إذا كانت حركة الأسعار السابقة هي المؤشر فإن الصعود المقبل لعملة البيتكوين لن يكون قبل أواخر عام 2024 أو بداية عام 2025. هذا ما نقل عن دو جون المؤسس المشارك لإحدى أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم «هوبي» متحدثاً إلى شبكة «سي ان بي سي». ويفسر هذا الأمر بأن الصعود يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعملية تسمى «هالفينج»، أو تنصيف، «البيتكوين» (انقسام مكافأة البيتكوين) التي تحدث كل بضع سنوات، وستكون المقبلة في عام 2024.
يقوم المعدنون على شبكة العملة المشفرة بتشغيل أجهزة كمبيوتر متخصصة قوية لحل الألغاز الرياضية المعقدة للتحقق من صحة المعاملات على الشبكة ونتيجة لذلك تتم مكافأتهم، وما يحدث في عملية التنصيف كتابة «هالفينج» في الكود الأساسي لتلك العملة وقطعها إلى نصف المكافأة التي يحصل عليها المعدّن من صحة المعاملات على الشبكة وهذا يحدث كل أربع سنوات تقريبًا. كان آخر «هالفينج» في مايو 2020، وتجاوزت العملة في عام 2021 أعلى مستوى لها على الإطلاق فوق 68000 دولار وكان هنالك حدث مماثل عندما أُجري «هالفينج» في عام 2016 وفي العام التالي له وصلت العملة إلى مستوى كان قياسياً في ذلك الوقت. بعد هاتين القمتين تراجعت العملة وحاليًا انخفضت بنسبة 40٪ تقريبًا عن أعلى مستوى سجلته في نوفمبر لكنه لا يزال أقل مقارنة ببعض مستويات التراجع التي شوهدت في يناير ومن المقرر حدوث ال«هالفينج» المقبل في عام 2024.
يقول دو: «إذا استمرت هذه الدائرة فنحن الآن في المرحلة المبكرة من سوق هابطة» ويضيف: «من الصعب حقًا التنبؤ على وجه التحديد لأن هناك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن ايضاً أن تؤثر في الأسعار كالقضايا الجيوسياسية مثل الحرب، أو جائحة كوفيد الحالية».
بناءً على هذه المعطيات يرى جون عدم توقع السوق الصاعد القادم للبيتكوين حتى نهاية عام 2024 إلى بداية عام 2025 وما نشهده مؤخراً أن الانخفاض الأخير في أسعار العملات المشفرة أدى إلى حالة قلق لدى بعض المشاركين في السوق من أن ما يسمى شتاء التشفير (فترة طويلة من الاتجاه الهبوطي) قد يكون وشيكًا، وخلال هذه الأوقات قد يتم تداول البيتكوين في نمط جانبي (عرضي).
العودة من بوابة إدارة الأصول
من ناحية أخرى تخطط شركة «هوبي» للعودة لدخول السوق الأمريكية بعد أكثر من عامين من توقفها عن العمل امتثالاً للوائح. ووفقاً لما صرح به جون، فإن الشركة قد لا تطلق منصة تبادل كالسابق، وبدلاً من ذلك سيتم التركيز على مجالات أخرى مثل إدارة الأصول، خصوصاً بعد الزلات الأخيرة.
وأضاف دو: في عام 2018، حاولنا دخول السوق الأمريكية لكننا انسحبنا سريعاً لأنه لم يكن لدينا التزام قوي بالسوق آنذاك، ولم نمتلك أيضاً فريق إدارة جيداً في الولايات المتحدة لكني أتوقع اليوم أن تكون إدارة الأصول نشاطاً تجارياً أكبر من البورصة ويعكس سوق التمويل التقليدي، فالبورصة ليست عنصراً ضرورياً لدخول الولايات المتحدة. بالرغم من أنه لم يؤكد طبيعة النشاط الذي ستطلقه «هوبي» أولاً في الولايات المتحدة إلا أن هذه الخطوة يمكن أن تضعها في منافسة قوية مع عمالقة في القطاع مثل منصة «كوين بيس».
أشار دو إلى أن الشركة فقدت حوالي 30% من إيراداتها من إغلاق المستخدمين حساباتهم في الصين جرّاء الحملات التنظيمية، لكن ذلك أعطاها دافعاً قوياً للانطلاق إلى العالمية، فاختارت سنغافورة كمقر رئيسي جديد لها في آسيا، وتتطلع إلى إنشاء مقر في أوروبا، بالإضافة إلى أمريكا، وأشاد باللوائح الصينية الصارمة بشأن العملات المشفرة لكونها عالجت حالات المقامرة وغسل الأموال. معتبراً أن اللائحة تحمي المستثمرين الصغار ومع ذلك لا ينبغي لبقية الدول اتباع نهج الصين لأن المستثمرين قد يكونون أكثر نضجاً في أسواق أخرى. (وكالات)
