عادي

فخ الماسة

22:36 مساء
قراءة دقيقتين

كتب: محمد ياسين

بهدوء وسكينة جلس حارس أمن يعمل في شركة لنقل الأموال، يفكر في خطة لسرقة ماسة نادرة تقدر قيمتها ب 20 مليون دولار، محفوظة في إحدى خزائن الشركة منذ عدة أعوام. وبدأ يحلم بما قد يجنيه من أموال بعد الاستيلاء على الماسة والهروب بها إلى موطنه، ليعيش حياة الأثرياء.

ظل الآسيوي يرصد تفاصيل المكان الذي يعمل فيه منذ سنوات عدة، ويحدد أماكن الكاميرات وسبل الاستيلاء على الماسة دون رصده، إلا أنه اكتشف أن جريمته لن تكتمل من دون مساعدة شخص آخر، لما تقضيه أحوال تأمين غرفة الخزائن، وخطة تأمين مستودع حفظ الأموال بالشركة.

بعد تفكير عدل الحارس خطته، وقام بإضافة شخصين من زملائه، لإتمام خطة الحصول على الماسة، وتمكن من إقناعهما بمساعدته في جرمه لتقسيم ثمنها عليهم بالتساوي. ولم يبذل جهداً في سبيل إقناع زميليه، كونهما ينتميان إلى الدولة نفسها.

حدد الحارس زمن الجريمة وآلية الولوج إلى غرفة خزائن الأموال والمقتنيات الثمينة في مستودع الشركة، فارتدى سترة شتوية في أكثر أوقات العام حرارة، لإخفاء الماسة بها بعد سرقتها؛ حيث دلف إلى مكان الخزينة برفقة صديقيه مستغلين شرعية دخولهم إلى المكان، ومن ثم فتح حارس الأمن الخزينة، مستخدماً صلاحيته التي تمكنه من فتحها ومزّق الصندوق الذي توجد به الماسة وأخفاها في ملابسه وخرج من الغرفة. على الجانب الآخر، ساعده زميلاه وأمّنا خروجه من المستودع من دون تفتيش أو ملاحظة مسؤولهم المباشر، فتمكن من ذلك وخرج بحوزته الماسة.

وبحسب الخطة التي رسمها في مايو/ أيار عام 2018، أخفى أحد شركائه في الجريمة الماسة، داخل حذاء وضعه بحقيبة ملابس وشحنها إلى موطنه. ثم تقدم الأول بطلب إجازة من الشركة، تلاه الآخران بعد أيام.

واكتشف ضابط أمن مكلف تسلّم عهدة مخطط الجريمة اختفاء الماسة. وبالتدقيق على كاميرات المراقبة تبيّن ولوجه إلى غرفة خزائن الأموال في المستودع بسترة شتوية في فصل الصيف فأقر في التحقيقات باشتراكه مع آخرين ضبط أحدهما في منزل أحد أقاربه، وهروب الأخير إلى مكان غير معلوم، واختفاء الماسة.

واصلت فرق البحث والتحري عملها في تتبّع أثر الماسة، فتوصلوا إلى معلومات موثقة تفيد بأن شريكهم الهارب شحن ملابس وأغراضاً عبر شركة للشحن البحري.

وبالتنسيق مع الجهات المعنية في موطن المشتبه فيه الثالث، تمكنت الشرطة من استعادة الماسة المسروقة، وحكم على الحارس وشريكه حضورياً وعلى الأخير غيابياً بالسجن خمس سنوات، وتغريمهم 20 مليون دولار أو ما يعادلها بالدرهم الإماراتي.

أعوام عدة مرت ولم تنس شرطة دبي المشتبه فيه الهارب، وتمكنت من القبض عليه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ليقبع في السجن مدة مماثلة لزميليه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"