عادي

تعرف إلى كتاب يصيب القراء بالجنون

17:44 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»

يعود اهتمام المؤرخين بالمخطوطات إلى أهميتها القصوى للبحث في التاريخ الحضاري والبشري.

وبعض المخطوطات، على ما فيها من غرابة وأنت تتفحص لغاتها أو رموزها أو رسوماتها التوضيحية، تغمرك بالدهشة، وتطرح عليك أسئلة لا متناهية حول مضامينها والغاية من كتابتها، والظروف التي استدعت مؤلفيها لإنجازها.. وهنا، غرابة من نوع مختلف تفتح فضاء السؤال على الباحث ليستقصي ويحاول فك الألغاز والمبهمات، حتى وإن لم تسعفه مكانته الأدبية أو الفكرية في ذلك، هو يحاول بقدر ما يغمره السؤال، وتدفعه روح التحليل لكي يعرف ولو القليل عن هذه المخطوطات.

بين يدينا مؤلف بعنوان «كتاب سويجا» وهو بالفعل كتاب غريب، فهو يشتمل على عدة مخطوطات تعود إلى القرن السادس عشر، وتحتوي على نحو 200 صفحة تتشكل من مجموعة من الرموز والشفرات الخاصة، وقد تمت كتابته باللغة اللاتينية، وهو يحتوي على مجموعة جداول تشتمل على أكثر من 40 ألف حرف، وكل حرف يرمز لشيء من عالم السحر الأسود.

وحين تذكر هذه «المخطوطة –الكتاب» التي يطلق عليها البعض أيضاً كتاب «داريا» يذكر اسم عالم الرياضيات جون دي، الذي كان إلى جانب تخصصه العلمي عارفاً بالتعاويذ وطرق كشف السحر الأسود، فقد اكتشف أن هذا الكتاب ليس له علاقة بالرياضيات لا من قريب ولا من بعيد، حيث استغرق وقتاً طويلاً في تحليله، ووصل إلى قناعة مؤكدة، أنه في المقام الأول، كتاب في السحر.

أجرى جون دي في 10 مارس / آذار 1552، نقاشاً مع أحد الكهنة، حول هذه الطلاسم، لكنه لم يتمكن من فك ألغازها، كما حاول ترجمة بعض التعويذات التي يشتمل عليها الكتاب، ويصل إلى المعاني التي تحملها.

عمل جون دي على نسخة الكتاب المحفوظة في المكتبة البريطانية ويقال إنه أرفق الكتاب بجداول من دون عناوين تظهر على مدار 36 صفحة، وهي عبارة عن رموز لم يتمكن جون دي من فك طلاسمها من الكتاب الأصلي، وهناك أجزاء معنونة هي عبارة عن تعليمات السحر والتعويذات، ومعلومات أخرى عن علم التنجيم والقمر والأبراج.

وبحسب مصادر عدة، فإن الكتاب قد أصاب العديد من المتخصصين بالجنون، وأكثر من ذلك، فقد أطلق عليه البعض كتاب الموت، أو الكتاب الذي يقتل صاحبه باستمرار، والطريف أن لا أحد قد استطاع تحديد الهدف من تأليفه، ولا حتى معرفة من كتبه، ولمن.

ورغم التحذيرات المتتالية من عدم قراءة هذا الكتاب، إلا أنه نجح في تحقيق مبيعات عالية، وظل على الدوام كتاباً جاذباً يثير فضول القراء إلى اليوم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"