القاهرة: محمد فتحي
بعد أزمة مطربي المهرجانات، ومنع بعضهم من الغناء، انتقل الاشتباك إلى ساحة أخرى، عقب اقتحام بعض مطربي المهرجانات والراب مجال التمثيل، سواء في السينما أو التلفزيون، ما جعل البعض يرى أن عشوائية أغاني المهرجانات تهدد الدراما والسينما.. ما يجعل مستقبل الفن مجهولاً، وأبدى الكثيرون تخوفهم من أن تتأثر السينما والدراما سلبياً بوجودهم.. وبدأت نقابة المهن التمثيلية باتخاذ إجراءات لمنع حدوث ذلك.
من المطربين الذين اقتحموا مجال التمثيل حمو بيكا، الذي دخل من باب المسرح، من خلال مشاركته في إحدى مسرحيات أشرف عبدالباقي، مؤكداً أنه يثق بنجاحه في مجال التمثيل، وأنه سوف يختار مجال الكوميديا، ويحاول بعض مطربي المهرجانات الآخرين دخول التمثيل من باب المسرح أيضاً.
كما عبر الفنان حسن شاكوش عن نيته دخول مجال التمثيل ولكنه ينتظر فرصة جيدة، الأمر نفسه أبداه بعض مطربي المهرجانات الذين مُنعوا من الغناء، ومنهم: كزبرة،عمرو حاحا، وشواحة، وغيرهم.
من المنتظر أن يشارك بيكا وعمر كمال في بطولة فيلم «أخطر اتنين في مصر»، ويجمعهما أيضاً فيلم «ديك العياط»، وأكد كمال أنه سعيد بخوض هذه التجربة، مؤكداً أنه لم يكن يمانع خوض تجربة التمثيل، ولكن كان ينتظر العمل الفني المناسب ليظهر للجمهور من خلاله بدور البطولة وينال إعجابهم.
وشارك مطرب الراب «ويجز» في مسلسل «بيمبو» مع أحمد مالك، والذي عرض على إحدى المنصات.
يقول د. أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية بمصر: التمثيل ليس مجالاً يدخله كل من لا يجد عملاً، أو ممنوعاً من جهة أخرى، والحفاظ على المهنة أول المواد في قانون النقابات، واتجاه الممنوعين من الغناء بأمر نقابة الموسيقيين للتمثيل مستحيل، إلا في حال موافقة الفنان هاني شاكر بصفته نقيب المهن الموسيقية، حينها سيتم منح ترخيص أو موافقة من نقابة الممثلين للمطرب، وفيما عدا ذلك لن يتمكن أي مطرب ممنوع من الغناء بقرار نقابة الموسيقيين من دخول عالم التمثيل بشكل قانوني، وسيتم وقفه في حال مخالفة هذه القواعد، ولا توجد قوانين رسمية بذلك، ولكن بين النقابات هناك ما يسمى العرف والتقاليد التي توحد الرؤى، وهي تتبع في مثل هذه الحالات، طالما لا يوجد قانون واضح وإلزامي في بعض الحالات، وعلى الشخص الموقوف من نقابة المهن الموسيقية إحضار موافقة صريحة من نقابته قبل التمثيل، فيجب مواجهة الفوضى في الوسط الفني، ومواجهة أي شخص يتسلل للمهنة بطرق غير مشروعة.
ويقول الفنان أشرف عبدالباقي: تعرضت لبعض الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ظهور مطرب المهرجانات حمو بيكا في مسرحية «شمسية وأربع كراسي»، لكني أوضحت أنه ظهر في مشهد فقط بالمسرحية، وبشخصيته الحقيقية، وكان هناك أحد المشاهد يحتاج إلى الاستعانة بشخص يقلد بيكا على المسرح، لكني اقترحت أن يكون هو نفسه بيكا، وعندما عرضنا عليه رحب بالمشهد، فهو مشهد لمدة دقيقتين ولم يغن أو يمثل فيه، وبشكل عام أنا لا أحب أغاني المهرجانات، ولكنها مسألة أذواق، المنع صعب، إذ لا أحد يستطيع منع أحد لأن وسائل الانتشار باتت متاحة للجميع.
دور تنويري
يؤكد المخرج إسماعيل مختار- رئيس البيت الفني للمسرح أنه مع قرار منع مطربي المهرجانات، طالما أنهم ليسوا أعضاء في نقابة المهن الموسيقية، وبالتالي يجب منعهم من ممارسة المهنة، سواء الغناء أو التمثيل، فقد أفرزت تلك الأغاني حالة من التردي الفكري وانحطاط الذوق العام يجب مواجهتها.
أما الناقد الفني عمرو الكاشف فيقول: من الطبيعي أن يحاول المنتجون استغلال نجاح مطربي المهرجانات والاستعانة بهم في أعمالهم، لأنهم يهمهم المكسب التجاري، وهؤلاء المطربون بالنسبة إليهم كنز، خصوصاً أن بعضهم لديه روح كوميدية مثل حمو بيكا، فأي شيء يكتبه بيكا على مواقع التواصل الاجتماعي الناس تضحك عليه، وهناك تفاعل كبير مع هؤلاء المطربين، والمنتجون والمخرجون يريدون استغلال ذلك، لكن في النهاية الرأي للجمهور.
