عادي
قراءات

لماذا يكره بائعو الكتب «أمازون؟»

22:01 مساء
قراءة 3 دقائق
1901

القاهرة: «الخليج»

ينطلق خورخي كاريون في كتابه «ضد أمازون» من السؤال: لماذا يكره بائعو الكتب أمازون؟ مؤكداً أن أمازون أصبحت الوحش الذي يبتلع كل ما يقف أمامه، لم تترك شيئاً إلا وتاجرت به، من أصغر المنتجات التي لا يمكن تخيل أنها تبيعها، حتى أكبر الأشياء التي من الممكن بيعها عن طريق الإنترنت، وبالطبع لم تسلم الكتب منها.

هذا ما يتناوله خورخي كاريون في الكتاب الصادرة ترجمته العربية عن دار العربي للنشر والتوزيع، حيث انطلق في رحلة مر بها على أشهر المكتبات العالمية ذات الأهمية التاريخية، وأجرى المقابلات مع أصحابها الذين تهددهم أمازون بإيقاف أعمالهم، وإغلاق مكتباتهم تماماً، فهي توصل إلى كل مكان، ولا حاجة للمشتري في أن يتحرك من مكانه.

«ضد أمازون» الذي ترجمه إلى العربية شرقاوي حافظ عن تاريخ الكتب، وهو أيضاً سيرة ذاتية، وكتاب رحلات، وخطاب رومانسي، ومحاولة لمقاومة ضغوط الرأسمالية التي لم تترك شيئاً من العالم القديم الأصلي على حاله.

يقول ألبرتو مانجويل: «أنا لا أشتري من أمازون»، ويوضح مؤلف الكتاب أنه على الرغم من أن متجر بيع الكتب الإلكترونية «جوجل بوكس» وغيره من منافذ البيع الكبيرة، قد أثرت في الطرق الجديدة التي نتعامل بها مع النصوص، فإن شركة الخدمات اللوجستية متعددة الجنسيات التي يرأسها جيف بيزوس، أصبحت الأكثر شهرة وخطورة؛ إذ إنها الشركة التي غيرت على نحو عنيف بل غالباً دمرت العلاقة بين القارئ والكتاب.

ويحدد المؤلف ستة أسباب تجعله ضد أمازون، والسبب الأول «لأنني لا أريد أن أكون شريكاً في المصادرة الرمزية»، فأمازون ليست مكتبة؛ بل «هايبر ماركت»، حيث تجد في منافذه الكتب بجوار المقرمشات والألعاب، فمن وجهة نظرها لا فرق بين المؤسسات الثقافية ومحال بيع الأطعمة والسلع الأخرى، حتى عندما قدمت أمازون «كيندل» القارئ الإلكتروني في 2007 نجحت في تقليد شكل الصفحة المطبوعة ودرجة الحبر، لكنها لم تتمكن من تقديم ملمس ورائحة الورق.

السبب الثاني: «لقد تخلصت أمازون من العامل البشري تدريجياً».

والسبب الثالث «لأنني أرفض النفاق» كان دفاع أمازون الدائم هو أنها ضد الرقابة، وهذا ما جعلها تستمر في العمل، على الرغم من صرخة الاحتجاج ضد بيع عدة كتب، لكنها اضطرت لسحبها، تدافع أمازون عن حق إتاحتها لعملائها الفرصة للحصول على الكتب دون رقابة، ومع ذلك فإن الحقيقة هي أنها تطبق الرقابة، أو تمنح المميزات لكتب عن كتب، فيما يخدم مصلحتها.

والسبب الرابع: «لأنني لا أريد أن أكون شريكاً في إمبراطورية جديدة» لا يوجد بائع كتب في أمازون، فقد أبعد أي اقتراح لاستخدام أي تدخل آدمي، لأنه غير فعال، ولأنه يعرقل السرعة وهي القيمة الأساسية التي تقوم عليها الشركة، إن الاقتراحات التي تقدمها أمازون للمشتري على موقعها ما هي إلا لوجاريتمات معقدة غير معتمدة على العنصر البشري، وهو ما يضمن أعلى مستوى من السرعة والسهولة.

السبب الخامس: «لأنني لا أريدهم أن يتجسسوا عليّ أثناء قراءتي»، فمنذ أن تكاثرت المعلومات وتراكمت، حتى أصبحت وحشاً له أذرع، أو سحابة أو عاصفة أو كائناً ما، فنحن نتحول إلى بيانات، إننا نتركها خلفنا في آلاف من العمليات اليومية التي تتقصى بصماتنا على الإنترنت، ثم تستشعرها هواتفنا المحمولة وتبثها، إننا دائماً ما نكتب سيرتنا الذاتية في كل فعل نقوم به، أو في كل ضغطة على لوحة المفاتيح.

السبب السادس: «لأنني لست ساذجاً»، وكما يقول المؤلف: «إنني أبحث باستمرار عن المعلومات على «جوجل» وأعطي دائماً معلوماتي التي تظهر بطريقة أو بأخرى على «فيسبوك» أيضاً، أعلم أنهم الثلاثي الرائد في العولمة، وأعلم أنها سنة الحياة الآن، لكنني أؤمن بأنه عليّ أن أقاوم ولو قليلاً، بالمحافظة على طقوس معينة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"