عادي
اسأل الخليج

بطل الشتاء.. تميمة حظ أم ماذا؟

11:34 صباحا
قراءة 6 دقائق
إعداد:معن خليل
بطل الشتاء، لقب شرفي يطلق في لعبة كرة القدم على من يحرز المركز الأول في نهاية الدور الأول من الدوري، (الذهاب)، ونال أهمية استثنائية بعدما دلت الإحصاءات على أن من يناله يصبح الأقرب إلى التتويج في نهاية البطولة، إلا انه ليس بالضرورة أن يكون قاعدة، حيث يوجد فيه العديد من الاستثناءات.
أصل التسمية
لكن من أين أتت تسمية بطل الشتاء؟
حسب أغلب الباحثين فإن التسمية بدأت في الدوري الألماني، وأطلقت على الفريق الذي ينهي القسم الأول من البطولة متصدراً، شرط أن تتواصل المسابقة في العام التالي، كما يحصل حالياً في كل البطولات الوطنية الأوروبية.
وكان الألمان أول من استخدموا لقب بطل الشتاء، لأنهم أول من اعتمد الإجازة الشتوية لبطولة الدوري (البوندسليجا) التي تمتد لمدة شهر تقريباً، ثم بدأت الدوريات الأخرى باعتماد التسمية عبر وسائل الإعلام، إلى درجة أن الاتحاد النمساوي كان يمنح كأساً شرفية لبطل الذهاب، وقد بقي هذا التقليد معمولاً به منذ بداية التسعينات حتى عام 2017.
ورغم أن الصحفي المكسيكي المعروف خوان بيرو قال في كتابه «جنون المستديرة» مايلي: «حقق بطل الشتاء هذا المركز لكنه لم يتوج باللقب بعد»، إلا أن بطل نصف الدوري بدأ يأخذ اهتماماً كبيراً من قبل المشجعين ووسائل الإعلام، على اعتبار أنه تميمة الحظ للفوز باللقب في نهاية الموسم، حيث دلت الإحصاءات على أن من بين كل ثلاثة فرق توجت بلقب بطل الشتاء في ألمانيا، نال فريقان منها اللقب في نهاية الموسم.
أما في إسبانيا، فان برشلونة يعتبر الفريق الأكثر حظاً بلقب بطل الشتاء المعنوي، حيث إنه تاريخياً حصل على كأس الدوري 23 مرة حين يكون بطلاً للشتاء، وقد فشل مرتين فقط، في موسمي 2014-2015 و2019-2020، علماً بأنه توج بدرع الليجا 26 مرة.
وفي تقرير لها عام 2017، كتبت صحيفة «سبورت» الكاتالونية عن تأثير لقب الشتاء في الليجا، وأوردت أنه «لقب فخري لا يضمن لحامله الفوز بالبطولة، لكن في آخر 20 موسماً من الدوري الإسباني (حتى 2017)، استطاعت الفرق الفائزة بلقب بطل الشتاء حسم اللقب في النهاية في 15 مناسبة، فيما فشلت في تحقيقه في 5 مناسبات».
وأحصت الصحيفة الكتالونية أنه «على مدار التاريخ، حقق ريال مدريد لقب الشتاء في الليجا في 23 مناسبة، وخسر اللقب في 10 منها»، وهو في الموسم الحالي 2021-2022 توج بلقب الشتاء، وهذا يعني انه الأقرب للتتويج بسبب الإحصاءات التاريخية التي تعطيه علامات عالية.
إنجلترا
أما في الدوري الإنجليزي، فقد فاز باللقب من نال بطولة الشتاء في أكثر من مناسبة، مع وجود بعض الاستثناءات، حيث كانت المفارقة أن ليفربول كان الأكثر تعرضاً لهذا الاستثناء ( 4 مرات)، منذ انطلاق «البريميرليج» بحلّته الجديدة عام 1992.
ولكن ليفربول كسر القاعدة في موسم 2019-2020 بعدما أحرز لقب الشتاء ثم اللقب التاسع عشر في تاريخ الدوري بعد غياب منذ موسم 1989-1990.
إلا أن الوضع في الماضي لم يكن كذلك، حيث خسر لقب الدوري موسم 1996-1997، حيث فشل «الريدز» في حسم اللقب، رغم تصدره الجدول في فترة الشتاء، ونجح مانشستر يونايتد في الفوز بالبطولة، وتكرر السيناريو نفسه موسم 2008-2009، وكان البطل هو اليونايتد مجدداً.
أما المرة الثالثة فكانت موسم 2013-2014 وبطريقة درامية، ورغم ان ليفربول أنهى دور الذهاب في المركز الأول، لكن من صعد في النهاية إلى منصة التتويج كان مانشستر سيتي الذي استفاد من تعثر«الريدز» أمام تشيلسي قبل مباراتين من النهاية، ثم تعادل في المباراة التالية أمام كريستال بالاس.
وتكرر الأمر مع ليفربول في موسم 2018-2019، بعدما توج «الريدز» بلقب بطل الشتاء بفارق سبع نقاط عن مطارده مانشستر سيتي، لكن الأخير هو من فاز بدرع الدوري في النهاية بفارق نقطة واحدة، في واحد من أكثر مواسم «البريميرليج» إثارة عبر التاريخ.
وتاريخياً، حفلت قصص بطل الشتاء ببعض الدراما، حيث خسر نيوكاسل المتصدر في دور الذهاب بفارق 10 نقاط عن أقرب مطارديه، لقب موسم 1995-1996 لمصلحة مانشستر يونايتد بفارق ثلاث نقاط.
وفي موسم 2009-2010 توج تشيلسي باللقب وهو نفسه كان بطل الشتاء بفارق نقطة واحدة عن فريق مانشستر يونايتد، والمفارقة أن هذا الفارق استمر بين الفريقين حتى نهاية الموسم (86 نقطة لتشيلسي و85 لليونايتد).
وفي الموسم التالي (2010-2011) توج مانشسر يونايتد بطلاً للشتاء، ومن ثم باللقب لاحقاً، بعد منافسة مع مانشستر سيتي الذي حل ثانياً في الدور الأول بفارق الأهداف فقط، ثم ثالثاً في ختام البطولة بشكل غريب، حيث كانت الوصافة لتشيلسي بفارق تسع نقاط عن البطل.
وعاد مانشستر سيتي ليتعلم من الدرس في الموسم التالي (2011-2012)، حيث نال لقب بطل الشتاء بفارق ستة أهداف عن الجار مانشستر يونايتد، وفي الإياب شهدت المباريات الكثير من الإثارة بين الجانبين، لينتظرا حتى المرحلة الأخيرة ليتوج «القمر السماوي» باللقب بفارق الأهداف أيضاً عن اليونايتد، في نسخة لا تنسى بعدما سجل أجويرو هدف الفوز لسيتي على كوينز بارك رينجرز في الثانية الأخيرة من اللقاء.
وفي موسم 2012-2013 توج مانشستر يونايتد بلقب بطل الشتاء بعد بداية قوية له في الموسم الأخير للأسكتلندي السير أليكس فيرجسون، في قيادة «الشياطين الحمر»، وأنهى القسم الأول من«البريميرليج» بفارق سبع نقاط عن أقرب ملاحقيه، وفي الإياب توج بعدما جمع 89 نقطة، وبفارق 11 نقطة عن سيتي.
وتوج تشيلسي بلقب موسم 2014-2015 بعدما حصد بطولة الشتاء أيضاً تحت قيادة مدربه العائد البرتغالي جوزيه مورينيو، أما الموسم التالي فكان الصراع بين أرسنال وليستر سيتي، حيث توج الأول بلقب بطل الشتاء، والثاني بلقب الدوري في أكبر مفاجأة في تاريخ «البريميرليج»، حيث لم يكن فريق «الثعالب» المتواضع والصاعد من الدرجة الأولى مرشحاً أبداً للعب دور البطل.
وتمكن تشيلسي من نيل لقب موسم 2016-2017 تحت قيادة مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي، حيث توج بلقب الشتاء الشرفي بفارق ست نقاط كاملة عن ليفربول الوصيف، وثم نصب نفسه بطلاً للدوري الإنجليزي بفارق سبع نقاط عن الوصيف النهائي توتنهام هوتسبرز.
أما موسم 2017-2018، فقد توج بلقبه مانشستر سيتي عن جدارة بعدما حل أولاً ذهابا وإياباً، وعُدّ أعظم فريق جاء في تاريخ الدوري الإنجليزي، بعد الأرقام القياسية التي حققها.
وبالنسبة إلى الدوري الإيطالي، تفاوت الأمر، فليس بالضرورة أن يكون بطل الشتاء هو المتوج في ختام «الكالتشيو»، حيث فاز نابولي بصدارة الدور الأول في موسمين متواليين، ومن توج في ختام البطولة كان يوفنتوس.
والواقع أن يوفنتوس كرر السيناريو نفسه أكثر من مرة، ففي موسمي 1980 -1981 و2001- 2002 توج روما بلقب الشتاء، لكن فريق «السيدة العجوز» نال الدرع في النهاية في المرتين، وكرر الأمر مع فيورنتينا عام 1982 ومع بارما في 1995 ومع ميلان في 2003.
ومنذ موسم 2004-2005 عاد الدوري الإيطالي، ليتكون من 20 فريقاً، وقد فاز يوفنتوس بلقبين متتاليين، لقب بطل الشتاء ونهاية الموسم، وفعل الأمر نفسه فريق إنتر ميلان في أربعة مواسم متوالية من 2006-2007 حتى 2009-2010، وسار ميلان على النهج نفسه مجدداً موسم 2010-2011 ثم يوفنتوس في الموسم التالي، قبل أن يكسر نابولي هذه القاعدة في موسمين متتاليين، حيث كان بطل الشتاء عامي 2015 و2017 واللقب النهائي ذهب ليوفنتوس.
وفي الإحصاءات أن يوفنتوس نال لقب بطل الشتاء في موسم 1999-2000، لكن لاتسيو هو من توج في نهاية الموسم، أما ميلان فقد توج في موسم 2003-2004 بعدما كان روما هو بطل الشتاء بفارق الأهداف عن ميلان الذي حل وصيفاً في الدور الأول.
وعموماً، يعد يوفنتوس صاحب الرقم القياسي بلقب الدوري، هو أكثر فريق نال لقب بطل الشتاء في تاريخ الدوري برصيد 31 مرة، علماً بأنه توج بطلاً للدوري 36 مرة، وناله إنتر ميلان 18 مرة (مع إضافة لقب الموسم الحالي 2021-2022)، وهو نفس رقم جاره ميلان الذي توج ببطولة الشتاء الموسم الماضي، إلا أن إنتر ميلان كان البطل النهائي.
ومنذ اعتماد نظام النقاط الثلاث للفوز في الدوري الإيطالي في موسم (1995ـ1996)، حقق أبطال الشتاء لقب الدوري الإيطالي 19 مرة من أصل 27 موسماً.
حالة خاصة
ولم تكن بطولة الشتاء تعني نيل اللقب في المسابقات الأوروبية الكبرى، ولكنها كانت كذلك في الأرجنتين، حيث نص النظام في بلاد «التانجو» على أن بطل القسم الأول المكون من 20 فريقاً يحصل على لقب الشتاء، وكذلك يتكرر الحال إياباً، قبل أن يتغير نظام الدوري هناك منذ 2015.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"