عادي

كون يفيض بالحروف في النادي الثقافي العربي

22:39 مساء
قراءة دقيقتين
علي المغني يتوسط ضيوف النادي الثقافي
4

الشارقة: «الخليج»

احتضن النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء الخميس الماضي، أمسية شعرية، شاركت فيها كل من الشاعرة الأردنية - الفلسطينية سميحة التميمي، والشاعرة المصرية أميرة توحيد، وقدّم لها الكاتب والإعلامي محمد بابا حامد، كما عقبت على الأمسية الكاتبة ريم عبيدات بورقة نقدية حول تجربة الشاعرتين.

بوح شفيف

كانت البداية مع سميحة التميمي، والتي أصدرت عدة مجموعات شعرية، من ضمنها: «ملحمة العطش» و«وتريات غجرية» و«عشرون سيرة ذاتية للقهوة» و«صلاة عاشرة قبل التجلي الأخير»، حيث قرأت مجموعة من نصوصها التي راوحت بين التأمل والبوح الشفيف ومن ذلك: (عشقت نجماً ولم أعشق له وَدَعا/ لكنه قَحَمَ العتماتِ والتمعا/ ونَوسَ النارَ جاء ملتمعا/ في ليلتي عارفاً في دربه البِدعا/ فصارَ في العين فوحٌ قد سكبتُ له/ عطراً زكياً ففارت قهوتي دمعا..)، إضافة إلى مقطوعات شعرية أخرى حظيت بتصفيق من جمهور الصالة الكبرى في النادي الثقافي العربي، ومن ضمنها (عد.. أين هم من أسعدوك كما سَوالف عهدهم.. فقطعتَ آمادَ السوابقِ واللواحقِ تسألُ السارينَ عن مبكى الحمامةِ كيف جن بها الشفيق.. قم أنتَ في حلٍ من الترحال.. أين هم من خوفوا الجلنار في ضوع المساء..).

كما قرأت أميرة توحيد، والتي لها ديوان مطبوع بعنوان «همسٌ في ضوءِ القمر»، نصوصاً تميزت بالوجدانيات والشوق والحنين، ومما قرأت من قصائدها: (تلصص الشعر مني غفوة فأتى/ يرقى لقافيتي كي يبلغ السببا/ فانهار صرحٌ من الأوهام يحمله/ ما كاد يغلبه إلا وقد غُلبا..)، وكذلك (عيناك دربٌ لا انتهاء لسحره/ من ينهه يفتنه أوله/ عيناك ركن بالسعادة نابضٌ/ لاشيءَ من ذا الكون يعدله..)، ومقطوعات أخرى تميزت بالجزالة مثل (ما كنتُ أعلمُ أن البين ذباحُ/ حتى تمزعَ قلبي بعدما راحوا/ أُمسي أغض عيون الروح عن ألمٍ/ أصحو وصوت حنين الروح فضاحُ..).

بعد ذلك قدمت الكاتبة ريم عبيدات ورقة تعقيبية، حيث أشادت بكم الدهشة في نصوص الشاعرتين، وأضافت «جئن، لأنهن بنات كل الأرض، وأيقونات من سرمد الإبداع، المتصل عميقاً بالأبدية، حين تجف المنابع، يفتحن في جدار الكون جدولاً من أمل وفضاء ونور، فتشرق الشمس على الشجرة العطشى.. ولشاعراتنا هذا المساء هواجس كونية خاصة، ولأفكارهن ترانيم وجودية عميقة، فصول من الأمومة الباحثة، عن الإجابات والاغترابات عن الذات والكل والمكان، وتعبير مفعم بخارطة المشاعر العربية في تطواف مفتوح، وهو في مطلق الفكرة، عبارة عن سبيل لكون يفيض بحروف من إنسان، وخيوط وارفة تنحاز للكون الأعمق والأبعد».

وفي ختام الأمسية منحت شهادات تكريمية للشاعرات المشاركات، قدمها علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي، وبحضور الكاتب محمد إدريس، عضو اللجنة الثقافية في النادي، كما تم التقاط مجموعة من الصور التذكارية للمشاركين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"