إعداد: علي نجم
صنع علي مبخوت التاريخ، وبات الهداف التاريخي لدوري الإمارات لكرة القدم بعدما سجل هدفاً في مرمى الظفرة في المباراة المؤجلة من المرحلة 14 من دوري أدنوك للمحترفين. تجاوز مبخوت الهداف الأسمر فهد خميس، وبات فوق قمة ترتيب هدافي المسابقة، ليصنع تاريخاً جديداً، وليكتب فصلاً من فصول الإبداع الذي لا يتوقف لنجم نشأ وترعرع بين جدران «بيت الفخر» في أبوظبي.
لم تكن رحلة علي مبخوت معبدة بالورود، ولم يكن الطريق سهلاً للنجاح، فقد جاء بروز «لؤلؤة الإمارات الكروية» في زمن كان فيه للاعبين الأجانب حصة الأسد من الأهداف ومن شغل مراكز المهاجمين في تشكيلات فرقنا في المسابقات المحلية.
كتب علي مبخوت شهادة ميلاده التهديفية في ملعب حمدان بن زايد عام 2009، حين سجل بصمته الأولى وكتب اسمه في سجلات اللاعبين الذين وضعوا بصمة في الشباك للمرة الأولى.
شاءت الأقدار أن يعود التاريخ ليكتب اسم مبخوت من جديد في عام 2022، وفي الملعب والمنافس نفسه، ليحقق إنجازاً حلم به الكثيرون دون أن يفلح أي منهم في إزاحة فهد خميس أسطورة الوصل، عن عرش الهدافين في الدوري، حين سجل 175 هدفاً بين 1980 و1997، قبل أن يأتي مبخوت ليكتب الفصل الجديد من تاريخ كرة الإمارات.
ومايزيد من قيمة إنجاز علي مبخوت أنه حقق على مدى 13 عاماً، في حين سجل «الفهد» خميس رقمه في 17 عاماً.
ولد علي مبخوت في 5 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1990 بأبوظبي، وبدأ مسيرته مع الجزيرة شبلاً، وخاض أول مباراة مع «فخر أبوظبي» في الدوري في 17 إبريل/ نيسان 2009 بمواجهة الشارقة، ثم سجل أول أهدافه في مرمى الظفرة في 26 منه في مرمى الظفرة.
ومنذ ذلك الوقت لم يترك مبخوت رقماً إلا وكسره، إماراتياً هو أكبر هداف على صعيد المنتخب الوطني بعدما كسر رقم عدنان الطلباني، وهو في موسم 2020-2021، نال لقب الهداف برصيد 25 هدفاً، وجائزة أفضل لاعب مواطن، وأصبح أول لاعب إماراتي يتوج بلقب الهداف مرتين في عصر الاحتراف.
وسجل مبخوت «هاتريك» في 14 مناسبة بالدوري، منها 3 مرات في الموسم الماضي، كما أنه الوحيد في تاريخ الدوري الذي سجل 33 هدفاً في موسم واحد، وأول مهاجم يسجل 25 هدفاً ويصنع 10 أهداف في موسم واحد.
كانت مسيرة مبخوت الدولية مع المنتخب الأولمبي ثم «الأبيض» الأول، وكتب قصة نجاح تحدث عنها العالم، ففي كأس آسيا 2015، سجل أسرع هدف في تاريخ المسابقة، بعد 14 ثانية من بداية مباراة الإمارات والبحرين، ليدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كما فاز في نفس البطولة بالحذاء الذهبي لهداف آسيا برصيد 5 أهداف، وبعدها فاز بلقب هداف كأس الخليج العربي للمنتخبات عام 2019 برصيد 5 أهداف.
ومن الأرقام اللافتة التي ينفرد بها أيضاً علي مبخوت أنه بات صاحب أطول عقد احترافي مع فريقه بعد أن قام الجزيرة في الرابع من أغسطس /آب الجاري بتجديد عقده حتى 2026.
لا تقتصر أرقام النجم على الأهداف وحسب، بل يملك في سيرته الكروية الكثير الذي يمكن أن يكتب أو يعرض في حقبة عرف فيها كل أنواع التألق وإن كان لا يزال يلامس درب الوصول إلى العالمية مع منتخب الإمارات.
زار علي مبخوت شباك «كل الفرق» لم ينجُ أحد من خطورة اللاعب ومن لمساته القاتلة، دك مرمى المنافسين، وعذب حراس المرمى الذين كان مبخوت «الهادئ» دائماً بمثابة الكابوس الذي يزورهم في أحلامهم.
تنوع الأهداف
تنوعت أهداف النجم الجزراوي وتبدلت الجهات وهويات المنافسين، لكن استعراض الأرقام يكشف أن مبخوت كان دائماً حاضراً في مربع المنافسين ليدك شباكهم.
في استعراض تفصيلي جاءت أهداف علي مبخوت على الشكل التالي: 139 هدفاً بالقدم اليمنى،21 هدفاً بالقدم اليسرى، 15 هدفاً بالضربات الرأسية، وسجل هدفاً بالظهر مرة واحدة.
موسم الإبداع
وكان علي مبخوت قد سجل حضوراً تهديفياً دائماً في دورينا منذ بصمته في ملعب الظفرة في 2009، لكن الرقم الأفضل يبقى لموسم 2016 حين سجل 33 هدفاً ليقود فريقه لنيل درع المسابقة.
وتمكن مبخوت المتوج بلقب الدوري مع «فخر العاصمة» 3 مرات من تسجيل 161 هدفاً من داخل المربع، مقابل 15 هدفاً بتسديدات من خارج المربع.
ودائماً ما حضر مبخوت في الأوقات الحاسمة من زمن المباريات، ليصل عدد الأهداف التي سجلها في الشوط الثاني إلى 100 هدف، مقابل 76 هدفاً في الأشواط الأولى.
أما المفارقة الكبيرة، فكانت تميز مبخوت بالتسجيل على أرض فريقه وخارج ملعبه، لتكون الحصيلة مناصفة بتسجيل 88 هدفاً في ملعب محمد بن زايد، و88 هدفاً أيضاً خارج معقل فخر العاصمة.
الأهداف في 13 موسماً
موسم 2021-2022: 5 أهداف (11 مباراة).
موسم 2020-2021: 25 هدفاً (26 مباراة).
موسم 2019-2020: 13 هدفاً (16 مباراة).
موسم 2018-2019: 20 هدفاً (19 مباراة).
موسم 2017-2018: 13 هدفاً (16 مباراة).
موسم 2016-2017: 33 هدفاً (25 مباراة).
موسم 2015-2016: 23 هدفاً (23 مباراة).
موسم 2014-2015: 16 هدفاً (24 مباراة).
موسم 2013-2014: 7 أهداف (19 مباراة).
موسم 2012- 2013: 11 هدفاً (24 مباراة).
موسم 2011-2012: 3 أهداف (11 مباراة).
موسم 2010- 2011: هدفان (8 مباريات).
موسم 2009- 2010: 3 أهداف (16 مباراة).
موسم 2008-2009: هدفان (4 مباريات).
سجل الدوري
لعب: 245 مباراة سجل: 176 هدفاً عدد دقائق اللعب: 18658 دقيقة عدد البطاقات الصفراء: 48 بطاقة حالات طرد: مرتان
إنجازات
دوري الخليج العربي: 3 مرات.
كأس رئيس الدولة: مرتان.
كأس الخليج العربي: مرة واحدة.
هداف دوري الخليج 2016-2017: 33 هدفاً، وموسم 2020-2021: 25 هدفاً.
الأندية التي زار شباكها
الإمارات: 15 هدفاً، الشباب: 15 هدفاً، الظفرة: 15 هدفاً، اتحاد كلباء: 14 هدفاً، بني ياس: 14 هدفاً، النصر: 13 هدفاً،العين: 13 هدفاً، الوصل: 12 هدفاً، شباب الأهلي 12 هدفاً، الوحدة: 9 أهداف، حتا: 8 أهداف، الشارقة: 8 أهداف،الفجيرة: 7 أهداف، عجمان: 7 أهداف، دبا الفجيرة: 6 أهداف، الشعب: 6 أهداف، خورفكان: هدفان، العروبة: هدف، دبي: هدف.
14 «هاتريك» لمبخوت
سجل علي مبخوت في رحلته في دورينا 14 مرة «هاتريك»، كان الأول في مرمى الشباب في موسم 2014-2015، أما آخر مرة سجل بها ثلاثية فقد كانت في شباك الفجيرة،وهنا ثلاثيات مبخوت:
موسم 2019-2020: في مرمى الوصل (4-صفر) في الجولة العاشرة، وفي مرمى الظفرة (5-1) في الجولة 15، وفي مرمى اتحاد كلباء (6-صفر) في الجولة 16، وفي مرمى الفجيرة (4-2) في الجولة 21.
موسم 2018-2019: في مرمى شباب الأهلي (5-4) في الجولة الأولى، في مرمى الإمارات (6-صفر) في الجولة 11.
موسم 2016-2017: في مرمى اتحاد كلباء (3-صفر) في الجولة الرابعة، وبني ياس (5-صفر) في الجولة الخامسة، وسوبر هاتريك أمام الشباب 7-3 (الجولة العاشرة)، وفي مرمى الإمارات (5-صفر) في الجولة 19، وفي مرمى حتا (الجولة 24).
موسم 2015-2016: في مرمى دبا الفجيرة (5-1) في الجولة 17، وفي مرمى الإمارات (4-2) في الجولة 25.
موسم 2014- 2015: في مرمى الشباب (4-3) في الجولة 12.
أبوظبي: محمد مصطفى
حقق الجزيرة 5 مكاسب من مباراته مع مضيفه الظفرة، في المباراة المؤجلة من الجولة 14 لدوري أدنوك للمحترفين، والتي حقق فيها فوزاً مستحقاً بثلاثية نظيفة.
أول وأهم المكاسب عودة هدافه علي مبخوت للمشاركة مع الفريق في مسابقة الدوري بعد توقف طويل منذ الجولة 11.
كما حقق الجزيرة الأهم بحصده النقاط الثلاث،بالرغم من أن أداء بطل النسخة السابقة لم يرتق لمستوى الطموحات،إلا أنه نجح في تحقيق هدفه.
ولعبت النتيجة دوراً مهماً للتغطية على السلبيات التي ظهرت على أداء الجزيرة في المباراة، وتحديداً على مستوى خط المقدمة الذي لم يكن بفاعليته المعهودة خاصة في ظل وجود الرباعي مبخوت وديابي وزايد العامري وجواو فيكتور خاصة في الشوط الأول الذي فشل فيه في الوصول إلى مرمى الظفرة إلا عبر النيران الصديقة.
كما نجح الجزيرة بفوزه الثلاثي على الظفرة بالبقاء في صلب المنافسة، حيث قلص الفارق مع المتصدر العين إلى 10 نقاط وله مباراة مؤجلة مع اتحاد كلباء.
وطوى الجزيرة بفوزه صفحة المشاركة السلبية في النسخة الأخيرة لمونديال الأندية حيث تلقي الفريق خسارتين أمام الهلال السعودي ومونتيري المكسيكي بنتائج كبيرة وأنهى مشاركه في المركز السادس.
خامس المكاسب بروز الحارس البديل عبدالرحمن العامري الذي أدى المباراة بثبات في ظل غياب قائد الفريق علي خصيف للإصابة،إلى جانب تألق المدافع الشاب عبدالله إدريس الذي يواصل تقديمه مستويات مميزة، وساهم في المباراة بصناعة الهدف الثالث بعرضية مثالية إلى زميله عمر تراوري.
وفي المقابل واصل الظفرة نزيف النقاط وخسر المباراة الثانية توالياً في الدور الثاني، واستقبلت شباكه 4 أهداف أمام الشارقة والجزيرة، بينما صام عن الوصول إلى شباك المنافسين في الجولتين الماضيتين بالرغم من العمل الإداري الكبير واستقطاب 9 لاعبين من محليين وأجانب في الانتقالات الشتوية.
