إعداد: مصطفى الزعبي
صمم علماء من معهد ماساتشوستس الأمريكي للتكنولوجيا، أطلساً جديداً للخلايا التي تنقل الدم إلى الدماغ وهي الأكثر عدداً، وتشمل هذه الأنواع الخلايا البطانية التي تبطن الأوعية الدموية، والخلايا الجدارية، والتي تشمل الخلايا الموجودة في جدران الشعيرات الدموية، وخلايا العضلات الملساء، التي تساعد على تنظيم ضغط الدم وتدفقه، والخلايا الليفية، نوع من الخلايا الهيكلية، وخلايا الأوعية الدموية الدماغية التي تنقل الأكسجين والمواد المغذية الأخرى إلى الدماغ، والتي تشكل الأخيرة 0.3% فقط من خلايا الدماغ، تشكل أيضاً الحاجز الدموي الدماغي، وهو واجهة مهمة تمنع دخول مسببات الأمراض والسموم إلى الدماغ، مع السماح للعناصر الغذائية والإشارات الأساسية بالمرور وهذه الخلايا يصعب العثور عليها.
وأكد العلماء أن الأطلس الجديد سوف يساعد مرضى داء هنتنغتون وهو مرض وراثي نادر يتسبب في الانهيار التدريجي للخلايا العصبية في الدماغ إيجاد طرق للعلاج والوقاية من المرض والعديد من الأمراض العصبية التنكسية الأخرى، قبل أن تحدث بسنوات.
وقالت د. ميريام هايمان، الأستاذة المشاركة في قسم علوم الدماغ والمعرفة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «الأطلس الجديد طريق واعد للغاية لأن الجهاز العصبي الدماغي يمكن الوصول إليه بشكل أكبر بكثير للعلاجات من الخلايا الموجودة داخل الحاجز الدموي الدماغي للدماغ».
وأضافت: تشكل الخلايا الوعائية الدماغية شبكة الأوعية الدموية التي توصل الأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ، كما أنها تساعد على إزالة الخلايا والمستقلبات التي تسبب تراكم الآثار الضارة التي تظهر في مرض هنتنغتون ومرض الزهايمر وأمراض التنكس العصبي الأخرى.
وتمكن فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من الحصول على أكثر من 100 عينة أنسجة دماغية بشرية بعد الوفاة، و17 عينة من أنسجة المخ السليمة تمت إزالتها أثناء الجراحة التي أجريت لعلاج نوبات الصرع. وجاءت أنسجة جراحة الدماغ من مرضى أصغر سناً من عينات ما بعد الوفاة، مما مكّن الباحثين من التعرف إلى الاختلافات المرتبطة بالعمر في الأوعية الدموية. وقام الباحثون بإثراء عينات جراحة الدماغ للخلايا الوعائية الدماغية، مع إجراء تسلسل الحمض النووي الريبي على أكثر من 16 ألف خلية وعائية دماغية، واستخدموا أنماط التعبير الجيني للخلايا لتصنيفها إلى 11 نوعاً فرعياً مختلفاً.
