عادي
في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية

«البندقية وفنون الإسلام».. من اللقاءات إلى الإلهام

23:27 مساء
قراءة 3 دقائق
تصوير معرض في متحف الشارقه للحضاره الاسلامية

الشارقة: زكية كردي
اللقاءات أفضت إلى الحوارات لتمهد الطريق إلى الإلهام، هكذا يكون تسلسل الجولة في معرض «إلهام وروائع: البندقية وفنون الإسلام» الذي افتتح صباح الأربعاء الماضي في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، بالتعاون بين هيئة الشارقة للمتاحف ومؤسسة البندقية للمتاحف المدنية، والذي يستمر لخمسة أشهر، متيحاً الفرصة أمام محبي الفنون للتعرف إلى هذه الرحلة المعرفية الغنية بالمتعة البصرية والبحثية، ولقاء 72 قطعة أثرية تعرض للمرة الأولى، وتعكس تأثير الحضارة الإسلامية في التنقل بين أقسام المعرض الثلاثة (اللقاءات والحوارات والإلهام).
ويتوقف الزائر قبل بدء الجولة، أمام فيديو مصور يعرض مشاهد لمتاحف الشارقة والبندقية، حاملاً دلالة على أهمية دور هذه المؤسسات في نشر الثقافة والربط ما بين الحضارات من خلال التعاون وتقصي الخيوط المشتركة عبر الزمن، وبعدها يمكن التوجه نحو القسم الأول الذي يحتضن «اللقاءات» التي حصلت من خلال السفر والترحال.
ويتضمن هذا القسم الخرائط والرحلات، والهدايا القيمة التي قدمت لدوق البندقية قادمة من العالم الإسلامي، ويحوي هذا القسم قطعاً فريدة تقف خلفها الكثير من الحكايات، مثل خريطة العالم القلبية التركية، والتي تحوي الكثير من البيانات والتفاصيل، وهي مكتوبة باللغة العربية المعتمدة خلال الفترة العثمانية، وهي واحدة من 11 قطعة متبقية في العالم.
ويضم القسم أيضاً خرائط ملاحية للتنقل بين الشرق والغرب، وكتباً للسفر والترحال دوّن فيها الرحالة رحلاتهم إلى البلاد الإسلامية، وخرائط كبيرة على شكل مشهد تعبيري يصور المدينة من جوانب عدة، وبمعالمها المميزة والقوارب التي تستخدم بكثرة للوصول إلى المدن الأخرى، ويضم أيضاً مجموعة من الدروع والمنسوجات والسجاد القادم من الشرق، وأيضاً تأثير هذه القطع في الفنون في الغرب، والذي نراه في لوحة كبيرة تحمل اسم «صورة عائلية»، وهي لعائلة من النبلاء في البندقية، وتمثل ثلاثة أجيال من العائلة للفنان تشيزارا بوتشيلو، وتتميز بالسجاد الذي غطى الطاولة التي تحلقت حولها العائلة في اللوحة.
وفي لوحة أخرى نجد مشهداً يصور أشخاصاً قادمين من الشرق، يقدمون الهدايا للدوق بحضور مجموعة من النبلاء.

1
تصوير معرض في متحف الشارقه للحضاره الاسلامية

للحوارات أثر
أدت اللقاءات إلى الحوارات التي نطالع آثارها في القسم الثاني من المعرض، من خلال الاطلاع على الجوانب الفنية والأدبية والعلوم، وأيضاً التجارة التي نتأمل أثرها في قطع العملات الأثرية المتبادلة بين الشرق والغرب، والكتاب الذي أعده أحد الباحثين ووثق هذه العملات ورسمها، وهو «كنز من العملات الذهبية في كنيسة سان لورينسو». ويحتوي القسم على لوحات للسلاطين العثمانيين من بينها ميدالية تحمل نقشاً للسلطان محمد الفاتح، كان طلبها من الفنان جنتلي بيليني، وبورتريه بالألوان الزيتية للسلطان محمد الأول، وأول مصحف مطبوع في البندقية، وكتب ومخطوطات لتعليم لغات العالم الإسلامي، وقطعة ثمينة للمخترع البارون يطلقون عليها «قبلة ناما»، لمعرفة اتجاه القبلة.
الانتقال إلى الإلهام
في هذا القسم نلمس الشغف والإلهام الذي عكسته الحضارة الإسلامية على تراث وصناعات وعلوم البندقية، حيث نرى العديد من البضائع الجلدية المصنعة في البندقية، والتي زخرفت بطريقة جميلة مستوحاة من الزخارف الإسلامية، التي امتدت لتزين النحاسيات وقطع الزجاج والأواني والخزفيات وغيرها من الأدوات المعروضة، وصولاً إلى الدروع والأسلحة المزينة بنفس الأسلوب المستوحى من الفن الإسلامي.
وقالت أنصار العبيدلي أمين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية: «يضم المعرض 72 قطعة غنية بالقصص والبحوث التي جرت حولها حتى تغدو جاهزة لهذا العرض الأول لها، ومن خلال عملنا وتنظيمنا مع مؤسسة البندقية للمتاحف المدنية، اختيرت مجموعة كبيرة من القطع الموجودة في المخازن ولم تعرض عندها».

1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"