أشواك في دروب اللغة

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين

ماذا لو أصرّ رأي على أن المشكلة ليست في العربية، ولا في الدارسين، بل في مادة تدريسها وأساليب تعليمها؟ يتناول القلم المفارقات في الإعلام ووسائل التواصل. حرية التعبير توسعت بلا حدود فلم يعد لأحد الحديث عن رقابة أو حرمة لغوية. هل لديك جوّال وميكروفون؟ أنت إذاً وسيلة إعلام.
هنيئاً. بقي أن لكل تقدم، منذ أقدم العصور، سلبيات مستجدة. يهمنا هنا في مبحث الإعلام، أن حضور مراسلي القنوات الإذاعية والتلفزيونية في كل القارات، الذين يغمروننا بأدق تفاصيل ما يجري في بلدان العالم، إنما هو نعمة حضارية عصرية لا تقدر بثمن، سوى أن كل جنة محفوفة بالمكاره، فأولئك الإعلاميون المحترفون ينتهجون الارتجال في تقديم تقاريرهم، فما أهمية أن يجلس العارفون بالقواعد لهم بالمرصاد يتصيّدون الأخطاء.
 ردّ المراسل بكل أريحية: «أعلى ما في خيلك اركبه»، أنا موفد فضائية أم ممثل اتحاد مجامع اللغة العربية؟
ارتجال الفصحى في الفضائيات، في الحوارات ضمن نشرات الأخبار وغيرها، عمل يذكر فيشكر بكل المقاييس، لكنه يثير شجوناً كثيرة، عندما نقارن حال لغتنا في هذا المضمار بما نراه في الفضائيات الإنجليزية والفرنسية. هل يكفي القول إن صعوبة نحو العربية وصرفها لا تقاس بقواعد غيرها؟ مؤسف أن يرى المرء الكثير من الأطباء والمهندسين والاقتصاديين وغيرهم من خيرة أهل التخصصات، أقلّ تمكّنا في لغتهم الفصحى، من نظرائهم في اللغات الأخرى. على علماء العربية في المجامع وغيرها، أن يأخذوا هذه الأمور بجد، وأن يبحثوها بأعمق الدراسات، في سبيل وضع حلول ناجعة، حتى لو تطلّب تحقيق غاياتها عقدين أو أكثر.
أما القلم فينام ملء جفونه عن شوارد العلاج الذي سيصفه الأساتذة الأفاضل، فلا أحد لديه مثل ما تحويه خزائن علمهم بالعربية، ولا أحد يدّعي أنه يحمل ما يحملون من أمانتها، سوى أن هذا العمود يودّ التذكير بما ورد في هذه الزاوية مؤخراً: «سهولة النظرية وصعوبة التطبيق». 
أسهل من شربة ماء زلال سلسبيل: افتحوا حضانات من سن الثالثة إلى السادسة، قبل الابتدائية. كلّموا الأطفال بلغة فصحى لا عوج فيها، وسترونهم بلابل في العربية، بلا بلابل نحويّة، وقلاقل صرفية.
لزوم ما يلزم: النتيجة الثمريّة: بعد عقدين سترون أهل الفضائيات وكل التخصصات كأنهم كتب ناطقة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"