عادي
أوراق بحثية ترصد تاريخ الأدب الشنقيطي

مهرجان نواكشوط للشعر يناقش النقد في موريتانيا

23:20 مساء
قراءة 3 دقائق
عبد الله العويس ومحمد القصير ومحمد البريكي مع بعض المشاركين في المهرجان

اختتم مهرجان نواكشوط للشعر العربي فعاليات الدورة السابعة التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، ود. عبدالله السيد مدير بيت شعر نواكشوط، وعدد من الشعراء والمثقفين والنقاد.

وتواصلت الفعاليات على مدى 3 أيام بمشاركة أكثر من 14 شاعراً وشاعرة من موريتانيا والسنغال ومالي وغامبيا والوطن العربي.

وثمّن الشعراء المشاركون في المهرجان، الدور الثقافي البارز الذي تقوم به الشارقة، معتبرين بيوت الشعر (أحد تمثّلات مشروعها الثقافي الممتد في الوطن العربي) منصة إبداعية تعيد للشعر مكانته. وأشادوا ببيت الشعر في نواكشوط واصفين إياه ب«الحاضنة الثقافية للمبدعين الموريتانيين».

وشهد اليوم الختامي للمهرجان ندوة نقدية حملت عنوان «النقد الأدبي في موريتانيا: قضاياه وإجراءاته» أدارها الدكتور الشيخ سيدي عبدالله، وحاضر فيها أربعة نقاد هم: د. فاطمة عبد الوهاب، ود. أحمد أبوبكر، ود. محمد محمود الزبير، ود. أحمدو آكاه، إضافة إلى المقررين د. ابوه بلبلاه، وفاضل غي.

زوايا

وسلطت الندوة الضوء من زوايا متعددة، على تاريخ النقد الأدبي قديماً وحديثاً للنص الشعري في موريتانيا وإشكالاته.

الدكتورة فاطمة بنت عبد الوهاب قدّمت ورقة بعنوان: «الوعي النقدي في شروح الشناقطة للشعر (قراءة أولية في المربي على صلاة ربي)»، وتحدثت عن اشتغال الشناقطة منذ بواكير نهضتهم الأدبية بالشعر العربي تذوقاً وشرحاً وتعليقاً.

وقالت: «وقد وجه هذا الاشتغال أهداف مختلفة، وبغض النظر عن الأسباب والمرامي التي دفعت هذا الشارح أو ذاك إلى التصدي لشرح قصيدة أو ديوان بعينه، فقد خلّف مشغل الشرح ركاماً من النصوص الأدبية والإبداعية متنوعة الأحجام والرؤى والأدوات ومدونات الاشتغال».

واستعرض الدكتور أحمد أبوبكر بحثه الذي تناول غياب الحديث أو البحث في نقد الشعر العربي القديم عند الموريتانيين، حيث عرض بحثاً في هذا السياق تطرق فيه إلى أهم النصوص والدواوين الشعرية القديمة التي كانت منتشرة في المجال الموريتاني، إضافة إلى نماذج كثُرت شروح الموريتانيين لها وهي: لامية العرب، وقصيدة بانت سعاد، وديوان الستة الجاهليين، وديوان غيلان، كما تطرق إلى بعض شروح الشواهد في إطار حديثه عن الإسهامات النحوية لدى الشناقطة في نقد الشعر. وختم ورقته البحثية بذكر نماذج نقدية من الشروح الموريتانية للشعر.

قضايا

وبعد ذلك استمع الحضور إلى د. محمد محمود الزبير الذي قدم محاضرة بعنوان: «النقد وقضاياه عند الشناقطة في القرون 12- 13- 14ه»، حيث ناقش فيها موضوعاً من مواضيع الثقافة الشنقيطية القديمة يتمثل في الخطاب النقدي، فنتساءل عن إشكال النشأة وقضايا المرجعية، وأخيراً قضايا نقدية واكبت فترة الوفرة في الإنتاج الأدبي.

وفي سياق تطرقه إلى موضوع النقد في موريتانيا، رأى أن الدخول إليه لا بد له من خطة بحثية تتوخى السؤال حول: نقد الشعر والسياق الثقافي النقدي، وكذلك البحث حول أهم روافد النقد الأدبي عند الشناقطة، ثم القضايا النقدية التي أثيرت إشكالاتها عندهم.

وكانت آخر الورقات ضمن الندوة مع الدكتور أحمدو آكاه الذي أخذت محاضرته منحى البحث في النقد الحديث، حيث كانت بعنوان «النقد الأدبي الحديث في موريتانيا»، وأثار خلال ورقته جملة من القضايا سواء على مستوى التنظير أو على مستوى التطبيق، من خلال بعض المقاربات النقدية التي أسهمت في تطوير المناهج النقدية وتطبيقها عملياً على الأعمال الأدبية الموريتانية وغيرها.

واختتمت فعاليات الندوة بمداخلات المقررين اللذين استعرضا على عجالة، خلاصة البحوث التي تم تقديمها خلال الندوة، من خلال التركيز على أهم الإشكالات التي أثيرت والقضايا التي تمت دراستها.

توقيع
صاحب الندوة حفل التوقيع لديوان «تراتيل النبض» للشاعر محمد محمود الساسي، الذي صدر لهذا العام ضمن مجموعة من الدواوين عن دائرة الثقافة في الشارقة.

وتضمن اليوم الختامي أمسية شعرية شارك فيها أحمد بولمساك، وعمر الراجي.

وشهد اليوم الثاني من فعاليات المهرجان أصبوحة شعرية أدارها الإعلامي الحسن ولد محمد، وشارك فيها: محمد محمود وأحمد التيجاني امبودج، وأبوبكر المامي ومحمد المختار محمد. كما نظم على هامش الأصبوحة حفل توقيع لديوانيين من الدواوين الصادرة لهذا العام عن الدائرة، وهما: «التفاحة الزرقاء» للشاعر صلاح الدين الخو، و«مسافر في اقتباس الضوء» للشاعر حمن يوسف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"