غيمة مطر فوق «إكسبو»

00:45 صباحا
قراءة دقيقتين

يوسف أبو لوز

مشاريع ابتكارية إماراتية شبابية، موسيقى عالمية، منتديات مال وأعمال، بروتوكولات تعاون مشترك على مستوى الشركات والمشاريع بين الإمارات وبلدان الشرق والغرب، احتفاءات ترحابية بالمواهب والإبداعات النسائية، ومرة ثانية وثالثة، أزياء، وألوان، ومذاقات في عالم «إكسبو 2020 دبي»، وأقول «عالم إكسبو دبي»، لأنه عالم حقيقي، وليس عالماً افتراضياً متخيلاً، وإن كان الواقع يتحول إلى خيال، والخيال يتحول إلى واقع في إكسبو دبي الذي وصفته في مقالة سابقة بأنه عنوان العالم إلى الإمارات.

كل ما ذكر أعلاه مرئي ومسموع وملموس في«إكسبو 2020 دبي»، ولكن علينا أن ننظر دائماً إلى الجانب الثقافي في هذا الحدث العالمي، بما فيه من شعريات أو ظواهر شعرية، إن أمكن القول.

المقصود هنا ب«الشعريات»، شعرية الموسيقى، وشعرية الفنون، وشعرية الغناء، وشعرية الرقص، وشعرية الأزياء، وشعرية المذاقات؛ بل وشعرية الناس بأعدادهم المليونية وقد جذبهم إكسبو دبي إلى حزمة شعرياته هذه، بكل تواصل حضاري وثقافي وأممي في دولة التعايش والتفاهم والتنوّع الثقافي والبشري والاقتصادي.

لقد حقق إكسبو دبي هذا الامتياز العالمي، ونجح في الموازاة والتكافؤ بين الروح الاقتصادية لهذه التظاهرة التاريخية، وبين الروح الثقافية ذات الشعريات العديدة والمتنوّعة القائمة الآن في دبي.

إن الشعر هو روح الإنسانية، وروح الحضارات والقيم والشعوب والأفكار والفلسفات، وأي تراث أدبي وجمالي وفني في العالم يخلو من روح الشعر، فإنه تراث خشبي لا ماء فيه.

في بحر الأسبوع الماضي انتهت فعاليتان شعريتان كبيرتان في دبي، أولاً: القراءات الشعرية العالمية التي ينظمها مهرجان طيران الإمارات للآداب كل عام، وتحديداً في فضاء الصحراء النقي، وثانياً: فعاليات مهرجان «قلب شاعري» السنوي العالمي الذي يقام في دبي، وفي هذه الدورة أقيم المهرجان افتراضياً، غير أن المهم هنا هو حضور الشعر وتعدّديته الإبداعية الأممية، سواء افتراضياً أو واقعياً، والمهم أيضاً أن شعراء مهرجان طيران الإمارات ليسوا بعيدين عن الشعريات اللونية والسمعية والذوقية في«إكسبو 2020 دبي».

هذه حالة ثقافية إبداعية بامتياز في دبي، وفي الإمارات بشكل عام، وحيث تقام التظاهرات المهرجانية الدولية يكون الشعر. وحيث تحتفي الثقافة بقيمها وبالإنسان وبالحياة، يكون الشعر، وحيث يلتقي الإنسان بأخيه وصديقه الإنسان، يكون الشعر، هنا في الإمارات ذات البيئات الشعرية الثلاث أصلاً: البحر والصحراء والجبل.

«إكسبو 2020 دبي»، وأي معانقات ومصافحات عالمية أساسها الفنون والثقافات، يأتي الشعر ليكون عصباً وعموداً فقرياً لهذه الأفراح الملونة بأطياف العالم الإنسانية.

«إكسبو 2020 دبي»، لحظة فرح بجهات أربع، الشعر في أي ملتقى هو أيضاً لحظة فرح إماراتية. التسامح لحظة فرح، الصداقة لحظة فرح.. لحظات تتكثف وتتلاقى لتصبح غيمة مطر يطهّر الإنسان، ويعيده إلى حقيقته الجمالية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"