«متحف المستقبل»..الأيقونة التشكيلية الشعرية

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين

الإنجازات الإماراتية، الأرضية والفضائية، المعمارية الجمالية والثقافية، الاستثمارية والإبداعية والتنموية أسرع في حركتها الأفقية والعمودية من الإعلام، فما إن يُعلن في الإمارات عن مشروع أو مبنى أو مبادرة، أو إنجاز حتى يسارع الإعلام إلى تغطية الحدث، وهو دور وطني نبيل معروف ومحترم للصحافة المرئية، والمقروءة، والمسموعة في الإمارات.
ما أردت قوله إن الإمارات بلد إنجازات يومية عالمية الطابع، وذات صورة أسبقية دائماً. بلد الرقم واحد دائماً. وطن القاموس الذي لا يعرف كلمتي صعب أو مستحيل. دولة الديمومة الإنتاجية والإبداعية التفوّقية على مدار نصف قرن من الزمان، منذ بداية سبعينات القرن العشرين حيث قامت دولة الاتحاد، وإلى اليوم، وإلى المستقبل.
«متحف المستقبل» أحدث طاقة إبداعية إماراتية. امتداد وطني إماراتي للسرعة الأفقية والعمودية الإنتاجية الأسرع من الإعلام، والأسرع من المخيلة العادية.
من «مسبار الأمل»، إلى «إكسبو 2020»، إلى «متحف المستقبل»، وقبل هذا التسلسل الإنجازي الإماراتي في كل البنيات التحتية والفوقية، تواصل الإمارات حركة الإبداع الاقتصادي، والمعماري، والاستثماري، والثقافي، والمجتمعي بلا توقف بكل معنى الكلمة. ليلاً نهاراً بكل معنى الكلمة، واقعياً وافتراضياً بكل معنى الكلمة، محلياً، وإقليمياً، ودولياً بكل معنى الكلمة، وإلى آخره من متواليات الإبداع الإماراتي المتفوّق.
«متحف المستقبل» وُصِف بأنه «الأيقونة المعمارية» الأجمل في العالم. هو أيضاً أيقونة تشكيلية، هندسية، جمالية نتاج مخيّلة شعرية بامتياز، وفي الوقت نفسه نتاج فكر إبداعي متصل في حلقات ثلاث: الماضي، والحاضر، والمستقبل.
«متحف المستقبل» تجديد حداثي لفكرة أو مفهوم المتحف أو المتحفية، فالفكرة هنا ثقافية تماماً، فكرة ثقافية عالمية مولودة أصلاً من قلب البيئة الإماراتية المحلية وهي بيئة التعايش الاجتماعي والثقافي والإنساني بكل تجلّياته القيمية الجميلة.
يعمّق «متحف المستقبل» ظاهرة التنوّع الثقافي الذي تتسم به أصلاً دولة الإمارات، والمتحف يتجاوز كونه فضاء معمارياً جمالياً وإبداعياً وتفوّقياً على مستوى العالم إلى كونه فضاء آخر للتعبير الحرّ والحوار المتبادل والمشترك بين الثقافات والفنون والأفكار الرّاهنة والمستقبلية.
إنه مكان للحرية المبدعة. للناس والأفكار. مكان للتأمل في خريطة المبنى الهندسية، وفي الوقت نفسه للتأمل في ما سينتج عن هذا المكان من تلاقيات ثقافية، فنية وإنسانية لكل حقائق ومخيّلات العالم.
هذه في النهاية هي حقيقة دولة الإمارات. التوجه إلى المستقبل وثقافته وصورته غداً، وفي الوقت نفسه وقبل ذلك، توجّه الدولة إلى ثقافة الحياة، والاحتفال بفكر الجمال والمحبة والتعايش. الاحتفاء بِ «الآخر» الثقافي والإنساني والعالمي على أساس الحوار والقبول والتكامل الذي يؤدي فعلاً إلى فكرة العالم المكثف في قرية إنسانية لا إمبراطورية مترامية الأطراف بالعنف والصراع.
المستقبل في الإمارات ثقافة ورؤية ومؤسسات تعمل على الأرض لوصلها بالفضاء، والمستقبل، أيضاً وأخيراً يحققه الإنسان ابن بيئته، وابن وطنيته الأصيلة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"