عادي
في الأخبار

زاخاروفا.. ساحرة دبلوماسية

01:21 صباحا
قراءة 3 دقائق
15

ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، مازالت، منذ توليها منصبها قبل سبع سنوات، تلفت الأنظار بتصريحاتها الطريفة ولغتها الساخرة في أحيان كثيرة، لا سيما في الأسابيع الأخيرة مع احتدام الأزمة بين بلادها والغرب حول أوكرانيا.

من المعروف أن المسؤولين الروس قليلو الكلام، ولا يميلون إلى الثرثرة،كما يفعل نظراؤهم الغربيون، ولكن زاخاروفا بردودها المدروسة تمثل ظاهرة فريدة، وتستقطب مؤتمراتها الصحفية الانتباه لما يمكن أن تصرح به من مواقف، تعكس بالجد أو الهزل، موقف روسيا من القضايا العالمية الكبرى.

وتوصف زاخاروفا بأنها مبدعة في مهامها كمتحدثة باسم الخارجية الروسية، وبأنها امرأة دبلوماسية ساحرة، لها اطّلاع واسع على التاريخ بكل حقبه، وتحمل شهادة الدكتوراه في هذا المجال. كما تعتبر أول امرأة في التاريخ الروسي يتم تعيينها في منصب دبلوماسي رفيع المستوى، ووصفتها زميلتها الأمريكيةن جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض حالياً، والخارجية في عهد إدارة باراك أوباما، بأنها (زاخاروفا) «سيدة محترمة وقادرة على الخوض في الأحداث السياسية في الساحة الدولية بموضوعية وبساطة قدر الإمكان».

وتُعرف المتحدثة باسم الخارجية الروسية بسرعة البديهة في الرد على أسئلة الصحفيين. كما لا تتورع عن توجيه انتقادات لمسؤولين غربيين مهما كانت درجاتهم. وفي بداية هذا الشهر وجهت انتقادات جارحة لوزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، التي خلطت في أحد تصريحاتها بين البحر الأسود وبحر البلطيق. واعتبرت المتحدثة الروسية أن تراس بحاجة إلى دروس إضافية في علم الجغرافيا. وكتبت زاخاروفا على صفحتها الشخصية على «تلجرام»، قائلة: «ذهبت، أخيراً، وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، بعيداً، ونسيت الغزوات المغولية لأوكرانيا، وركزت على العدوان الروسي على هذا البلد». وأضافت «سيدة تراس معرفتك في مجال التاريخ لا تُقارن بمعرفتك في الجغرافيا، هي تسمى دول البلطيق بهذه الطريقة (بالإنجليزية بشكل عام – دول البلطيق) لأنها تقع بالضبط قبالة ساحل هذا البحر. وليس البحر الأسود». وفي واقعة أخرى، اقترحت على رئيس تحرير صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، ماوريتسيو موليناري، أن يدفئ منزله بورق صحيفته إذا كان الوقود الروسي لا يعجبه، في سياق دفاعها عن أن بلادها لم تخذل روما أبداً في إمدادات الغاز.

وخلال مسيرتها المهنية تعرضت زاخاروفا إلى أحداث طريفة عدة، ففي مارس/ آذار الماضي اعتقلت شرطة موسكو أربعة أشخاص أمام مبنى وزارة الخارجية كانوا يرتدون أزياء وطنية قوقازية ويحملون أسلحة، وهمية ومن بين المعتقلين الصحفي البلغاري بوريس أنزوف، الذي نظم الوقفة طالباً الزواج من زاخاروفا، وقد علقت على الأمر «ماذا يمكنني القول؟ أعتقد أن الرجال يجب أن يسيطروا على عواطفهم».

أما في بداية عملها في أواخر 2015، فقد تعرضت زاخاروفا إلى موقف طريف آخر، عندما قطع صحفي من طاجيكستان مؤتمراً صحفياً للمتحدثة الحسناء، وألقى على مسامعها قصيدة تكريماً لها بمناسبة عيد ميلادها، وقد قد تفاعلت زاخاروفا مع الموقف، وقالت «إذا كان حال الفواكه في طاجيكستان كما هو حال الشعر فأنا مطمئنة»، ليفاجئها الشاعر بكيس ليمون ضمن هدايا أخرى قدمها لها، ليأتي الرد المباشر مطمئناً للسيدة زاخاروفا كما أرادت.

وزاخاروفا من مواليد 1975 في العاصمة الصينية بكين، وهناك أمضت طفولتها، وتخرجت عام 1998 في كلية الصحافة الدولية في معهد موسكو للعلاقات الدولية، وإلى جانب الروسية تجيد بطلاقة الانجليزية والصينية، ما ساعدها في حسن الإطلاع على الثقافات الأخرى، وبما يوفر لها الذخيرة في مهمتها الدبلوماسية الحساسة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"