عادي

محادثات الفرصة الأخيرة بين ماكرون وبوتين في ظل تفاقم أزمة أوكرانيا

16:57 مساء
قراءة 3 دقائق
ماكرون وبوتين

كييف - أ ف ب

أجرى الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية بدأت عند الساعة 10.00 ت ج في محاولة لتجنب حرب كبرى في أوروبا، فيما يخشى الغرب أكثر من أي وقت مضى غزواً روسياً لأوكرانيا، على ما أعلن قصر الإليزيه الأحد.

وقالت الرئاسة الفرنسية: «بدأ الاجتماع مع الرئيس بوتين كما هو مخطط عند الساعة 11 صباحاً (بتوقيت باريس)»؛ وذلك بعد أسبوعين من اجتماع الزعيمين في الكرملين.

وفي اليوم السابق، تحدث ماكرون إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي «عهد إليه إبلاغ فلاديمير بوتين عن استعداد أوكرانيا للحوار».

ويشارك الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد في اجتماع نادر لمجلس الأمن القومي مخصص للبحث في الأزمة الأوكرانية، قبل أيام قليلة من محادثات بين وزير خارجيته أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرجي لافروف الخميس 24 شباط/ فبراير.

وتتهم كييف والولايات المتحدة، روسيا بنشر 150 ألف جندي على حدود أوكرانيا، مع تكرار واشنطن أن موسكو قد تشن هجوماً «في أي وقت» على أوكرانيا الموالية للغرب؛ إذ إنها تبحث عن سبب للحرب.

من جانبه، أكّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد أن روسيا تستعد «لما يمكن أن تكون أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945».

وتابع أنه بحسب «المعلومات الاستخباراتية التي لدينا» فإن الغزو الروسي لن يتم فقط من الشرق؛ بل أيضاً من الشمال، من بيلاروسيا، بهدف «تطويق كييف»، العاصمة الأوكرانية، «كما أوضح (الرئيس الأمريكي) جو بايدن لعدد منا» وفق جونسون.

وصرّح أن لندن وواشنطن ستمنعان الشركات الروسية من «التعامل بالجنيه (الإسترليني) والدولار» في حال غزت روسيا أوكرانيا.

كما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ السبت: إن «كل الدلائل تشير إلى أن روسيا تخطط لشن هجوم كامل».

اجتماع أزمة في واشنطن

وتأتي المكالمة الهاتفية بين ماكرون وبوتين فيما تتزايد المواجهات المسلحة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا في الأيام الأخيرة، بينما أبلغ مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن أكثر من 1500 انتهاك لوقف إطلاق النار بين الخميس والجمعة، وهو رقم قياسي هذا العام.

وكان يفترض أن تنهي القوات الروسية والبيلاروسية مناورات عسكرية مشتركة بدأت في 10 شباط/ فبراير في بيلاروسيا، البلد المجاور لأوكرانيا، الأحد، إلا أن مينسك أعلنت أنها ستستمر بسبب التوترات المتزايدة في أوكرانيا.

وأجرى الجيش الروسي السبت تحت إشراف فلاديمير بوتين، تجارب على صواريخ قادرة على حمل شحنات نووية.

من جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأحد: إن الحلفاء الغربيين لا يمكنهم الاستمرار في «تقديم غصن زيتون» لروسيا بينما تستمر موسكو في تصعيد التوتر على طول الحدود الأوكرانية.

وأضاف ميشال خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: «يبقى السؤال الكبير: هل يريد الكرملين الحوار؟ لا يمكننا أن نقدم غصن زيتون إلى الأبد فيما تقوم روسيا بتجارب صاروخية وتواصل حشد القوات» على حدود أوكرانيا.

وينفي الكرملين أي نية في مهاجمة أوكرانيا التي يسعى إلى إعادتها إلى دائرة نفوذه.

وتطالب موسكو ب«ضمانات أمنية» كشرط لخفض التصعيد، أبرزها انسحاب الحلف الأطلسي من أوروبا الشرقية، وعدم توسيع الحلف، لا سيما لضم أوكرانيا، وهي مطالب اعتبرها الغربيون «غير مقبولة».

المعارك على الجبهة الشرقية.

ميدانياً، ازدادت حدة المعارك على الجبهة في شرق أوكرانيا، ويتبادل الانفصاليون المدعومون من موسكو، وكييف، الاتهامات بتصعيد النزاع الذي أوقع أكثر من 14 ألف قتيل منذ 2014.

وأعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا الذين يتهمون كييف بالتخطيط لمهاجمتهم، «تعبئة عامة» السبت لجميع الرجال القادرين على القتال بعدما أمروا بإجلاء المدنيين إلى روسيا المجاورة التي أكدت الأحد استقبال 40 ألفاً منهم.

وأفادت وكالات الأنباء الروسية ليل السبت/الأحد عن وقوع إطلاق نار بالمدفعية في ضواحي دونيتسك على مقربة من خط الجبهة.

وأكدت ميليشيات «جمهورية» لوغانسك الانفصالية أنها صدت فجر الأحد هجوماً شنه جنود أوكرانيون قُتل خلاله مدنيان بحسب هذا المصدر، وهو إعلان وصفته كييف بأنه «تضليل مطلق».

وكتب رئيس هيئة الأركان الأوكراني فاليري زالويني في بيان على فيسبوك مساء السبت: «نؤكد أن أوكرانيا لا تخطط لهجوم على دونباس»، متّهماً موسكو ب«قتل مدنيين» كذريعة للتدخل تحت غطاء «قوات حفظ سلام».

وتحذر واشنطن باستمرار منذ نحو ثلاثة أشهر من الاستعدادات الروسية لشن هجوم على أوكرانيا.

وأعلن بايدن لأول مرة الجمعة أنه «واثق» بأن بوتين اتخذ قراراً باجتياح أوكرانيا «في الأيام المقبلة»، وأن تزايد الاشتباكات على خط الجبهة في شرق البلاد، يهدف إلى «اختلاق ذريعة» لشن الهجوم.

وحض الرئيس الأوكراني في مداخلته أمام المؤتمر السبت الغربيين على وقف سياسة «المهادنة» التي يتبعونها حيال موسكو وزيادة مساعدتهم العسكرية لبلاده التي تشكل «درع أوروبا» في وجه روسيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"