عادي

تعرف إلى معاناة نجم منتخب إيطاليا للرجبي

12:10 مساء
قراءة دقيقتين
إيطاليا

متابعة: ضمياء فالح 
قد تتشابه قصص المهاجرين من القارة السمراء صوب أوروبا لكن جناح منتخب إيطاليا للرجبي سيباستيان نيجري( 27 عاماً) يروي تفاصيل مرعبة من قصة هربه بسن الـ8 من زيمبابوي ويقول:«ما زلت أتذكر المشهد من زجاج النافذة الخلفية لسيارة والدي، ظلام ومزرعة العائلة تتلاشى عن ناظري شيئاً فشيئاً. كنت في الثامنة وظروف البلاد كانت معقدة، وكان المزارعون يجبرون على ترك مزارعهم. أتذكر لعبي في الحديقة وحياة اللهو مع أشقائي لكن في إحدى الليالي جاؤوا لمزرعتنا وقال والدي (أطفالي، نحن علينا الرحيل لفترة من هنا )، ذهبت لغرفتي وجلبت مضرب الكريكيت وبعض الألعاب وتوقعت عودتي للمنزل بعد بضعة أيام».
ويتابع نيجري: «أتذكر ركوبنا في المقعد الخلفي ووالدي يقول(كونوا هادئين ) وهربنا، كل شيء كنا نملكه ضاع في 12 ساعة».
 كلما أنشد نيجري النشيد الوطني لإيطاليا تذكر تلك الليلة في زيمبابوي وكيف تدخلت السفارة الإيطالية لإنقاذ والدته ويضيف: عادت والدتي للمنزل لجلب بعض المقتنيات الثمينة وهناك أخذوها رهينة مدة 12 ساعة وقالوا لها لن تخرجي من المنزل، كنا محظوظين لتدخل السفارة الإيطالية لإنقاذها. انتقلنا لهيراري وبقينا هناك 12 شهراً، نشأت ولدينا في المزرعة 1000 عامل وخيول ونصيد السمك، كانت مزرعة كبيرة: تبغ وتفاح وذرة وخسارة كل شيء كانت كبيرة علينا. عمي وعمتي تعرضا للضرب والكثير مروا بأفظع مما مررت به، البعض فقد حياته وعندما تحصل أمور كهذه تدرك أن العائلة أهم شيء. ووالداي بقيا متفائلين وقدما مصلحتنا نحن الأولاد على كل شيء آخر. أقاربنا في إيطاليا دعمونا والكثير من الناس من جنوب إفريقيا وزيمبابوي ساعدونا وعندما تتاح لك فرصة كلاعب كي تمثل هؤلاء الناس تشعر بالفخر الكبير». 
نيجري ليس اللاعب الوحيد في المنتخب من زيمبابوي فهناك ديفيد بوكوك وتينداي متواريرا وديف إيورز لكن أقرب أصدقائه من زيمبابوي هو توم كوران الذي يلعب في منتخب إنجلترا للرجبي ويقول: «كبرنا ونحن نلعب الرجبي معاً، أعرفه منذ سن الـ3 أو الـ4 وانتقل من جنوب إفريقيا أيضاً وذهبنا للمدرسة معاً. أثناء الحجر الأخير وبعد تأجيل مباراتنا أمام إنجلترا، ذهبت إلى لندن لحضور عيد ميلاده وعلقت هناك قرابة شهرين. لا شك أنه كان سعيداً برؤيتي مغادراً».
 مع 37 مباراة دولية في جعبته، يعد نيجري أكثر لاعبي المنتخب الإيطالي خبرة، ورغم أنه لم يحقق فوزاً في بطولة Six Nations بعد إلا أنه يحافظ على ما تعلمه من والديه: التفاؤل حتى النهاية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"