عادي

سلطان يفتتح سفاري الشارقة الأكبر خارج إفريقيا بمليار درهم

00:07 صباحا
قراءة 5 دقائق
1
سلطان

أكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أن المشروعات التنموية في المنطقة الوسطى تأتي بتروٍّ وتأنٍّ يراعيان طبيعتها، وما تحويه من صحارى وأشجار ونباتات وحيوانات، تسعى الشارقة للمحافظة عليها، بالتوازي مع التطوير في مختلف قطاعات البنية التحتية والثقافة والسياحة والتراث والاقتصاد والرياضة، وغيرها.

جاء ذلك خلال كلمة سموّه التي ألقاها، أمس الخميس، بحضور سموّ الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، وسموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، في افتتاح «سفاري الشارقة»، أكبر سفاري في العالم خارج إفريقيا، ويقع في مدينة الذيد.

وأكد سموّه، أن البداوة لها صفات وعادات وقيم وموروث وهوية أصيلة يجب المحافظة عليها، وتقوم قناة الوسطى من الذيد بذلك، بتقديم برامج تستضيف فيها كبار السّن والشعراء والرواة، للتعريف بهذا الموروث وتوثيقه.

حصن الذيد

وأشار سموّه، إلى جملة من المشروعات التي تنفذ في المنطقة الوسطى والتي تشمل المراعي والمحميات وحصن الذيد، الذي سيفتتح الأسبوع المقبل، وبحيرة البطحاء التي ستشكل عند افتتاحها بعد 14 شهراً، موقعاً سياحياً مميزاً، وهي مخزون مائي للمنطقة، وستقام عليها مسابقات دولية للتجديف. لافتاً سموّه إلى مدينة الشارقة الرياضية التي ستقع على طريق الشارقة - الذيد، وستضمّ المرافق والبنية التحتية للألعاب الرياضية، وستجمع الرياضيين، وتنظم منافسات ومسابقات مختلفة، منها السباحة والتجديف.

سلطان

ولفت سموّه إلى مشروع المحافظة على الأسماء في المنطقة الوسطى، بتوثيق أسماء الأشجار، أو الكثبان، أو الآبار، وغيرها من الأسماء المرتبطة ببيئة المنطقة، لتسلّم بعدها إلى دائرة شؤون البلديات والزراعة والثروة الحيوانية، لحفظها وتوثيقها والمحافظة عليها، عبر لوحات واضحة لهذه المواقع.

كما أشار صاحب السموّ حاكم الشارقة، إلى المحافظة على بعض المناطق الصحراوية الطبيعية من أعمال الإنشاء والتعمير والتمدن الذي سيكون من خلال مراسيم أميرية تمنع استخدام هذه المناطق لتستمر على طبيعتها وتحافظ على مكوناتها البيئية.

وأوضح سموّه، أن مشروع «سفاري الشارقة» بدأ العمل فيه قبل 5 سنوات، ليصل إلى افتتاحه اليوم، وقد بلغت كلفته نحو مليار درهم. مؤكداً أن السفاري مكان صديق للبيئة، ويضم مختلف الحيوانات والنباتات، في بيئة مهيّأة تساعد على عيشها وتكاثرها. وقد صُمّم بتميّز ليستمتع به الزوار ويقدم المعرفة عن محتوياته أيضاً. كما يسهم السفاري في توفير وظائف لأهل المنطقة، حيث وفر300 وظيفة لشباب المنطقة وشاباتها الذين يعملون بالسفاري ويعرفون بها بصورة مميزة.

1

وأضاف سموّه، أن المشروعات التي ستنفذ، ستشمل كذلك المناطق الأخرى في الوسطى، مثل مليحة التي ستكون مشروعاتها مميزة، مع المحافظة على خصوصيتها، حيث إن مشروعاتها ستكون بعيدة عن المساكن الشعبية.

وأكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أن كل ما تقوم به الشارقة من جهود ومشروعات، تنطلق واضعة الإيمان أولها ومحافظة على مبادئها وقيمها وتقاليدها، وتعزز هويتها الأصيلة. 

لافتاً إلى أن التطور يجب ألا يفقد الإنسان دينه ومبادئه وعاداته. داعياً أبناء وبنات الوطن لتحمّل المسؤولية، ورعاية أسرهم وأبنائهم والاعتزاز بدينهم ووطنهم.

وقال سموّه: إن الاهتمام بالإنسان في الشارقة لا يكون بتوفير التعليم والثقافة والمشروعات التنموية فقط، بل حتى في متابعة أحوالهم الاجتماعية. مشيراً إلى متابعة سموّه الشخصية لملفّ المتقاعدين من إمارة الشارقة الذين قدموا الكثير لبلدهم، لرفع مستواهم المعيشي.

وفي ختام كلمته، قدم سموّه الشكر الجزيل إلى القائمين على السفاري، من إداريين ومرشدين، وإلى كل من أسهم في تنفيذه بالصورة المميزة، من مهندسين وخبراء ومتخصّصين.

وكان سموّه، لدى وصوله إلى سفاري الشارقة، أزاح الستار التقليدي إيذاناً بالافتتاح الرسمي للسفاري الذي يضم 12 بيئة مختلفة، ويمتدّ على مساحة 8 كيلومترات مربعة، ويقع ضمن مَحمية البردي في مدينة الذيد، التي تبلغ مساحتها 16 كيلومتراً مربعاً، ليشكل معلماً طبيعياً وسياحياً في دولة الإمارات والمنطقة.

سلطان

وتجوّل صاحب السموّ حاكم الشارقة، وسموّ الشيوخ، والحضور، في أرجاء السفاري، متنقلين في بيئاتها البالغ عددها 12 بيئة مختلفة، مستوحاة من جميع أنحاء إفريقيا، تمثل الحياة والتضاريس في القارة السمراء، والحيوانات، والطيور التي تعيش فيها.

واطّلع سموّه، على المرافق والخدمات التي تمكّن الزوار من الاستمتاع باستكشاف الحياة البرية في إفريقيا بشكل مميز.

ويضمّ السفاري مناطق عدة تحاكي المناطق الحقيقية في إفريقيا، وتأخذ المنطقة الأولى «إلى إفريقيا»، الزوار في تجربة مشي فريدة، لاستكشاف الحياة البرية المتوطنة في الجزر والأرخبيلات المنتشرة على طول الساحل الشرقي لإفريقيا في المحيط الهندي.

أما المنطقة الثانية «الساحل»، فتتمثل في الصحراء والمراعي والحياة البرية المتنوعة، وتمتد في إفريقيا من الساحل الأطلسي في موريتانيا في الغرب، إلى إريتريا والبحر الأحمر في الشرق، وهي منطقة انتقالية غنية بالحياة البرية بين الصحراء الكبرى في الشمال والسافانا إلى الجنوب.

وتمتد المنطقة الثالثة «السافانا»، في شرق وجنوب إفريقيا، من الساحل في الشمال، وصولاً إلى كالاهاري في الجنوب الغربي، وتغطي هذه الأراضي العشبية الاستوائية الإفريقية، نصف مساحة القارة، وهي موطن لأكبر تركز للتنوع الحيوي على الأرض.

فيما تحتفي المنطقة الرابعة «سيرينقيتي»، بأكبر هجرة للحيوانات في العالم كل عام، حيث تهاجر مجموعات كبيرة من الحيوانات العاشبة، عبر سهول سيرينقيتي، وتعمل على جذب الحيوانات المفترسة والحيوانات التي تتغذى على الجيف، عبوراً لنهر مارا، حيث تكمن تماسيح النيل في المياه العكرة التي تشكل خطورة على الحيوانات العاشبة المهاجرة.

وتحمل المنطقة الخامسة اسم «نقورونقورو»، وقد تشكلت من فوّهة بركانية منقرضة، وهي نظام بيئي فريد، وموطن لبعض الأنواع الأكثر شهرة في إفريقيا.

في حين استوحيت المنطقة السادسة «موريمي»، من الأخاديد والوديان في جنوب غرب إفريقيا، وتشكلت على مدى قرون، بفعل الأمطار الموسمية الغزيرة؛ وتضم هذه المجاري الجافة والرملية، طبقات المياه الجوفية التي تدعم الحياة طوال موسم الجفاف. وتضم سفاري الشارقة نحو 50 ألف حيوان، لأكثر من 120 نوعاً من الحيوانات التي تعيش في إفريقيا. ويعدّ وحيد القرن الأسود من أهم الحيوانات وأندرها في السفاري.

كما زرعت أكثر من 100 ألف شجرة سمر إفريقي، وتتنوع النباتات ما بين الأنواع المحلية والإفريقية.

وتقدم السفاري لزوارها تجربة متكاملة لاكتشاف إفريقيا وجزرها، ليطّلع الزوار على طائر الفلامينجو، والطيور الأخرى، وليمور جزيرة مدغشقر، وسلحفاة الدبرة العملاقة والقرية الإفريقية. فضلاً عن المزرعة التقليدية مع ماشية واتوسي، وقرية زنجبار، وغيرها من المرافق والأقسام التي تشاهد فيها مئات الأنواع من الحيوانات والنباتات الإفريقية.

حضر افتتاح السفاري، الشيخ سالم بن محمد بن سلطان القاسمي، المستشار في مكتب سموّ الحاكم، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سموّ الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وعدد من كبار مسؤولي إمارة الشارقة وأعيان المنطقة. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"