شوكة.. منطقة سكنية بدرجة سياحية

تحقيق: حصة سيف
استقطبت منطقة شوكة الجبلية، التي تبعد أكثر من 80 كليومتراً عن مركز المدينة في رأس الخيمة، العديد من السياح ومحبي المشي الجبلي وعشاق التخييم في الطبيعة الجبلية، وأصبحت من الأماكن التي يفضلها الكثير لرحلات «الكشتات» خاصة بعد سقوط المطر.

أكد أهالي منطقة شوكة الجبلية ل «الخليج» أن الخدمات وصلت للمنطقة خلال الخمسين عاماً الماضية، بدءاً من العقد الأول لبداية الاتحاد إلى وقتنا الحالي، وعدّد أهاليها المجمعات السكنية التي وفرتها الحكومة على مدى الخمسين عاماً الماضية، وأبرز احتياجاتهم للفترة القادمة، والتي تتمثل بصيانة الشارع الرئيسي المؤدي إلى شوكة، وإنشاء وصيانة الشوارع الداخلية للمنطقة، ودعم حديقة شوكة بالعديد من الخدمات، واستحداث خدمات ترفيهية تخدم الأهالي وتستغل طبيعة المنطقة.

قال سعيد مصبح هاشل القايدي، معرف منطقة شوكة، 71 عاماً، إن الإنجازات في المنطقة تتوالى على مدى السنوات الخمسين الماضية، وبدأت تباشير الخير في شعبية راشد بن سعيد التي تضمنت 15 منزلاً سكنياً، بنيت سنة 1976، والشعبية التي تلتها بنيت سنة 1986 فيها 20 بيتاً، وشعبية خليفة بن زايد فيها 17 بيتاً بنيت سنة 1996، وآخر شعبية بنيت شعبية الشيخ خليفة بن زايد سكنت سنة 2016 فيها 20 بيتاً، وأكثر من 50 بيتاً من برنامج الشيخ زايد للإسكان، وعدد المواطنين تقريباً في شوكة حوالي 800 نسمة.

وأضاف «تتضمن الإنجازات التي شهدتها المنطقة خلال العقد الماضي، افتتاح مركز شوكة الصحي في مبناه الجديد سنة 2015 كما تم افتتاح حديقة شوكة في السنة نفسها، ولكن ما زالت تفتقر لمرافق وخدمات وبنية أساسية، ونحتاج إلى مظلات وملاعب وتوظيف من أهل المنطقة للإشراف والمتابعة على الحديقة، كالمعمول به في حديقة خضيرة التابعة للشارقة».

وأوضح أن توابع منطقة شوكة، تتضمن وادي المصيلي ومنطقة أبو قرد، ومنطقة الحناة، ومنطقة قرون الحمر، ومنطقة حزيم السلم، وأغلب احتياجات المنطقة تتمثل في دعم البنية التحتية؛ إذ نحتاج إلى صيانة الشوارع وكذلك رصف شارع لشعبية خليفة الجديدة، وإنارة للشوارع، وصيانة للمساجد، والتعامل مع تجمع مياه الأمطار القريبة من المنازل، وذلك بعمل خزانات أرضية للاستفادة من المياه، أو بحيرات صناعية في الأماكن المناسبة لها، تخدم المزارع وتصبح كذلك كاستراحات ووجهات سياحية.

وقال معرف منطقة شوكة: نحتاج إلى إقامة سدود وبحيرات في كل من الأودية والشعاب، مثل وادي المعيمد، ووادي الليات، ووادي أبو القرد، ووادي الثريمدة. كما نحتاج إلى مجمعات سكنية جديدة في المنطقة، فأغلب الشباب المتزوجين يزاحمون أهاليهم، هم وأبناؤهم في المنزل الواحد.

وأكد أن المدارس المتواجدة في شوكة تتمثل في مدرسة وحيدة مخصصة للأولاد من الروضة إلى الثانوية العامة، وتم إغلاق مدرسة البراق المخصصة للبنات منذ خمس سنوات، بالرغم من أن مبناها جيد ومناسب للطالبات، وفيه صالة رياضية وملعب عشبي، ويمكن إقامة ملاعب في الساحة الخلفية للمدرسة، ونطالب بإعادة افتتاحها. وتوجد قسيمتان مخصصتان لبناء روضة ومدرسة عليها، لكن لم يتم البدء ببنائها بعد.

وأضاف: «توجد مدارس البنات في منطقة كدرة على بُعد 20 كيلو، وفي أغلب الأوقات في الشتاء عند سقوط المطر لا تستطيع الحافلات المرور وينقطع الطريق، وأكثر من يعاني هم الطلبة وأولياء أمورهم.

كما نحتاج إلى إعطاء الصلاحية لإدارة مكتب البلدية والموظفين فيه لإنجاز معاملات الأهالي؛ حيث لا يمكننا إنجاز المعاملات دون الذهاب إلى مكتب البلدية في وادي اصفني، وكذلك لا يمكننا إنجاز المعاملة بشكل تام بدون الذهاب لمدينة رأس الخيمة في المبنى الرئيسي».

شيخة سالم حمود، ولية أمر، وأم لسبعة أبناء، أكدت أن منطقة شوكة الجبلية تمتاز بكثير من المميزات الطبيعية التي حباها الله عز وجل للمنطقة، لا سيما الجبال والوديان، كما أن الإنجازات في المنطقة تتوالى على مر السنوات، فقد أنشأت الحكومة أربع شعبيات سكنية على مدار أربعة عقود، كانت أولاها سنة 1967 تلتها شعبية ثانية عام 1986، وثالثة عام 1996 ومن ثم آخر الشعبيات بنيت سنة 2016، بالإضافة لمنازل الإسكان الفردية المنتشرة على مختلف بقاع المنطقة، وما زالت تحتاج لمجمعات سكنية، بالإضافة إلى صيانة الشوارع الداخلية والشارع الرئيسي.

وأوضحت شيخة أن أهالي المنطقة بحاجة ماسة لمكتب لتخليص معاملاتهم، والمكتب المخصص لذلك في اصفني القريبة منا لا توجد صلاحيات لمسؤول المكتب والموظفين فيه، ولا يستطيع المراجع إنهاء المعاملة، فنحتاج لأن يعطى المسؤول الصلاحيات الكافية لإتمام المعاملات.

وقالت مريم سالم هاشل القايدي، بالسبعينات من عمرها، وأم ل 11 من الأبناء، سبع بنات وأربعة أولاد، في شوكة نعيش بأمان وراحة والحمد لله، لكن تنقصنا بعض الخدمات، مثل تطوير حديقة الحي ودعمها بمزيد من الألعاب وزراعة العشب فيها، وكذلك صيانة الشوارع الداخلية، ونحتاج نحن النساء إلى رخص للمنتجات اليدوية التي نتقنها، سواء كانت منتجات ألبان ورخصاً لمنتجات غذائية أو أعمالاً يدوية كمنتجات الخوص والقطن، وتوفير أماكن مخصصة لبيع تلك المنتجات، ودعم المنطقة بمطاعم ومقاهٍ حديثة تتناسب مع متطلبات الأهالي، وكذلك السياح، لا سيما والمنطقة بوديانها وجبالها أصبحت منطقة سياحية من الطراز الأول بطبيعتها الفريدة؛ إذ تجتمع الوديان مع الجبال والسهول، وتكتسي الجبال ببساط أخضر جميل بعد سقوط الأمطار.

أبو أحمد، 46 عاماً، من أهالي شوكة، قال تحتاج المنطقة لبنية تحتية، وأهمها الشارع المؤدي إلى شوكة، ابتداء من شارع خليفة بن زايد، والشوارع الداخلية تحتاج إلى صيانة، خاصة بعد أن تحولت المنطقة إلى منطقة سياحية، وجذبت العديد من السياح؛ لطبيعة المنطقة، وخاصة في استراحة سد شوكة.

وأضاف تحتاج المنطقة لتطوير استراحة سد شوكة، وتزويدها بالعديد من الخدمات، أهمها المطاعم ومواقف المركبات. موضحاً أن منطقة شوكة الجبلية لا تقل أهمية عن المناطق السياحية الأخرى، بما فيها من مقومات جاذبة من مناطق الوديان الواسعة، واخضرارها بعد سقوط الأمطار، وارتفاعاتها المنخفضة نسبياً.

خلفان بن عايش، من أهالي شوكة، أوضح أن المنطقة شهدت إنجاز الكثير من الاستراحات والسدود؛ إذ أنشئت سبع استراحات في وادي الليات، مجهزة بالمرافق العامة، وكذلك يوجد ثلاثة سدود رئيسية، وهي سد شوكة وسد وادي المصيلي وسد وادي براق، وتحتاج لسد رئيسي آخر على وادي الليات، وهو أكثر الوديان استقطاباً للسياح بعد سد شوكة، يمتد مساره إلى 15 كيلو وأكثر.

وأضاف ابن عايش، حين سألنا الجهات المختصة عن الشوارع، أكدوا لنا أن الشارع الممتد من منطقة كدرة إلى شوكة وضع من ضمن المخططات التي سيبدأ العمل بها مستقبلاً.

بدء تطوير طريق شوكة من العام 2023

أكد المهندس أحمد الحمادي، مدير عام دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، أن طريق شوكة ضمن الخطة التطويرية المستقبلية التي ستنفذها مؤسسة الأشغال في المناطق الشمالية والجنوبية من رأس الخيمة، لذلك لا توجد خطط آنية لصيانته، والمؤسسة تخطط للبدء فيه على مراحل بدءاً من العام المقبل 2023.

وتتضمن الخطة تطوير الطريق الحالي من طريق منفرد إلى طريق مزدوج بمسربين، بما في ذلك إعادة تأهيل الرصيف وتوسيع وإعادة تخطيط الطريق. ونظراً لكبر حجم المشروع ومن أجل تخفيف أثره على السكان وحركة الطريق، قُسم المشروع إلى عدة أقسام يتم تنفيذها مرحلياً.