عادي

حامي الماء ومصدر النماء

00:52 صباحا
قراءة دقيقتين
8

أحمد البيرق

تجتمع الحصون في أداء مهام متشابهة أساسها الحماية والدفاع ورد العدوان لذلك نجدها في منطقتنا تتخذ أشكالاً متقاربة بعض الشيء بأسوارها العالية وأبراجها ذات الوظائف المختلفة - كان ذلك في فترة تشييدها وبنائها الأول- أما اليوم ومع ظهور الدولة الحديثة المحكومة بأنظمة وقوانين باتت تلك الحصون تقف شاهداً على تاريخ تليد سطرت على جدرانه بطولات وعطاءات، كما أنها أصبحت ركيزة أساسية من ركائز الترويج السياحي والثقافي والتعريف بالواقع الاجتماعي لسكان بلادها.

هناك في مدينة الذيد وفي قلب الشارقة، كما حلا لصاحب السمو حاكم الشارقة أن يطلق عليها يقف شامخاً حصن الذيد، حامي الماء ومصدر النماء الذي أعاد سموه افتتاحه بعد ترميمه بمبادرة كريمة منه، ليصور لنا نموذجاً متفرداً من الحصون سواء من حيث طرازه المعماري أو من حيث وظائفه.

ذلك الحصن كان حامياً لعصب حياة قاطني واحة الذيد ومصدر رزقهم ورزق مواشيهم وزراعتهم الأول، أحاطت جدرانه بحوض ماء غزير تتفرع منه شرائع يجري الماء من خلالها لتروي البشر وتسقي الشجر، كما شغلت أبراجه مهام استطلاعية جامعة للمعلومات خصوصاً تلك المتعلقة بقدوم الأعداء أو هبوب الرياح، وشغلت كذلك وظيفة حفظ الغلال والمحاصيل وجمع أموال الزكاة فكانت بمثابة بيت مال المسلمين.

اليوم حصن الذيد بعد أن كان حامياً للماء بات مصدراً للنماء فبوجوده والأسواق المشيدة على أطرافه ستتوفر فرص عمل لسكان المنطقة ما يسهم في تحسين مستوى المعيشة ونمو البلدة تجارياً واقتصادياً، كما سيشكل فرصة فريدة لمعايشة التاريخ ما ينعكس على نمو المنطقة سياحياً ومعرفياً، وسيعمل الحصن على أن يكون نقطة التقاء للتفاعل الاجتماعي بإقامة الفعاليات والمهرجانات والاحتفالات في الساحات المنتشرة أمامه.

حصن الذيد يؤكد لنا أن الشارقة باقية على عهدها الذي قطعته منذ عقود مضت بأن لا لثورة الكونكريت إذا لم تكن في خدمة بناء الإنسان.

يجب أن ندرك سوياً أن هناك درساً يجب علينا الالتفات إليه، هو استغلال المقدرات والإمكانيات والمقومات في صنع مستقبلنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"