عادي
كشف نتائج مشروع المسح الأثري في جزيرة السينية

مكتشفات أثرية تزيد عمر أم القيوين 500 عام

23:31 مساء
قراءة 3 دقائق

شهد الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا، رئيس دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، أمس، الكشف عن نتائج أعمال مشروع المسح الأثري بجزيرة السينية، وذلك خلال مؤتمر صحفي تناول أبرز نتائج البحث الأثري للإمارة التي يعود تاريخها إلى ما لا يقل عن 700 عام، وكشف استيطان الأهالي ثلاث مدن رئيسية منذ القرن الثالث عشر.

كان فريق من المؤسسات الرائدة كجامعة الإمارات ومعهد دراسة العالم القديم بجامعة نيويورك، وبمشاركة البعثة الإيطالية ودعم من وزارة الثقافة والشباب، تشكل لضمان توافق أعمال المسح والبحث الأثري والتاريخي مع أفضل الممارسات الدولية مما يعكس الأهمية الثقافية لآثار جزيرة السينية.

وثمن الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا جهود المؤسسات المشاركة ودعم الوزارة لإنجاز أعمال المسح الأثري بالجزيرة، مشيراً إلى أن هذه النتائج الأثرية تمثل نقلة نوعية وقيمة أثرية وتاريخية تضاف لكل البحوث الموجودة في الدولة وتعزز مكانة أم القيوين كمرجع تاريخي مهم لما تمتلكه من دلالات ومكنون أثري عريق.

وأوضح أن قبيلة المعلا ظهرت لأول مرة في منطقة أم القيوين الحالية منذ حوالي 250 عاماً، لكن هذه الاكتشافات الجديدة في الجزيرة تضيف 500 عام أخرى إلى تاريخ الإمارة.

الصورة
1

وأعلنت الدائرة خلال المؤتمر عن أحدث الدلائل والحقائق الأثرية التي كشفت التسلسل الزمني لفترة الاستيطان لأهالي إمارة أم القيوين منذ حوالي القرن الثالث عشر حتى القرن العشرين في ثلاث مدن رئيسية. و كانت المدينتان الأولى والثانية مستوطنتين بجزيرة السينية والمدينة الثالثة هي منطقة أم القيوين القديمة.

وأشارت نتائج المسح عن المدينة الأولى إلى أنها مستوطنة بجزيرة السينية تاريخها بين القرن الثالث عشر أو الرابع عشر والخامس عشر، وذلك بعد دراسة الفخار المكتشف بالمستوطنة، وهو مزجج باللون الأخضر صُدّر من الصين في أواخر عهد سلالة يوان وأوائل سلالة مينج. وكانت هذه المستوطنة معاصرة لازدهار جلفار في رأس الخيمة والتي كانت المركز الرائد لصيد اللؤلؤ في الخليج الأدنى خلال العصور الوسطى المتأخرة.

وتتميز المستوطنة الأولى بكبر مساحتها ويحيط بها عدد من المباني الحجرية وعثر بها على مجموعة من الأصداف والمحار، ما يؤكد أهمية مهنة الصيد وتجارة اللؤلؤ آنذاك كمصدر للمعيشة.

وأوضحت نتائج المسح أن المدينة الثانية التي استوطنها أهالي أم القيوين بالجزيرة ازدهرت من أوائل القرن السابع عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر، استناداً إلى وجود خزفيات زرقاء وبيضاء صدرت من الصين خلال أواخر عهد سلالة مينج وأوائل سلالة تشينج. وعثر في المستوطنة على عملة نادرة للشيخ سلطان بن صقر القاسمي، حاكم رأس الخيمة والجد الأكبر للشيخ ماجد بن سعود المعلا.

ويعد انتشار قواقع المحار الموجودة في المستوطنة الثانية أكبر بكثير من تلك الموجودة في الأولى ما يعكس النمو الهائل لصناعة اللؤلؤ التي بدأت في القرن الثامن عشر حيث كان الازدهار في صيده مهماً لظهور الإمارات.

ولفتت النتائج إلى ذكر المستوطنة الثانية في المصادر البريطانية في 1822م من خلال وصف آثار المدينة وانتقال أهاليها إلى مدينة أم القيوين القديمة.

وأشارت الدراسات القائمة على نتائج المسح إلى أن المدينة الثالثة ضمن التسلسل الزمني للاستيطان هي منطقة أم القيوين القديمة. (وام)

نماذج للتعايش

قالت رانيا قنومة، رئيس قسم الآثار بالدائرة : إن كل ما أنجز في مشروع المسح الأثري بالجزيرة يستهدف فهم تاريخ الإمارة العريق والحفاظ على الآثار، فيما تعكس هذه الدلالات الأثرية أشكالاً مختلفة في تاريخ الحياة البشرية بالإمارة ونماذج تعايش الإنسان قديما مع بيئته.

وأكدت الدائرة أنها ستواصل أعمال التنقيب الأثري مع التركيز على إيجاد المباني العامة والحصون والمساجد في المستوطنتين الأولى والثانية بالجزيرة بهدف ترميمها وفق المعايير الدولية للحفاظ على شكلها الأصيل

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"