العالم يكتم أنفاسه وينتظر خطوة بوتين المقبلة: «الغزو أو الاحتواء»

إعداد – محمد ثروت
قالت شبكة التلفزيون الإخبارية الأمريكية «سي إن إن» إن العالم يحبس أنفاسه، انتظاراً للخطوة المقبلة من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد اعترافه مساء الاثنين باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الواقعتين شرقي أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، فإن تقارير استخباراتية غربية أشارت إلى سيناريوهات الغزو الروسي المرتقب لأوكرانيا، وتوقعت أن تزحف القوات الروسية تجاه العاصمة الأوكرانية كييف من 3 مواقع.
وأضافت «سي إن إن»، في تقرير نشرته الثلاثاء، أن المشهد المتوقع للموقف في أعقاب قرار بوتين الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، شرقي أوكرانيا، قاتم للغاية.
ومضت تقول: «صعّد بوتين المواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها، بعد توقيع مرسوم الاعتراف باستقلال الجمهوريتين، ويخشى مسؤولون أمريكيون من أن تكون القوات الروسية التي أعلن بوتين إرسالها إلى الجمهوريتين، لحفظ السلام، بمثابة طليعة الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، والمتوقع خلال أيام».
ووضعت «سي إن إن» سيناريوهين للاستراتيجية الروسية المقبلة، الأول احتواء الأزمة الأوكرانية إذا توقف بوتين عند هذا الحد، فإن هذا سيمنح الرئيس الروسي الفرصة لمنع التصعيد، والامتناع عن الغزو الكامل، بعد كسب أراضٍ جديدة في مسعاه لمنع أوكرانيا عن التحرك صوب الغرب، وهذا السيناريو يمكن أن يستهدف فصل الولايات المتحدة عن حلفائها الأقل تشدداً، وربما يؤدي إلى تجنب أزمة عالمية.
ورأت أن هذا السيناريو ربما يكون أفضل بالنسبة للأمريكيين في الداخل، ويمنع ارتفاع أسعار البنزين، والتضخم، ويسمح للرئيس الأمريكي جو بايدن بتجنب ضربة أخرى لمصداقيته، قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، المقرر لها نوفمبر المقبل، حيث تسبب تراجع شعبيته في مخاوف لدى الحزب الديمقراطي من انتصارات للجمهوريين في تلك المعركة الانتخابية.
وتابعت الشبكة الإخبارية الأمريكية قائلة: «ولكن لسوء الحظ، فإن السيناريو الثاني، والأسوأ، هو الذي يبدو أقوى، في ظل لهجة بوتين الغاضبة، ووجود 190 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، بالإضافة إلى أن معظم التقديرات الاستخباراتية الغربية تستبعد أن يكون الصراع محدوداً».
وما يؤكد هذا التوجه، بحسب «سي إن إن» ما أشار إليه بوتين في كلمته مساء الاثنين، بقوله إن أوكرانيا «جزء لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا» وأوكرانيا الحديثة أنشأتها روسيا بالكامل.
وفي سياق متصل، كشفت الاستخبارات البريطانية خريطة تمركز القوات الروسية، وقالت إن الجيش الروسي يستعد لإطلاق الخطوة الأولى في عملية الزحف على كييف، من موقعين على الحدود مع بيلاروسيا، بالإضافة إلى نقطة أخرى على الحدود الغربية لروسيا.
وقالت شبكة «سي إن إن» إن الخرائط تكشف المخطط الروسي المتوقع لغزو أوكرانيا، والذي أكدت وزارة الدفاع البريطانية أنه يمكن أن يحدث دون سابق إنذار، في ظل الوجود العسكري الكبير في المناطق المتاخمة للحدود مع أوكرانيا.