السيف والقلم في «كورونا»

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

هل تستحق تجربة الفيروس التاجي أن تعاش؟ سؤال لا شك يجعل أكثر الناس، يخلع نعليه، ويطلق ساقيه للريح. لكن رويدك، فما كل مكان في الدنى يستأسد فيه الداء، فلا تجد فيه على البلوى نصيراً. أوَ لم يقل أبو الطيب «وبضدها تتبين الأشياء»؟ يقيناً ستقول إن شاغل العصر والناس اليوم، كورونا، لا شاعرنا.
في دبي، المسائل مختلفة. منذ إحساسك بأن الضيف الثقيل حلّ ببدنك، لا تشعر بأنك في حلبة الصراع وحدك. يعلمك اختبار فحص عيّنة الأنف بأن النتيجة إيجابية، فتدرك أن ميداناً في مستوى الطب، من حيث الأهمية العلمية، لا يخلو من دعابة اللعب بالكلمات، فهذه الإيجابية هي أشد السلبيات سلبية. 
الإشارة الأولى تتلقاها من آلام عظامك ومفاصلك وتداعي قواك، إرهاق وإنهاك، ومع جوقة الإزعاج، تلك الزائرة التي فرش لها المتنبي المطارف والحشايا فآثرت عظامه، و«كأنّ بها حياء، فليس تزور إلاّ في الظلام». لكن منذ لحظة وصول الرسالة الإلكترونية الإيجابية، تتواتر المكالمات الهاتفية من دائرة الصحة: لا تخف، فنحن معك. يُنزلون على قلبك السكينة، فتسمع صوتاً هاتفاً باستمرار، وبالرقمي عبر البريد الإلكتروني، أو من خلال تطبيق برمجية الدائرة.
هل تعددت الأعراض؟ لا خوف عليك ولا أنت تحزن، زر «مركز الخوانيج الصحي» بدبي، سيغمرونك بالفحوص الشاملة والاختبارات، ويصفون لك الأدوية الناجعة الضرورية. عناية بلا حدود، كأنهم لم يكونوا ينتظرون غيرك. لا يخطر ببالك أن الممرضة التي تجري أموراً عادية مثل الوزن والطول وتقيس ضغط الدم، وهي تحاورك وتسألك عن أشياء كثيرة، إنما هي تسجل كل ذلك في ملفك الخاص ضمن قاعدة البيانات، بينما الطبيب في غرفته البعيدة يتابع كل تلك التفاصيل، وقد فحص الأشعة السينية وأحاط بكل جزئيات حالتك، وحدد الوصفة اللازمة. ثم جاء ليخبرك بما توصّل إليه في شأن وضعك، ويطمئنك إلى أن المركز يعمل 24/24 بكامل الاستعداد لاستقبالك في أي وقت.
في دبي تظل تجارب الحياة فيها ينقصها شيء إذا لم يعرف المرء قيمة نعمة العناية الصحية في الإمارة ودولة الإمارات. ليس الخبر كالعيان، ولا تجربة السليم «كالعيّان».
لزوم ما يلزم: النتيجة الشعرية: المفاجأة الأدبية في مركز الخوانيج الصحي، كانت أن الطبيب المصري الدكتور خالد فهمي، جدّه لأمه هو رائد نهضة الشعر العربي الحديث، شاعر السيف والقلم محمود سامي البارودي. أمجاد شعر ولغة في شاعر.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"