دبي: «الخليج»
ساهمت الرقمنة المتزايدة لوسائل الإعلام، في تغيير تصور المستهلك النهائي، وآلية تعاطيه مع الأخبار، لا سيما في أعقاب جائحة «كورونا». وأكّد بعض كبار قادة وسائل الإعلام في المنطقة، أن المنظمات يلزمها أن تكون على اتصال باحتياجات مستخدميها أكثر من أي وقت مضى، في حلقة نقاشية في «رقمنة وسائل الإعلام.. التحديات والفرص» في الدورة السابعة عشرة من محادثات منتدى قيادة الأعمال الآسيوي.
وقد أقيمت دورة هذا الشهر في جناح «دبي العطاء» في «إكسبو»، برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد ومؤسسة «دبي العطاء». وأضاءت الدورة على التأثير الكبير للتكنولوجيا في الاستراتيجيات التي تتبنّاها الشركات للتغلب على التحديات المرتبطة بالوباء.
وقد بدأ الجلسات النقاشية مع سعد توما، المدير العام للشرق الأوسط وإفريقيا لشركة IBM، الذي بين دور عملاق التكنولوجيا في إنشاء أحدث التقنيات مثل الحوسبة الكمومية، والسحابة الهجينة، والذكاء الاصطناعي، في رحلة التحول الرقمي للشركات والمجتمعات. وقال «الكثير من البيانات اليوم غير مستغلة بشكل مدهش، ما يوفر فرصاً كبيرة في انتظار استكشافها، ومع ذلك، يجب القيام بهذا العمل أخلاقياً، وهو محور مبادرات «IBM» في الأسواق الرئيسة».
ومع إيضاح الاستدامة، سارعت مؤسسات مثل «بيبسيكو» إلى تبنّي ممارسات تترك تأثيراً إيجابياً في المستهلكين، والمجتمع كله.
وتطرق عامر شيخ، الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال الشرق الأوسط في شركة «بيبسيكو»، إلى بعض هذه الإجراءات، التي تضمنت الابتعاد عن استخدام البلاستيك الجديد واستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير، مثل الألمنيوم والزجاج، وإطلاق برنامج مسرّع الاحتباس الحراري. وقال «حاولنا أن نكون أكثر تركيزاً على المتعاملين».
وشهدت الجلسات حلقة نقاش في التحديات والفرص التي تنتظرنا في أعقاب رقمنة وسائل الإعلام، ومدى تأثيرها في المحتوى والإيرادات، وقد ترأس الجلسة آلان جريفين، الرئيس التنفيذي لصحيفة «الخليج تايمز»، بمشاركة محمد برهان، الرئيس التنفيذي لقناة «سي إن بي سي عربية»، ومانوج ماثيو، نائب الرئيس التنفيذي، ورئيس المنطقة (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووتركيا وباكستان) لشبكة «زي نتورك»، وأوليفييه كريسبين، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة «زاند».
وقد ناقشت الجلسة الشكل المتغيّر للأخبار، ودور الذكاء الاصطناعي في تنظيمها، وتأثير مواقع التواصل في صداقية المعلومات، وكذلك نماذج الإيرادات الحديثة. وقال آلان جريفين «ستتطور رواية القصص بعدة طرق، ولكن يجب أن نعرف جمهورنا من أجل دفع نموذج الأعمال إلى الأمام». فيما شدد محمد برهان على ضرورة تغيير طريقة تفكير وسائل الإعلام في نقل الأخبار، مع مواكبة التكنولوجيا وأحياناً قبلها. واختتم حديثه قائلاً «هذا هو يوم وعصر الصحافة المتكاملة».
وأشار مانوج ماثيو، إلى التباين بين زيادة استهلاك المحتوى وانخفاض عائدات الإعلانات، وأن المخرج اعتماد نموذج اشتراك، يدفع فيه الناس مقابل ما يقرؤونه ويشاهدونه. وقال «نظراً لأن عائدات الإعلانات تسهم فقط في 30%، فإن نماذج الاشتراك أكثر قابلية للتطبيق لتعزيز الأرباح النهائية. لكن القيام بذلك يتطلب إنشاء محتوى عالي الجودة».
وتطرق أوليفييه كريسبين إلى أوجه التشابه بين تأثير الرقمنة في قطاع الإعلام والقطاع المصرفي. وقال «الإعلام مهم عند تثقيف الجماهير في محو الأمية المالية لزيادة الشمول المالي». مشيراً إلى أنّ الأمرين المهمين اللذين سيحدثان ثورة في كلا المجالين في المستقبل القريب، سيكونان العملات المشفرة والعقود الذكية.
