهمة الاقتصاد الرقمي في اقتصادنا الوطني، وترسيخ البنية التحتية الذكية في الدولة، وتعزيز الجاهزية الرقمية.، وضمان استمرارية الأعمال في حكومة الإمارات».

وأكد ان مسيرة الاقتصاد الرقمي في دولة الإمارات ما تزال مفتوحة على آفاق واسعة للتطوير والتقدم، واستراتيجية الحكومة في هذا الصدد مصممة لتشمل جميع الأنشطة الاقتصادية وتبني التحول الرقمي.

وتطرقت المحاور الرئيسية لأوراق العمل في المنتدى لمشروع الخطة الرقمية العربية التي تشرف عليها الجامعة العربية، والإضاءة على بعض أهم مشاريع التحول الرقمي في المنطقة العربية، والاتجاهات العالمية للتنمية المستدامة والتحول الرقمي في قطاع التعليم الإلكتروني والتجارة الإلكترونية.

كما ركزت الجلسات على أهمية التحول الرقمي، وآثاره الإيجابية في المجتمعات.

واختتمت الجلسات بتكريم الاتحاد بعض المشاركين، وتوزيع الجوائز على الحاضرين.

الصورة
1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"