خطر الحافلات المدرسية

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

«المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين»، ووقوع حادثين لحافلات النقل المدرسي، خلال أسبوع، يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهة المنوط بها مسؤولية الإشراف على النقل المدرسي، خصوصاً أن الحادث الأول راح ضحيته طفلة في عمر الزهور، دفعت ثمن استهتار السائق، وغياب المشرفة، التي تنص جميع اللوائح على ضرورة وجودها على متن الحافلة، خلال رحلتي الذهاب إلى المدرسة والإياب منها، فيما حالت رحمة الله ولطفه وفطنة السائق والطلبة، دون وقوع كارثة، حين التهمت النيران الحافلة التي كانوا يستقلونها خلال عودتهم من مدرستهم. 
هذان الحادثتان يفتحان ملف النقل المدرسي، الذي نسينا مشكلاته خلال العامين الماضيين، لا بسبب فطنة المشرفين عليه، بل بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد التي قيدت وسائل النقل العام، وأغلقت أبواب المدارس، والتي لولاها ربما كان زاد عدد الحوادث، خصوصاً أن هذه الخدمة التي هي في الأصل، رافد للعملية التعليمية، وضرورة حتى يستمر قطار التعليم في السير على سكته، باتت العائق الأكبر، والخطر الداهم، بعد أن وُظفت كبابٍ ربحي، شرعته إدارات المدارس الخاصة، لجني المزيد من الأموال من أولياء الأمور الذين يجدون أنفسهم مضطرين بحكم طبيعة عملهم، التي تحول دون قيامهم بتوصيل أبنائهم، إلى الرضوخ لطلبات الإدارات غير المستحقة، بالنظر إلى تواضع الحافلات التي توكل إليها هذه المهمة، وازدياد هامش الخطر، يوماً بعد يوم، مع تملص المدارس الخاصة من واجباتها، والالتفاف على اللوائح، توفيراً لرواتب هي في الأصل متواضعة، حتى وإن كان الثمن حياة طلبة، تسير بهم الحافلات المدرسية يومياً إلى سكة غير معلومة.
مشكلة النقل المدرسي، التي كانت قبل «كورونا» شغل أولياء الأمور الشاغل، تمخض عنها مشكلات أخرى، حيث اصطدمت محاولات البعض بالبحث عن طريقة توصيل أقل تكلفة، بجدار الأمن المفقود، بعد أن لم يجدوا مفراً سوى تكليف سائقين بسيارات خاصة بهذه المهمة، التي وإن كانت تحمل من الخطورة الكثير، إلا أنها ليست أكثر سوءاً من الحافلات المهددة بوقوع حوادث في أي لحظة لافتقارها للصيانة الدورية، والحملات التفتيشية، التي كشفت الحقائق أننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى جهة اتحادية، تتولى مهمة الإشراف على الجهة المسؤولة عن توفير الحافلات، وعلى الإدارات المدرسية التي تتهرب من مسؤولياتها، وتنشد الربح، حتى وإن كان السبيل إلى ذلك التلاعب بأرواح الطلبة.
لن يكون مقبولاً بعد اليوم أن نسمع أو نرى حادثة يروح ضحيتها طلبة، دفعوا ثمن خطأ بات ظاهراً للجميع، خصوصاً أن قوانين النقل التي أقرتها وزارة الداخلية، وُضعت لتحصينهم خلال نقلهم بالحافلات، أصبحت الخطر الأول الذي يترصد بهم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"