عادي

تعرف إلى طبيب مصري أنقذ فتاة يهودية من النازيين

22:53 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

يدور كتاب «مسلم ويهودية.. قصة إنقاذ طبيب مصري لآنا من النازيين» للمؤلف الألماني رونين شتاينكه، عن فصل منسي في التاريخ، عن قصة حقيقية، تبدو كالروايات البوليسية، مملوءة بالقلق والترقب والمصادفات غير المتوقعة، لكنها تتمحور حول التحدي والكبرياء ومقاومة الشر.

الكتاب يحكي عن طبيب مصري يقرر إنقاذ شابة يهودية وأسرتها من بين فكي الوحش النازي في برلين، خلال أوج قوته، الطبيب محمد حلمي يكون شبكة من أصدقائه المصريين والعرب المسلمين لتأمين هروب الفتاة «آنا» المتواصل من حملات النازيين.

تنجح خطة حلمي لإخفاء «آنا» وحمايتها من الترحيل لمعسكرات الإبادة، لكنها تقترب في لحظات كثيرة من حافة الخطر، له ولها؛ حيث يحكي هذا الكتاب برشاقة، اعتماداً على جهد بحثي كبير عن ألمانيا في النصف الأول من القرن العشرين، لنعايش صعود النازيين، ثم انهيارهم من خلال حكاية حلمي وآنا، ونستكشف من خلال الحكاية دوافع الطبيب المصري لإنقاذ تلك الشابة اليهودية، دوافعه التي قادته إلى رفض العمل كترس في آلة شريرة لقتل البشر وتدمير حياتهم.

يوضح الكتاب أن المسلمين واليهود كانوا على درجة كبيرة من التقارب، خاصة في حقبتي العشرينات والثلاثينات المضطربة من القرن العشرين في برلين؛ حيث اكتشفوا ما يربطهم، ببعضهم، وتعايشوا معاً بشكل جيد، وظل هذا التعاطف فيما بينهم مجهولاً لفترة طويلة، ولم يظهر للعلن إلا من خلال ما اكتشف حديثاً في أرشيف الدولة، والأرشيف السياسي لوزارة الخارجية الألمانية.

كان العرب يخبئون اليهود في وسط عاصمة هتلر، لإنقاذ حياتهم، إنها قصة مشجعة في زمن الكراهية، وإذا كان لدى بعض المسلمين في ألمانيا اليوم انطباع بأن ذكرى الهولوكوست لا تعنيهم في شيء، وأنه لا يوجد أي نقاط تماس مع تاريخهم الخاص؛ حيث لا مكان فيها للمهاجرين المسلمين، فإن القصة المروية في هذا الكتاب تثبت عكس ذلك، فهي مبنية على الوثائق التاريخية وملفات التعويضات ومراسلات الجستابو ومستندات الدبلوماسيين، كما أنها تعتمد أيضاً على الإرث الشخصي لكل من حلمي وآنا.

تستند أيضاً إلى ساعات طويلة من المحادثات مع أبناء بطلي القصة وأبناء إخوتهما الباقين على قيد الحياة، وهي تلقي الضوء على عالم كاد أن يصبح منسياً، وهو عالم برلين الغربية القديمة في حقبة جمهورية فايمار التي كانت مثقفة وتقدمية، وبعيدة كل البعد عن كونها معادية لليهود.

عندما يتولد لدى بعض اليهود – كما يرى المؤلف - في ألمانيا اليوم بأن المناطق التي يقطنها المسلمون بكثرة قد أصبحت مناطق محظورة على اليهود، وأنه لم يعد بإمكانهم التنقل فيها بأمان، فإن الأحداث الحقيقية التي تسرد في هذا الكتاب لن تشكل أي عزاء لهم، لكنها مع ذلك تحمل الأمل في إمكانية تغير الأمور يوماً ما، فتاريخ المسلمين في أوروبا أقدم وأكثر تنوعاً مما يبدو في كثير من الأحيان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"