عادي
صناع الدراما أكدوا وجود مشاكل حقيقية

تأخر تصوير مسلسلات رمضان.. مشهد متكرر

22:39 مساء
قراءة 5 دقائق
1

القاهرة: محمد فتحي

أصبح تأخر تصوير مسلسلات رمضان كل عام مشكلة مزمنة؛ حيث يبدأ القائمون على المسلسلات التصوير قبل موسم رمضان بحوالي 3 أشهر فقط، ما يجعلها تشهد الكثير من المشاكل، أو اللجوء إلى تصوير المسلسلات حتى نهاية رمضان، وينتج عن ذلك تسرع في التصوير أو عدم خروج بعض الأعمال بشكل جيد، وهناك أعمال لا يستطيع القائمون عليها الانتهاء منها، ولذلك يعلنون انسحابها من الموسم، إضافة إلى ظروف فيروس «كورونا»، فأحياناً تحدث إصابات بين فريق عمل المسلسل، ما يهدده بعدم استكماله، وتصبح مسلسلات رمضان في معاناة مع النهايات، حتى أجمع عدد من صناع الدراما على وجود مشاكل حقيقية تتسبب بتأخير التصوير.

بدأت مشكلة تأخر التصوير تظهر هذا العام، بإعلان الشركة المنتجة لمسلسل «لام شمسية» خروج العمل من سباق دراما رمضان 2022، مؤكدة أنها تحرص على أن تقدم للمشاهد الأفضل من حيث القيمة الفنية، وبراعة ودقة التنفيذ، وتضع في اعتبارها أي متغيرات قد تؤثر في جودة العمل الذي تقدمة للمشاهدين، لكن نظراً لتعرض عدد من أسرة المسلسل لإصابات متتالية بفيروس «كورونا»، ما أدى إلى تكرار تأجيل بداية التصوير لأكثر من مرة، ولذلك قررت الشركة تأجيل بداية تصوير المسلسل لشهر يونيو المقبل، على أن يكون العرض في الموسم الرمضاني بعد المقبل.

كما تعرّض مسلسل «المداح 2» لخلافات وأزمات متعلقة بالشركة المنتجة، ما يرجح خروجه أيضاً من السباق الرمضاني المقبل، في الوقت نفسه أصبح مسلسل «أحلام سعيدة» مهدداً بالخروج من الموسم الرمضاني، بعد تكرار إصابة بطلة العمل يسرا بفيروس كورونا للمرة الثانية، الأمر نفسه مع مسلسل «الكبير6» بعد إصابة أحمد مكي بفيروس كورونا أيضاً، وتوقف تصوير العمل، وتأجيل تصوير مسلسل «بطلوع الروح» بسبب إصابة بطلة العمل منة شلبي بالفيروس أيضاً.

في العام الماضي، كانت المشكلة ظاهرة ومؤثرة؛ حيث سُحب مسلسل «عالم موازي» قبل رمضان، بسبب إصابة أبطال العمل دنيا سمير غانم والراحلة دلال عبدالعزيز بفيروس كورونا، ليتم استكمال التصوير وعرضه هذا العام.

وحدث العديد من المشاكل في مسلسلات أخرى، ولم يتم حلها نظراً لضيق الوقت، والاضطرار للتصوير في رمضان مع عرض الحلقات، ومنها أزمة أحمد صلاح السعدني وزينة في مسلسل «كله بالحب»، وانسحاب السعدني من المسلسل، بجانب أزمة ريهام حجاج وآيتن عامر في مسلسل «وكل ما نفترق» وإعلان آيتن انسحابها أيضاً، ووصلت المشاكل في هذا العمل إلى حد انسحاب مخرجه كريم العدل، كل ذلك أثر في نسب مشاهدة العمل الذي لم يحقق أي نجاح.

خلال تصوير مسلسل «ملوك الجدعنة» أصيب الفنان يوسف شعبان بوعكة فسافر إلى القاهرة، وهناك تم الكشف عن إصابته بفيروس كورونا؛ حيث دخل المستشفى لأسابيع وتوفي على إثرها، ومن أبرز المشاكل التي حدثت في دراما رمضان الماضي سحب مسلسل «الملك» بطولة عمرو يوسف، الذي ألغي عرضه قبل أيام من رمضان، بسبب الانتقادات الكبيرة التي طالته بعد طرح الإعلان الدعائي، وتأكيد الكثيرين أن هناك تسرعاً في تقديم هذا العمل الذي تدور أحداثه حول الملك الفرعوني أحمس.

أزمة في الكتابة

يقول المخرج محمد فاضل: «التأخر في تصوير مسلسلات رمضان يأتي نتيجة أزمة في الكتابة؛ حيث يجد المنتجون والفنانون صعوبة في إيجاد نص درامي مميز يشاركون به في موسم رمضان، وعندما يتم الاستقرار على العمل الدرامي تبدأ ورشة العمل في كتابة العمل، فكل ذلك يأخذ وقتاً كبيراً، ويتم تسليم الحلقات متأخرة، ثم يبدأ السباق للحاق بالموسم، ونجد أن بعض صناع المسلسلات يستعينون بوحدة تصوير ثانية من أجل اللحاق بالعرض في رمضان، وخوفاً من توقف العمل، وهناك مسلسلات يتم تصويرها حتى نهاية شهر رمضان، كل ذلك يجعل هناك أخطاء في بعض الأعمال، لأن الجميع يحاول اللحاق بالعرض في رمضان، دون الالتفات إلى جودة العمل، وهناك أعمال يبدأ تصويرها ولا يتم استكمالها بسبب ضيق الوقت، علاوة على ذلك أزمة انتشار فيروس كورونا التي تسببت في تأجيل بعض المسلسلات بسبب إصابة عدد من أفراد فريق عملها».

وفي المواسم الرمضانية السابقة، كان التصوير يبدأ بعد تسليم 25 حلقة، وكان ذلك يحدث مبكراً، فيتم تصوير العمل بالكامل قبل العرض، وتكون هناك فرصة لصناعه لمشاهدته ومعالجة أي أخطاء، فيجب البدء في إعداد المسلسلات مبكراً حتى لا تكون هناك أزمة في تصويرها، وحتى لا يحدث تسرع في تسليم عمل ناقص، فنريد مشاهدة أعمال درامية ناجحة.

جلسات عمل للتفاهم

أما الكاتب الكبير يسري الجندي فيقول: «يجب أن يكون هناك وقت كاف لإعداد العمل الدرامي، وإتاحة مساحة لتصويره بتركيز، حتى تتم معالجة أي مشكلات أو خلافات داخل فريق عمل المسلسل، في البداية يكون هناك جلسات عمل تحضيرية للتفاهم في كل ما يخص العمل الدرامي، حتى يكون هناك اتفاق على كل التفاصيل قبل بدء التصوير، لنرى أعمالاً محكمة الصنع على درجة عالية من الجودة، وهذا لن يحدث إذا كان هناك تعجل في التصوير حتى يتم اللحاق بالعرض، فتدارك المشاكل في البداية في غاية الأهمية، فليس من الطبيعي أن يشكو ممثل من تقليل مشاهده أثناء التصوير ويفاجئ بذلك، لكن يتم الاتفاق على كل شيء من البداية، ثم يبدأ التصوير، ويكون هناك تركيز في المونتاج وبقية عملية التصوير حتى يخرج لنا منتج كامل بدون أي مشاكل».

أزمة كورونا

يقول السيناريست أيمن سلامة: «من الضروري البدء مبكراً في تصوير أي عمل درامي، خصوصاً في ظل أزمة فيروس كورونا، فعندما كنا نصور مسلسل «لما كنا صغيرين» مع بداية انتشار الفيروس، كانت هناك أزمة في التصوير، وواجهنا ظروفاً صعبة جداً في كل الأعمال الدرامية، وهناك أعمال تم وقف تصويرها حتى منتصف شهر رمضان، وكنت أكتب الحلقات حتى أوائل شهر رمضان، واضطررت لإجراء تعديلات على السيناريو، لأنه كانت هناك مشاهد مخطط تصويرها ليلاً على الرغم من حظر التجول، بجانب أزمة مشاهد المجاميع التي تم تأجيلها، وهناك أعمال تتسبب بأزمات أخرى في وقف تصويرها، فكل ذلك يمكن أن نتفاداه إذا قمنا بالتصوير مبكراً، لكن أحياناً تحدث ظروف خارجة عن الإرادة، ومنها فيروس كورونا».

أزمات مفاجئة

أما الناقدة ماجدة موريس فتقول: «من المفترض أن يتم تجهيز وتصوير مسلسلات رمضان مبكراً، وخصوصاً في التوقيت الحالي؛ حيث إن جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية صعبت تصوير أغلب الأعمال الدرامية، وخصوصاً الأعمال التي تحتاج إلى التصوير بالخارج، وبشكل عام الأعمال تتأثر سلباً بسبب تأخير صناعها في بدء تصوير المسلسل قبل رمضان، وهناك أعمال تواجه فجأة أزمات مادية وإنتاجية أو مشاكل بين الممثلين مثلما حدث العام الماضي».

وأضافت: «في الواقع هناك بالفعل مشكلة في الكتابة تؤخر تصوير المسلسلات، بجانب رغبة البعض في الظهور في دراما رمضان بدون تقديم شيء جيد، وأحياناً يبدأ تصوير العمل بدون اكتمال كتابته، فنجد عملاً غير مكتمل، فالمحتوى يتم إعداده وكتابته بشكل متسرع حتى يمكن اللحاق بالعرض، فلا يمكن تصوير مسلسل دون كتابة جميع حلقاته وقراءتها من جميع الممثلين قبل بدء التصوير». مستدركة: «لكن حالياً يتم اختيار نجم العمل في البداية، ويغير هو ما يريد في سيناريو المسلسل الذي يقدمه، وهذه أزمة حقيقية ولو استمرت هكذا الأمور ستدمر صناعة الدراما، ما ينشأ عن ذلك مشاكل، وتأخير تصوير العمل، عكس بعض المسلسلات التي تأخذ وقتها في الإعداد والتصوير، ما يجعلنا نشاهد عملاً متكاملاً، مثلما شاهدنا مسلسل «الاختيار» فقد كانت هناك روعة في أداء فريق العمل في كل عناصره سواء كانت كتابة أو إخراجاً أو تمثيلاً أو تصويراً، فالبدء مبكراً في تصوير العمل يؤدي إلى وجود عمل جيد متكامل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"