عادي
أردوغان يبدأ زيارة رسمية إلى الدولة

صفحة جديدة في العلاقات الإماراتية التركية تنطلق اليوم

00:10 صباحا
قراءة 8 دقائق
1
1
1
1

أبوظبي: «الخليج»

يبدأ رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، زيارة رسمية إلى دولة الإمارات، مواصلة لتطوير التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى تركيا في 24 نوفمبر 2021، حيث التقى الرئيس التركي لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين.

وبحسب ما أفادت به وكالة أنباء «الأناضول»، من المخطط أن يشهد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، والرئيس التركي، مراسم توقيع 12 اتفاقية بين البلدين.

وتشمل الاتفاقيات بحسب «الأناضول» بروتوكول تعاون في الإعلام والاتصالات، وخطاب نوايا لبدء اجتماعات التعاون في الصناعات الدفاعية، وبياناً مشتركاً لبدء مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة.

كما تشمل مذكرات تفاهم في الاستثمار، والنقل البري والبحري والزراعة، والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والصحة، والثقافة، والشباب، وإدارة الكوارث والطوارئ، والأرصاد الجوية.

وتشكل الزيارة المرتقبة للرئيس أردوغان، خطوة مهمة على طريق تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين دولة الإمارات وجمهورية تركيا الصديقة، ونقلها إلى مستوى أكثر تقدماً.

وشهدت العلاقات الإماراتية التركية في نهاية عام 2021 نقلة نوعية تزامنت مع زيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتركيا، تلبية لدعوة وجهها الرئيس التركي لسموّه، لتكون هذه الزيارة محطة رئيسية في مسيرة تعزيز العلاقات بين البلدين التي ترتكز على المصالح المشتركة بينهما.

بفضل الرؤية الحكيمة لقيادة دولة الإمارات، وحرصها الدائم على بناء علاقات إيجابية مع دول العالم كافة، وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة، أصبحت الدولة وجهة سياسية واقتصادية حيوية جاذبة على خريطة العالم، تستقبل بحفاوة على أرضها القيادات السياسية الإقليمية والدولية، وتسعى إلى تبادل وجهات النظر معهم حول مختلف القضايا، بما يحقق الاستقرار والازدهار للجميع.

وتشهد العلاقات بين دولة الإمارات والجمهورية التركية الصديقة تطوراً مستمراً في كثير من القطاعات الحيوية، ويعكس هذا التطور حرص قيادتي الدولتين على تطوير العمل المشترك، والتطلع إلى المزيد من فرص التعاون الثنائي، بما يحقق التنمية والازدهار للبلدين وشعبيهما الصديقين.

وتحرص قيادتا الدولتين وممثلو حكومتيهما، على تبادل الزيارات لدفع العلاقات نحو آفاق جديدة واسعة من التعاون المثمر.

وتؤمن قيادة الإمارات بأن تعزيز العلاقات لن يسهم في الحفاظ على المصالح المشتركة فقط، ولكنه يعزز ازدهار المنطقة، ويحقق الاستقرار والسلام الإقليميين أيضاً.

وشهدت المرحلة السابقة توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم بين البلدين، لتعزيز التعاون، منها 10 اتفاقيات ومذكرات تعاون أمنية واقتصادية وتكنولوجية.

ويشكل الجانب الاقتصادي إحدى أبرز ركائز التعاون المتنامي، حيث تعود نشأة العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات وتركيا إلى مرحلة تأسيس الاتحاد آخذة في التطور والنمو عبر السنوات.

ففي عام 1984 وقعت الدولتان اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، تبعتها اتفاقيات عززت التعاون الاقتصادي والتجاري. وبلغت قيمة التجارة بينهما في النصف الأول من عام 2021 أكثر من 26.4 مليار درهم، بقفزة نمو بلغت 100%، مقارنة بالمرحلة نفسها من عام 2020.

وأعلنت دولة الإمارات أخيراً تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار، في تركيا يركز على الاستثمارات الاستراتيجية وعلى رأسها القطاعات اللوجستية، ومنها الطاقة والصحة والغذاء.

وتشارك تركيا في «إكسبو 2020 دبي» ويقع جناحها بمنطقة الاستدامة، وصمّم تحت شعار «صنع المستقبل من أصل الحضارات».

وتأتي تركيا في المرتبة ال11 بين أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا عالمياً، والشريك التجاري الأكبر لتركيا في منطقة الخليج.

وتوجد نحو 400 شركة في تركيا مؤسسة برأس مال إماراتي، ويعدّ قطاع العقارات على رأس قائمة الاستثمارات الإماراتية في تركيا، إلى جانب استثمارات كبيرة في قطاع المصارف، وتشغيل الموانئ والقطاع السياحي.

وبلغ إجمالي تدفقات الاستثمار الإماراتي إلى تركيا نحو 18.4 مليار درهم في نهاية عام 2020، فيما بلغ رصيد الاستثمارات التركية في دولة الإمارات حتى بداية عام 2020 أكثر من 1.3 مليار درهم، وتركز الاستثمارات التركية على قطاعات البناء والتشييد، والعقارات، والقطاع المالي والتأمين، والصناعة، وتكنولوجيا المعلومات.

وترحب الإمارات بزيارة الرئيس التركي المرتقبة عبر مجموعة من المظاهر الاحتفالية، منها عرض مرئي على واجهة برج خليفة، وإضاءة أهم المعالم والمؤسسات والمباني الأيقونية الإماراتية بألوان العلمين الإماراتي والتركي، إلى جانب تفعيل اللوحات الإلكترونية في الطرقات الرئيسية لاستعراض رسائل الاحتفاء بالشراكة بين البلدين.

الصورة

جناح القرية العالمية 

وعلى الرغم من المسافات، فإن أبناء الدولتين تربطهما علاقات تقارب، تتمثل في نجاح التمثيل السياحي للدولة التركية في ما تقدمه من «فولكلور» يعكس الحضارة التركية، بوجودها على مدار 5 أشهر في القرية العالمية بإمارة دبي، التي تمكنت من استقطاب الجماهير من مختلف دول العالم وعلى رأسهم الشعب الإماراتي، فكان الجناح التركي المرآة المروجة للدولة التركية بقوى ناعمة على أرض الإمارات.

ويتمتع جناح تركيا في القرية العالمية بموقع متميز، ويعدّ من بين أكبر الأجنحة من حيث المساحة، وهو ما يمنح فرصة للزوار للتعرف إلى مجموعة أكبر من الصناعات التركية الشهيرة التي تتضمن المنتجات الحرفية من تصاميم وألوان وزخارف تروي التاريخ المتنوع والغني لهذه الدولة. وسمحت المساحة الكبيرة التي يتميز بها الجناح بتقديم فريق موسيقي يعزف ويغني لزوار الجناح مجموعة من أشهر الأغاني التركية والمحببة للشعب التركي التي يستمتع بها أيضاً الزوار من الجنسيات الأخرى المحبون للتعرف إلى أنماط مختلفة من الموسيقى العالمية.

الاختيارات المتعددة سمة تميز الجناح التركي في القرية العالمية، كونه يضم أشهر أنواع الحلويات التركية المعروفة، مثل الملبن التركي الذي كانت الطبقات الراقية تهديه لبعضها بعضاً في المناسبات السعيدة، ضمن التقاليد التركية القديمة المعروفة، ويمكن لضيوف الجناح التعرف إلى مجموعة واسعة من نكهات الحلوى التركية ومن أشهرها ماء الورد والبرتقال.

وأثناء التجول في أروقة الجناح، يمكن لزواره احتساء القهوة التركية الشهيرة، وتذوق أجود المثلجات في العالم، وهي من أشهر الحلويات التي يُقدم عليها زوار القرية العالمية، حيث تتنشر نوافذ بيعه في أركانها كافة، وتختلف عن باقي أنواع المثلجات التي نعرفها جميعاً، بسبب خليط المواد الطبيعية المصنوعة منها ما يضيف لها الكثير من الفوائد الغذائية ويمنحها قواماً مطاطياً فريداً، يجعل من الصعب مقارنته بأي مثلجات أخرى في العالم.

ويعرف جناح تركيا في القرية العالمية بأنه بيت البقلاوة الرقيقة الطيبة، وتعد من أشهر الحلويات التركية أيضاً، وهي رقائق رفيعة ملفوفة ومحشوة بالمكسرات بين طبقاتها، وتُتناول بعد خبزها وإضافة الشراب أو العسل لتحليتها، فيما يقدم الجناح التركي الثريات والمصابيح المزينة بالفسيفساء والزجاج الملون، إلى جانب الأواني المصنوعة من الفخار وسيراميك الأناضول، ما يضيف لمسة دافئة وهادئة لأجواء المنزل. 

وتمثل فنون الرسم على الزجاج جزءاً كبيراً من التراث التركي، وهو من أكثر الحرف اليدوية التي تلاقي تقديراً واحتراماً في العالم، ويمكن لزوار الجناح الاختيار بين كثير من الأطباق والأواني والأوعية العادية في تصميمها والمزينة بألوان مبهجة مثل الفيروزي والأزرق والأخضر والبنفسجي، ما يضيف إلى اللمسات الجمالية الراقية التي يقدمها الجناح التركي لمنزلك.

الصورة
1

تركيا في إكسبو

وجاء الجناح التركي في معرض «إكسبو 2020 دبي» ليعمق العلاقات بين الدولتين ويثقل من جرعات الموروث الثقافي والترويج السياحي للدولة التركية لدى الشعوب والزوار، فكان للجناح الواقع في منطقة الاستدامة ويحمل شعار «نرتقي إلى المستقبل من أجل عالم مستدام»، أثر إيجابي كون معروضاته عكست تاريخ تركيا العريق، وعاصمتها إسطنبول التي تمتلك ماضياً غنياً وموروثاً صناعياً غنياً، يعود لتاريخ المدينة عاصمة ل3 إمبراطوريات كبرى: الرومانية والبيزنطية والعثمانية. ويجمع الجناح التركي بين الجانب الحضاري والثقافي والتكنولوجي وغيرها، إلى جانب توفير كثير من الفعاليات والعروض الثقافية والفولكلورية.

ويضم الجناح مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات في مجالات عدة، مثل تكنولوجيا المعلومات والتعليم والمجوهرات والأعمال الخشبية، والسياحة والصحة، ويوفر للزوار رحلة ساحرة تشمل عدداً من المنتجات التي تعبّر عن الطبيعة والتاريخ الفريد والثراء الثقافي لتركيا، كما يمنح زواره فرصة لتذوق الأطعمة التقليدية اللذيذة، وممارسة بعض الحرف اليدوية التركية.

ويمثل الجناح التركي فرصة للزوار لإلقاء نظرة على تاريخ إسطنبول.

وتعدُ تركيا دولة ديناميكية بتعداد يبلغ 83,6 مليون نسمة، ويشكل الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً ما نسبته 15.4% من إجمالي السكان، وهي دولة تمتد على قارتين، حيث تقع في آسيا وأوروبا، ويفصل بين شقّيها مضيق البوسفور في إسطنبول الشهيرة، وكذلك لديها 19 موقعاً مدرجة في قائمة «اليونيسكو» للتراث الثقافي والطبيعي العالمي و84 موقعاً في القائمة المؤقتة. وهي دولة تشكل شبه جزيرة الأناضول بين آسيا وأوروبا.

والجناح التركي مذهل ومميز للغاية، خاصة في إدارة الموقع والتصاميم الجذابة والتكنولوجيا العصرية المستخدمة في المحفل الدولي، وكذلك بنية الخدمات والاتصالات الفائقة السرعة، وتتبع إدارته مباشرة لوزارة التجارة التركية، وعملت على إشراف وتصميم مباشر مع مجموعة من المصممين من أجل المشاركة والخروج بهذا الشكل المستوحى للجناح، ولا يعمل ذلك من أجل الترويج أو التسويق لتركيا ومعالمها الشهيرة فقط؛ بل لتأسيس شراكات استثمارية وتجارية بين الجانبين التركي الإماراتي أيضاً، ويمتد إقليمياً وعالمياً، حيث تمتلك الإمارات ودبي موقعاً مهماً على خريطة التجارة والخدمات العالمية.

ويزور الجناح التركي كل يوم الآلاف من الزوار بمختلف جنسياتهم وقد يصل عددهم إلى 5 آلاف يومياً، وبذلك يتجاوز إجمالي عدد زوار الجناح 100 ألف، علماً بأن الجناح التركي افتتح أمام الزوار في وقت متأخر فضلاً عن توسيع بعض الأماكن المخصصة للعرض داخل أروقة الجناح.

وتشكل رقصات «الهورون» و«كافكاس» رقصات فولكلورية متنوعة للثقافة التركية التي تعبر عن الموروث الفني والاجتماعي التركي، حيث تقدمها أبرز الفرق التركية على «مسرح الأرض»، ضمن فعاليات افتتاح الجناح التركي في «إكسبو»، وتعكس القيم الثقافية التركية، وحضارة هذا الشعب العريق بكل مكوناتها وسط تفاعل كبير من الجمهور. كما أدت الفرق التركية رقصات فولكلورية متنوعة أخرى باستخدام الآلات الوترية التقليدية، وآلات النفخ الخشبية، وآلات الإيقاع، تميزت بتشكيلاتها البديعة، والمحتوى الثقافي الغني.

وسجلت التجارة غير النفطية بين تركيا والإمارات في عام 2020 نحو 33 مليار درهم، بنمو نسبته 21%، مقارنة بعام 2019 على الرغم من آثار جائحة «كوفيد  19» على التجارة العالمية خلال تلك المرحلة، وفي النصف الأول من عام 2021 بلغت أكثر من 26.4 مليار درهم، بقفزة نمو 100%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

 (وام)

المشاركة في «إكسبو» تجسّد حقبة جديدة من التعاون

تجسد مشاركة تركيا في معرض «إكسبو 2020 دبي» حقبة جديدة من التعاون وتعزيز العلاقات مع دولة الإمارات، وإن الحدث العالمي يمثل فرصة لعرض مقومات اقتصاد تركيا المتنوع، ويشمل قطاعات عديدة منها السياحة والمجوهرات والتكنولوجيا والبناء.

إن حجم تجارة تركيا مع دولة الإمارات يبلغ 8.5 مليار دولار في ظل نمو حركة التجارة بين البلدين، خاصة أن الأشهر الستة الأولى من عام 2021 شهدت زيادة تقترب من مئة في المئة.

ويسهم إكسبو 2020 دبي في تعزيز النمو التجاري خاصة مع تصدير المزيد من المواد الغذائية والأطعمة الجاهزة، وكذلك الفواكه والخضراوات، وأيضاً مواد البناء التي تحتاج إليها المنطقة وتمتلكها تركيا.

ويسهم المعرض في تعزيز نمو السياحة التركية، وهو قطاع مهم للبلاد، وأكد توجاي تونشير سفير جمهورية تركيا لدى الدولة، أن كثيراً من الناس يكسبون دخلهم من السياحة في تركيا، سواء كانوا مرشدين وموظفين في الفنادق، وفي إنتاج الأغذية وتجهيزها، حيث تستقبل تركيا ما يقرب من 30 مليون سائح سنوياً قبل كوفيد  19، وكانوا سائحين من فئات متنوعة فمنهم يبحثون عن الثقافة أو العلاج أو للاستمتاع بفصل الصيف على الشواطئ أو بفصل الشتاء، كما يسهم «إكسبو» في تحقيق رؤية تركيا للسياحة المتنوعة، بما في ذلك من دولة الإمارات ودول الخليج العربية، وهذه أسواق رئيسية لإكسبو 2020 دبي.

وتتمتع تركيا بقوة في قطاع السيارات، وخاصة الشركات التي ستنتج السيارات الكهربائية، وأيضاً لديها قوتها في قطاع الغذاء والزراعة، خاصة في وقت يواجه فيه العالم قضايا حرجة. وفي ما يتعلق بالأمن الغذائي، تنتج تركيا أغذية عضوية ومستعدة لتزويد العالم بهذه الأغذية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"