القاهرة: محمد علي
«الفورمات» أوالنقل عن أعمال أجنبية، أصبح الخيار الأقرب لأصحاب الأعمال التي تُعرض على المنصات الإلكترونية المختلفة، ورغم أن البعض يهاجم هذه النوعية من الأعمال، إلا أن آخرين يدافعون عنها، خاصة بعد أن حقق أغلبها نجاحاً واضحاً لا يخفى على أحد في السوق المصري أو العربي، سواء كانت أفلاماً أو كانت مسلسلات، لدرجة أنه وصل إلى وجود 5 مواسم ناجحة من بعض هذه الأعمال، وسط وعود بتقديم المزيد منها في المستقبل القريب.
في مقدمة هذه الأعمال مسلسل «عروس بيروت» النسخة العربية للمسلسل التركي «عروس إسطنبول»، حيث وصل العمل حتى الآن إلى ثلاثة مواسم كاملة، ويُعرض الموسم الثالث حالياً على منصة «شاهد»، وقنوات «أم بي سي»، ويقوم ببطولته ظافر العابدين، كارمن بصيص، تقلا شمعون، ماري تريز، تأليف نادين جابر، في الوقت نفسه هناك مسلسل «الآنسة فرح» الذي عرضت منه أربعة مواسم حتى الآن، وحقق نجاحاً كبيراً على منصة عرضه، وهو دراما كوميدية رومانسية مأخوذة من مسلسل أمريكي بعنوان «Jane the virgin» عرض ب 5 أجزاء على قناة«CW» بداية من 2014، لتحقق النسخة العربية منه نجاحاً كبيراً في المواسم الأربعة التي عرضت، وينتظر عرض موسمه الخامس، وشارك في بطولة المسلسل، أسماء أبو اليزيد، وأحمد مجدي، رانيا يوسف، محمد كيلاني، هبة عبد العزيز، عارفة عبد الرسول، ومريم الخشت.
أما مسلسل «قواعد الطلاق ال45» الذي تم تقديمه في 45 حلقة، فهو فورمات مأخوذ عن المسلسل الأمريكي«Girlfriends’ Guide to Divorce» الذي عرض في 2014 أيضاً، في حين أن العمل الأصلي قُدم في خمسة مواسم، إلا أن المسلسل المصري أُنجز في 45 حلقة متصلة.
أيضاً انضم للأعمال التي عرضت على منصات وحققت نجاحاً كبيراً مسلسل «ستات بيت المعادي»، المأخوذ عن عمل أجنبي سبق عرضه تحت «كيف تقتل النساء» وأخرج النسخة المصرية محمد سلامة وكتب لها السيناريو والحوار محمود عزت.
كذلك كان من الأعمال المنقولة عن فورمات أجنبي للعرض على المنصات الإلكترونية، الفيلم الأكثر إثارة للجدل «أصحاب ولا أعز» الذي حقق نجاحاً كبيراً على منصة «نت فليكس»، حيث يعتبر أول فيلم عربي تنتجه المنصة، ومأخوذ عن الفيلم العالمي الإيطالي الشهير«Perfect Strangers»، الذي حقق رقماً قياسياً في عدد مرات النسخ التي تم تقديمها حول العالم بإجمالي 18 نسخة، لتصبح النسخة العربية هي النسخة رقم 19، ويلعب بطولة الفيلم المصري منى زكي وإياد نصار وعادل كرم ونادين لبكي ودايموند عبود وجورج خباز، ومن إعداد وإخراج وسام سميرة في أول تجاربه الإخراجية.
مدى تأثيرها
نجاح هذه الأعمال طرح العديد من الأسئلة حول استمرارها ومستقبلها، ومدى تأثير هذه النوعية في الدراما المصرية والعربية، حيث ترى الفنانة المصرية إنجي المقدم أن وجود هذه النوعية من الدراما لا يشكل أزمة على الدراما المصرية أو العربية، طالما أنه يتم تمصيرها وتعريبها بشكل جيد بما يتوافق مع البيئة العربية والعادات والمعتقدات، مشيرة إلى أنها تواجدت في الكثير منها وجميعها قدمت بشكل جيد، ودائماً ما تحقق نجاحاً كبيراً، لأنها تكون مقدمة بشكل جيد، بما يلائم المجتمع الذي نعيش فيه، موضحة أن كل هذا من شأنه أن يساهم في تطوير الدراما كوننا نقدم أعمال نوعيات مختلفة، وفي الوقت نفسه يحمس الكتاب المصريين والعرب على تقديم نوعيات جديدة ومختلفة من الدراما.
الفنان المصري أحمد مجدي، يقول إنه تواجد في أكثر من عمل فورمات، ربما من أهمها وأكثرها تحقيقاً للنجاح مسلسل «الآنسة فرح»، معتبراً أن الهجوم على أعمال الفورمات غير مبرر، فهو أمر متبع في العالم وأصبح «موضة»، وليس في مصر فقط.
أما النجمة اللبنانية كارمن بصيبص، فتوضح أن جودة الأعمال هي السبب في تحقيقها النجاح، مشددة على أن العمل لو قدم بجودة ضعيفة فلن يحقق أي نجاح يذكر، معتبرة أن التواجد في أعمال فورمات صعب للغاية لأن الجمهور دائماً ما يقارن بين النسخ الأجنبية والنسخ العربية، بدليل أنه قارن بين «عروس بيروت» و«عروس إسطنبول».
أمر طبيعي
الناقد الفني المصري طارق الشناوي، يؤكد أن أعمال «الفورمات» محاولات لاستغلال نجاح الأعمال الأصلية من خلال تقديمها في المنصات المختلفة، مشيراً إلى أن تمصير تلك الأعمال أو تعريبها أمر طبيعي، وكان يتم في السابق بصور مختلفة، عن طريق الأعمال الأدبية التي صدرت في الغرب وتم تعريبها أو ترجمتها، مثل كل أعمال شكسبير، أو المسرح الفرنسي والإيطالي، لكن الأمر هنا مختلف لأنه يتم النقل عن عمل فني وليس أدبي، لذا لا يجب أن يكون الاعتماد عليها بسبب النجاحات التي تحققها فقط، والتوسع مشروط، لأنه ليس كل عمل ناجح يصلح لأن يقدم عربياً.
