عادي

رواية تمنح الإيطالييين الأمل عند الصعاب

19:04 مساء
قراءة دقيقتين
ألساندرو فرانشيسكو مانزوني - المخطوبون
الشارقة: علاء الدين محمود
بعض الأعمال الأدبية تبعث على السلوى والصبر؛ حيث إن موضوعها يتجه نحو ضرورة تبني القيم الإيمانية التي تقود إلى تماسك البشر في وجه المصاعب والتحديات التي يواجهونها.
«المخطوبون».. رواية إيطالية تاريخية تعود للقرن التاسع عشر ألفها الأديب والشاعر ألساندرو فرانشيسكو مانزوني «1785 – 1873»، والتي نشرت لأول مرة عام 1827 في ثلاثة مجلدات، وهي تتحدث عن تفشي وباء الطاعون وتتشابه أحداثها مع ما يحدث في إيطاليا أيام جائحة كورونا، وتكتسب الرواية مكانة شديدة الأهمية في الأدب الإيطالي؛ ذلك لكونها متأصلة بعمق في الثقافة الشعبية وتأتي أهميتها في المرتبة الثانية بعد كوميديا دانتي، وقد وضعت الرواية ضمن المنهج الدراسي في إيطاليا، وصار الناس يقتبسون منها المواعظ والحكم.
تقع أحداث الرواية في شمال إيطاليا عام 1628، وخلال السنوات القمعية للحكم الإسباني المباشر، ويلاحظ فيها بصورة أساسية ذلك الوصف غير العادي لوباء الطاعون الذي ضرب ميلانو نحو عام 1630، والعمل يدعو في رسالته ومعانيه إلى المؤازرة والتحلي بالصبر في الأزمات، والإيمان بقوة الحب في مواجهة الشر في هذا العالم.
الرواية تتحدث عن وقائع قصة الغرام التي جمعت بين رينزو ولوسيا، وتمت خطبتهما للزواج، حتى وقع الإقطاعي الثري صاحب النفوذ دون رودريغو في غرام لوسيا بدوره، وقرر محاربة الحبيبين، فواجها العديد من التحديات الصعبة، حتى وصل وباء الطاعون إلى مدينة ميلانو، ولقي بسببه دون رودريغو الشرير مصرعه، بينما انتصر الحبيبان وعاشا في سعادة.
وفي ظل الظروف الصعبة التي شهدتها إيطاليا بسبب جائحة كورونا والتي أودت بحياة الكثير من الإيطاليين بصورة يومية، ومع تطبيق العزل التام، قرر الإيطاليون اللجوء الى الأدب بحثاً عن السلوان، وتشبثاً بالأمل في الغد الأفضل.
وقد قام الإيطاليون بالبحث في كل الدرر الأدبية والإبداعية في تاريخهم وحاضرهم، إلى أن قرروا إعادة إحياء تلك الرواية التاريخية الأكثر شهرة؛ حيث أقبلوا على إعادة قراءتها، وكان لها مفعول السحر بينهم؛ إذ ساعدتهم كثيراً في تجاوز تلك المحنة الصعبة التي حلت بهم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"