عادي

أحدث تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

17:01 مساء
قراءة 12 دقيقة
أوكرانيا

متابعة: أوميد عبدالكريم إبراهيم
ما زالت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي انطلقت الخميس الماضي مستمرة وسط ترقب وقلق دوليين من تبعاتها على المنطقة والعالم، حيث أعلن نائب وزير الداخلية البولندي باول سفيرناكر السبت أن 100 ألف أوكراني عبروا الحدود البولندية منذ بدء العملية، مضيفاً في حديثه للصحفيين في منطقة واقعة على مشارف الحدود الأوكرانية: "منذ بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا، عبر مئة ألف شخص الحدود قادمين من أوكرانيا إلى بولندا".
ولفت سفيرناكر إلى أن تسعين بالمئة من اللاجئين لديهم أماكن فعلية يتوجهون إليها في بولندا، مثل منازل أصدقاء أو أفراد أسرة، لكن الباقين قصدوا تسعة مراكز استقبال أقيمت على طول الحدود، وتقدم تلك المراكز وجبات طعام ورعاية طبية ومكان للاستراحة ومعلومات ضرورية، بحسب قوله.
من جانبه، قال رئيس وحدة حرس الحدود البولندي توماش براغا في المؤتمر الصحفي نفسه، إنه في يوم الجمعة وحده عبر قرابة 50 ألف شخص من أوكرانيا إلى بولندا.
وبولندا التي كان 1,5 مليون أوكراني يقيمون على أراضيها قبل الغزو الروسي وعبرت عن الدعم الراسخ لأوكرانيا، استقبلت غالبية الأوكرانيين الفارين.
وكتبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تغريدة السبت، إن "الأرقام الأخيرة تشير إلى 116 ألف شخص تقريباً فروا إلى دول مجاورة منذ 24 شباط/فبراير، ولا سيما بولندا والمجر ومولدافيا وسلوفاكيا ورومانيا".
الرئيس الأوكراني يرفض الاستسلام
أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو على فيسبوك السبت، أن أوكرانيا "أخرجت" خطة الهجوم الروسية "عن مسارها" في اليوم الثالث من غزو بلاده، داعياً الروس إلى الضغط على فلاديمير بوتين لوقف الحرب.
كما دعا زيلينسكي في تسجيل الفيديو نفسه ألمانيا والمجر إلى "التحلي بالشجاعة" ودعم استبعاد روسيا من نظام "سويفت" المصرفي لمعاقبة موسكو على غزو بلاده.
وقال زيلينسكي: "صمدنا ونجحنا في التصدي لهجمات العدو"، موضحاً أن "القتال مستمر في العديد من البلدات والمناطق في البلاد، لكن جيشنا هو الذي يسيطر على كييف والمدن الرئيسية في كل أنحاء العاصمة".
وتابع: "أراد المحتلون شل وسط بلدنا ووضع دُماهم هناك، كما هي الحال في دونيتسك. أخرجنا خطتهم عن مسارها"، مؤكداً أن الجيش الروسي "لم يحرز أي تقدّم".
وأضاف أن "العدو استخدم كل شيء ضدنا. صواريخ ومقاتلات وطائرات مسيّرة ومدفعيات ومدرعات بالإضافة إلى مخربين ومظليين"، مشيراً إلى أن موسكو قصفت مناطق سكنية وتحاول تدمير منشآت كهربائية.
ودعا الرئيس الأوكراني الغربيين إلى أن يكونوا أكثر حزماً تجاه روسيا، معتبراً أن أوكرانيا لديها "الحق في الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي".
وفي كلمة وجهها إلى الشعب الروسي، دعا زيلينسكي إلى الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين لوقف هجومه على أوكرانيا، وقال: "نحن نعلم أن كثراً في روسيا مصدومون من دناءة الحكومة ووحشتها".
كما دعا زيلينسكي ألمانيا والمجر إلى "التحلي بالشجاعة" ودعم استبعاد روسيا من نظام "سويفت" المصرفي لمعاقبة موسكو على غزو بلاده.
وقال إن "هناك دعم شبه تام من دول الاتحاد الأوروبي لاستبعاد روسيا من سويفت"، معبراً عن أمله في أن "تتحلى ألمانيا والمجر بالشجاعة لدعم هذا القرار".
وأعلن الرئيس الأوكراني أن شركاءه الغربيين سيرسلون أسلحة جديدة ومعدات لأوكرانيا، متحدثاً بعد مكالمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكتب زيلينسكي على تويتر: "بدأ يوم جديد على الجبهة الدبلوماسية بحديث مع إيمانويل ماكرون. هناك أسلحة ومعدات من شركائنا في طريقها إلى أوكرانيا. التحالف ضد الحرب فاعل".
وقبل هذا الإعلان بوقت قصير، دعا زيلينسكي الأوكرانيين إلى عدم الاستسلام، والدفاع عن العاصمة كييف حيث تخوض القوات الأوكرانية مواجهات في اليوم الثالث من الاجتياح الروسي.
وقال زيلينسكي: "أنا هنا. لن نسلم السلاح وسندافع عن بلادنا"، في رسالة فيديو نشرت صباحاً على فيسبوك، ودعا أيضاً إلى عدم تصديق "المعلومات الكاذبة" المنتشرة على الإنترنت بأنه دعا جيشه إلى تسليم سلاحه، وقال "سلاحنا هو الحقيقة. هذه أرضنا. هذه بلادنا. أطفالنا. سندافع عن كل هذا".
وبثت هذه الرسالة في وقت تخوض القوات الأوكرانية معارك في العاصمة لصد الجيش الروسي، وأفاد الجيش بأن معارك عنيفة لا تزال تتواصل قبل الظهر في كييف.
كذلك أفاد الجيش الأوكراني عن معارك "عنيفة" على مسافة 30 كيلومتراً إلى جنوب غرب كييف حيث قال إن الروس "يحاولون إنزال مظليين".
مدنيون أوكرانيون يتطوعون للقتال
"وزعوا بنادق ولقّموها لنا وها نحن"، هكذا قال يوري كورتشمني الذي لم يحمل سلاحاً يوماً قبل انضمامه إلى كتيبة من المدنيين المتأهبين لحماية كييف من الهجوم الروسي.
ومع لغزو الروسي لبلاده ودخول أولى القوات الروسية إلى العاصمة في أقل من 48 ساعة، لم يعد المؤرخ البالغ 35 عاماً، متردداً.
ومثله، جاء عشرات الرجال من الحي الذي يسكنه في اليوم التالي للحصول على رشاش كلاشنيكوف من نقطة التوزيع المعلنة، شاحنة عسكرية مليئة بصناديق من الأسلحة.
وعبر فيسبوك وفي وسائل الإعلام، تكثّف وزارة الدفاع دعواتها إلى التجنيد العاجل في كتائب "الدفاع الإقليمي" وهي مؤسسة أنشئت في 2015 لدعم الجيش النظامي إذا اقتضت الحاجة.
ويكفي أن يكون عمر المتطوع بين 18 و60 عاماً ويحمل جواز سفر صالحاً، للانضمام إليها. كذلك، فإن هذا التجنيد لا يتطلّب أي نوع من التدريب.
وروى متطوع آخر هو فولوديمير موغيلا: "حصلنا على أسلحة في مكتب التسجيل العسكري، ونحن الآن ننتظر بفارغ الصبر ليتم استدعاؤنا".
وينتشر المتطوعون المدنيون في كتائب "الدفاع الإقليمي" في كييف، مرتدين سراويل جينز ومنتعلين أحذية رياضية أو أزياء غير متطابقة، في كل أنحاء كييف، وهم مرئيون في الشوارع أكثر من القوات النظامية، ويمكن التعرف عليهم من شارة صفراء صغيرة موضوعة حول الذراع اليسرى.
وفي مدينة شبه خالية من السكان، يبدو وجود هذه الكتائب واضحاً.
كييف في مرمى الصواريخ الروسية
أصيب مبنى سكني كبير في كييف بصاروخ، على ما أفادت خدمة الطوارئ الأوكرانية السبت، من دون تقديم معلومات عن أي ضحايا محتملين في الوقت الراهن.
وأوضحت خدمة الطوارئ أن الصاروخ أصاب المبنى بين الطابقين 18 و21، مشيرة إلى أن عملية إجلاء سكانه "جارية"، وتظهر مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مبنى مرتفعاً واجهته مدمرة، وحطاماً في الشارع تحته.
وأوضح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: "كييف، مدينتنا الرائعة والمسالمة، نجت من ليلة أخرى تحت هجوم القوات البرية الروسية والصواريخ التي أصاب أحدها مبنى سكنياً في كييف".
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن المبنى أصيب بصاروخ، وأشار في مقطع فيديو إلى أن الليلة كانت "صعبة" في العاصمة حيث توجد "وحدات تخريبية" روسية.
ووفقاً له، لا توجد قوات روسية نظامية في كييف، لكنها تحاول دخول المدينة من اتجاهات عدة.
أسلحة هولندية وتشيكية للجيش الأوكراني
أعلنت وزارة الدفاع الهولندية في رسالة إلى البرلمان أن "هولندا تلقت من أوكرانيا أخيراً طلبات إضافية لمعدات عسكرية"، مشيرة إلى أن البلاد "ستزود أوكرانيا 200 صاروخ ستينغر مضاد للطائرات في أقرب وقت ممكن".
وأضافت الرسالة أن "التسليم المقرر للمعدات العسكرية كان وما زال يهدف إلى الدفاع عن النفس الأوكراني ضد الهجوم المسلح الذي تشنه روسيا".
وأوضحت الوزارة أنها "شحنت بعض المعدات الموعودة السبت"، وهي تشمل بنادق قنص وخوذاً، مضيفة أنه "سيتم شحن المعدات الأخرى في أسرع وقت ممكن، لكن هولندا، على غرار دول أخرى، تواجه تحديات لوجستية".
كذلك، أعلنت وزيرة الدفاع التشيكية أنها ستتبرع برشاشات وبنادق أوتوماتيكية وقنص ومسدسات وذخيرة بقيمة 7,6 ملايين يورو لأوكرانيا.
وقالت الوزيرة يانا تشيرنوكوفا على تويتر: "وافقت الحكومة السبت على تقديم مزيد من المساعدة لأوكرانيا التي تواجه هجوماً روسياً".
وأضافت أن "وزارة الدفاع ستهتم أيضاً بعملية نقلها إلى المكان الذي حدده الجانب الأوكراني. مساعدتنا لم تنته بعد".
وكالات ائتمانية تخفّض تصنيف أوكرانيا
أعلنت وكالة "أس أند بي" السبت خفض تصنيفها الائتماني لأوكرانيا على خلفية الغزو الروسي لأراضيها، بعيد قرار مماثل من وكالة "فيتش" التي حذّرت من احتمال تخلف كييف عن سداد ديونها.
وخفّضت "أس أند بي" تصنيفها لأوكرانيا درجة واحدة من "باء" إلى "باء سلبي"، مرفقة ذلك بتقييم سلبي، ما يعني أنها قد تخفضه بشكل إضافي في مرحلة لاحقة.
واعتبرت الوكالة أن "القرار الروسي بشنّ هجوم عسكري على البلاد، يضيف إلى المخاطر السلبية المهمة بشأن الآفاق الاقتصادية، ما يهدد خدمة الدين".
وأضافت في بيان: "باتت أوكرانيا تواجه اضطرابات محتملة في قطاعات اقتصادية محورية، مثل صادراتها الزراعية المهمة وشبكتها من أنابيب الغاز".
وأتى ذلك بعد ساعات من خفض "فيتش" تصنيف أوكرانيا، حيث بات تقييمها للديون الطويلة الأجل عند مستوى "سي سي سي"، ما يضع كييف في فئة الاستثمارات ذات المضاربة المرتفعة مع مخاطر شديدة للتخلف عن السداد.
ولفتت الوكالة في بيان إلى أن "الغزو العسكري من قبل روسيا أدى إلى زيادة المخاطر على المالية العامة والخارجية لأوكرانيا، وعلى الاستقرار المالي والاستقرار السياسي".
وتحدثت "فيتش" عن "عدم يقين بشأن الأهداف النهائية لروسيا، مدة النزاع، اتساعه وحدته وتبعاته".
اعتراض سفينة روسية في المانش
اعترضت الجمارك الفرنسية سفينة تجارية تنقل مركبات إلى سانت بطرسبرغ ويعتقد أنها مرتبطة بشركة روسية مستهدفة بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو، وحوّلت مسارها إلى بولونيه سور مير في شمال فرنسا، على ما أفادت الإدارة البحرية السبت.
وهذه السفينة البالغ طولها 127 متراً والتي اعترضتها الجمارك قبالة أونفلور ليل الجمعة/السبت، "يشتبه في ارتباطها بمصالح روسية مستهدفة بالعقوبات" كما أوضحت فيرونيك مانيان مسؤولة الاتصالات الإقليمية في الإدارة البحرية.
وأوضحت أن زورق دورية تابعاً للجمارك يدعمه زورق دورية تابع للدرك وزورق دورية تابع للبحرية، رافق سفينة "بالتيك ليدر" التي كانت ترفع العلم الروسي، لمغادرة روان.
وتقوم الجمارك حالياً بتحقيقات على متن السفينة لتأكيد هذه الروابط.
وأقر الاتحاد الأوروبي الخميس حزمة غير مسبوقة من العقوبات ضد روسيا رداً على غزوها أوكرانيا، قبل وقت قصير من تعزيز لندن وواشنطن قيودهما، ولكن دون اتخاذ إجراءات جذرية.
وقال ناطق باسم السفارة الروسية في باريس لوكالة "تاس" للأنباء إن قبطان السفينة اتصل بالسفارة التي اتصلت بعدها بالسلطات الفرنسية لطلب توضيح للحادث.
الحرب في أوكرانيا "ستطول"
حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت من أن الحرب في أوكرانيا "ستطول" و"يجب أن نستعد لها"، مشيراً إلى أن الحكومة تعد "خطة صمود" لمواجهة العواقب الاقتصادية للأزمة.
وقال ماكرون لدى افتتاح المعرض الدولي للزراعة في باريس: "عادت الحرب إلى أوروبا هذه الحرب ستطول"، مشدداً على أنها "لن تكون بلا عواقب على عالم الزراعة".
وأوضح أن "من المؤكد أنه ستكون هناك عواقب على صادراتنا في القطاعات الرئيسية"، مثل النبيذ والحبوب والعلف، موضحاً: "نحن بصدد وضع خطة صمود".
وتحدث ماكرون لمدة عشرين دقيقة أمام قادة المنظمات المهنية، وقد اختصر زيارته للمعرض الذي يستمر حتى 6 آذار/مارس بسبب الأزمة الدولية.
وأعلن انعقاد مجلس الدفاع الوطني عند الساعة 16,00 بتوقيت غرينتش "لبحث الوضع في أوكرانيا".
وأجرى ماكرون ثلاث محادثات هاتفية منذ الجمعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وفقاً للإليزيه.
ويخشى المتخصصون في مجال الأغذية من إجراءات انتقامية روسية من شأنها أن تشل التجارة رداً على العقوبات الغربية.
وفرنسا هي تاسع أكبر مورد للمنتجات الغذائية الزراعية لروسيا بقيمة 780 مليون يورو سنوياً بحسب جمعية الصناعات الزراعية الفرنسية "انيا".
وهناك العديد من الشركات الفرنسية الكبيرة في أوكرانيا تعمل خصوصاً في قطاع الألبان والحبوب والبذور.
جنود فرنسيون في جوار أوكرانيا
أعلن رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية الجنرال تييري بورخار أن فرنسا ستنشر 500 جندي في رومانيا في إطار حلف شمال الأطلسي إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال بورخار في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية ومحطة فرانس 24، إن "حلف شمال الأطلسي قرر أن يعزز وجوده وأن يبعث إشارة واضحة جداً على التضامن الاستراتيجي، وأن ينشر قوات في رومانيا".
وأضاف: "سننشر نحو 500 رجل مع مركبات مدرعة وعربات قتالية لتقديم دعم لرومانيا، وكذلك لنقل رسالة تضامن استراتيجي من جميع أعضاء الحلف الأطلسي".
وأكد أن فرنسا ستُبقي أيضاً، في إطار الأطلسي، على وجودها العسكري في إستونيا المتاخمة لروسيا، إلى ما بعد آذار/مارس، وذلك "في ضوء الوضع الذي يمر به الحلف الأطلسي اليوم والوضع المتأزم والحرب في أوكرانيا".
إغلاق أجواء أوروبية  أمام الطيران الروسي
أعلنت كل من بولندا وجمهورية التشيك وبلغاريا إغلاق مجالها الجوي أمام شركات الطيران الروسية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر على تويتر إن "الحظر سيطبق اعتباراً من منتصف الليل (23,00 بتوقيت غرينتش)".
من جهته قال وزير النقل التشيكي مارتن كوبكا على تويتر: "اعتباراً من منتصف الليل، نوقِف حركة كل شركات الطيران الروسية في المجال الجوي التشيكي".
ودخل حظر مماثل حيز التنفيذ في بلغاريا أيضاً عند منتصف الليل (22,00 بتوقيت غرينتش)، رداً على "تفاقم النزاع العسكري وتضامنا مع أوكرانيا".
وبحسب بيان صادر عن وزارة النقل، فإن الطائرات الروسية "لم تعد تستطيع دخول المجال الجوي السيادي لبلغاريا، بما في ذلك فوق المياه الإقليمية".
كما أعلنت شركة "إل أوه تي" الوطنية البولندية تعليق رحلاتها إلى موسكو وسان بطرسبرغ اعتباراً من بعد ظهر الجمعة.
ويأتي ذلك في أعقاب قرار مماثل اتخذته بريطانيا الخميس ضد شركة إيروفلوت الوطنية الروسية. كما أعلن وزير النقل البريطاني غرانت شابس مساء الجمعة فرض حظر على الطائرات الروسية الخاصة بمفعول فوري.
وردت روسيا من جانبها بحظر تحليق كل الطائرات المرتبطة بالمملكة المتحدة فوق أراضيها، بما في ذلك رحلات الترانزيت.
غوتيريش يدعو الروس للعودة إلى ثكناتهم
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا إلى إعادة "الجنود إلى ثكناتهم"، مشدداً على ضرورة "منح السلام فرصة أخرى" بعد الفيتو الذي استخدمته موسكو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار "يستنكر" غزوها لأوكرانيا.
وقال غوتيريش في تصريح مقتضب لوسائل الإعلام بعد جلسة مجلس الأمن، إن "الأمم المتحدة ولدت من رحم الحرب لإنهاء الحرب. اليوم هذا الهدف لم يتحقق" لكن "لن نستسلم أبداً" لتحقيق السلام.
وأضاف أن "القادة يجب أن يتجهوا نحو طريق الحوار والسلام"، مشيراً إلى أن "الاحتياجات الإنسانية تكثر وتتوسع ساعة بعد أخرى".
وأسف غوتيريش لأن هناك "مدنيين يموتون"، في حين أن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا كان أكد، قبل دقائق قليلة، أمام مجلس الأمن، أن الجيش الروسي "يستهدف فقط أهدافاً عسكرية" ونفى بشدة مقتل مدنيين.
وللتعامل مع الأزمة المتنامية، أعلن غوتيريش تعيين السوداني أمين عوض منسقاً للأمم المتحدة بشأن الأزمة في أوكرانيا.
عقوبات أسترالية ضد روسيا ورئيسها
شددت أستراليا السبت عقوباتها على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا، مستهدفة خصوصاً عدداً من الأوليغارشيين، فيما تعتزم كانبيرا أن تحذو حذو حلفائها عبر معاقبة الرئيس فلاديمير بوتين مباشرة، وفق ما أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية السبت.
وقالت ماريز باين إن كانبيرا قررت فرض عقوبات مالية على ثمانية من النخبة القريبة من بوتين وعلى 339 عضواً في البرلمان الروسي "لتسهيلهم" الهجوم.
وذكرت أن العقوبات شملت أيضاً شخصيات حكومية في بيلاروسيا "لتشجيعهم الغزو".
وقالت باين إنها تسعى إلى الحصول على مشورة بشأن الطريقة التي يمكن بواسطتها لأستراليا أن تحذو حذو حلفائها في فرض عقوبات على بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف شخصياً.
واعتبرت أن "معاقبة القادة إجراء استثنائي، لكن الأمر يتعلق بوضع استثنائي".
وكانت أستراليا أعلنت في وقت سابق فرض عقوبات على ثمانية من كبار مستشاري بوتين الأمنيين وعلى 25 شخصية أخرى، إضافة إلى أربعة كيانات تؤمن معدات عسكرية وأربع مؤسسات مالية.
واشنطن تعاقب بوتين ولافروف وتحذّر من استهداف زيلنسكي
أعلن البيت الأبيض أنّ الولايات المتّحدة ستحذو حذو الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وتفرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، بما في ذلك منعهما من دخول أراضيها.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية جين ساكي للصحفيين إنّ منع السفر إلى الولايات المتحدة سيكون "جزءاً" من العقوبات التي قررت الولايات المتحدة فرضها على بوتين ولافروف لدورهما في غزو أوكرانيا.
وأضافت: "إنّه عنصر اعتيادي" في العقوبات التي تستهدف شخصيات أجنبية، مكرّرة أنّ تفاصيل هذه العقوبات التاريخية على الرئيس الروسي ستكشف لاحقاً.
كما حذّرت ساكي من أنّه إذا حاولت القوات الروسية التي تغزو منذ فجر الخميس أوكرانيا، استهداف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، فإنّ ذلك سيشكّل "عملاً مروّعاً".
وبذلك ينضمّ بوتين إلى قائمة قصيرة من قادة الدول الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة عقوبات مباشرة.
ووصفت وزارة الخزانة الأمريكية القرار بأنه "نادر للغاية"، قبل أن تفصّل في بيان آلية هذه العقوبات، وأضافت أنّ العقوبات ستطبق أيضاً على وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وساعده الأيمن فاليري غيراسيموف.
وأوضحت وزارة الخزانة أنّ الأشخاص الخاضعين للعقوبات ستجمّد كلّ أصولهم في الولايات المتحدة، وسيمنع أيّ شخص أو كيان في الولايات المتّحدة من التعامل معهم.
وسارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى الردّ على قرار واشنطن، وقالت للتلفزيون الروسي مخاطبة الدول الغربية، إنّ "العقوبات بحقّ الرئيس ووزير خارجية البلاد هي مثال وإثبات على العجز المطلق لسياستكم الخارجية".
ولاحقاً أعلنت ساكي على تويتر أنّ الولايات المتحدة ستفرض أيضاً عقوبات على "صندوق الاستثمار المباشر الروسي"، وهو هيئة عامة مهمتها جذب الاستثمارات إلى الاقتصاد الروسي.
روسيا تستخدم القصف الصاروخي و"الفيتو" بالتوازي
أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أن قواتها استهدفت منشآت عسكرية أوكرانية بصواريخ كروز أطلقت جواً وبحراً، في اليوم الثالث من الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف في تصريحات نقلها التلفزيون: "خلال الليل نفذت القوات المسلحة للاتحاد الروسي ضربة بواسطة أسلحة دقيقة بعيدة المدى أطلقت جواً وبحراً ضد بنية تحتية عسكرية في أوكرانيا".
وأكّد أنه في شرق البلاد، حيث تدعم روسيا القوات الانفصالية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، أحرزت الأخيرة تقدماً، دون التمكن من التحقق من المعلومات بشكل مستقل.
وأضاف أن الجيش الروسي سيطر أيضاً "بشكل تام على مدينة ميليتوبول" في جنوب أوكرانيا على مقربة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014.
ووفقاً له، تقول القوات الروسية إنها دمر منذ بداية الغزو 821 بنية تحتية عسكرية، بما فيها 14 مطاراً.
وبالتوازي مع الضربات الصاروخية، استخدمت روسيا في مجلس الأمن الدولي الجمعة، كما كان مؤكداً، حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة وألبانيا يستنكر "بأشدّ العبارات عدوانها على أوكرانيا" ويدعوها إلى سحب قواتها من هذا البلد "فوراً".
ومنذ بدء الغزو العسكري لأوكرانيا ليل الأربعاء/الخميس، تقول روسيا التي يتهمها الغرب والأمين العام للأمم المتحدة "بانتهاك ميثاق المنظمة الدولية"، إنها "تتصرف دفاعاً عن النفس" بموجب المادة 51 من الوثيقة التأسيسية للمنظمة.
من جهته، هاجم السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا، بشدة وبشكل مطول، روسيا وسفيرها فاسيلي نيبينزيا، متهماً الأخير بالكذب عندما كان قد وعد في الأسابيع الأخيرة بأنه لن يكون هناك غزو، فيما رد عليه السفير الروسي بالقول، إن "قيمة كلماتك تساوي أقل من قطعة بسكويت!"، قبل أن يطلب التزام دقيقة صمت على أرواح القتلى في أوكرانيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"