الإمارات تُلهم

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

د. باسمة يونس

مع قيام الثورة الصناعية الرابعة بتغيير طريقة عملنا وحياتنا، وتطوير مفاهيم وعقلية جيل جديد، علينا إعادة تعريف معنى أن نقرأ، وأهم المواضيع التي ستجعل هذا الجيل قارئاً في زمن مختلف.

ومن مقولة عميد الأدب العربي طه حسين، «القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ»، التي لا تزال راسخة في الأذهان، نزيد عليها بأن «الإمارات تصدر قانوناً وتطلق تحدياً وتسجل حضوراً باثنين من أكبر وأهم معارض الكتاب الدولية»، وتنجح في دمج القراءة ضمن استراتيجية التنمية المجتمعية ليواكب الجميع رحلتها الماضية نحو المستقبل.

وهذا يؤكد أن التقارير التي تتهم العالم العربي بأنه لا يقرأ بحاجة إلى مراجعة وتعديل من خلال قياس نتائج استثمارنا لشهور القراءة السنوية، بعد ست سنوات بدأت بعام القراءة في 2016 ولم تتوقف، بل تواصلت بمبادرة تخصيص شهر كامل للقراءة في كل عام بعده؛ لتحقيق الرؤية الفذة التي وقفت وراء العام والاستراتيجية والقانون والتحدي وصناعة النشر، وتطوير خططنا المستقبلية لتصبح استراتيجيتنا مبادرة عالمية تغذي المجتمعات بالمعارف، وتتكامل مع الجهود العالمية التي تدفع البشرية نحو أكثر من ثورة صناعية وفكرية قادمة.

لقد أدركنا بأنه لكي نتمكن من جعل الجميع قرّاء نحتاج لممارسة عملية بناء مستمر تستغرق وقتاً لكنها لا تتوقف في مرحلة ولا تهدأ عند حد ما. والآن ولكي تصبح القراءة عادة يومية، يجب أن يكرّس لها الوقت والأشخاص الملهمون والمساحة والدعم بلا حدود، ما يعني ابتكار برامج ومساقات تعليمية لتخريج مجموعة من المختصين في بناء شغف القراءة عند الأطفال، ومعرفة ماذا يريدون أن يقرأوا، وما هي أفضل الوسائل والعمليات التي يمكن استخدامها لتحقيق هذه الأهداف وتوجيه الآخرين نحو القراءة وتقييمها.

وتنمية القراءة تتطلب أيضاً مختصين بارعين في مجال صياغة برامج ثقافية قادرة على دخول المنافسة القائمة بين التلفاز وأجهزة الحواسيب والقنوات الترفيهية وبين الكتب وجذب انتباه الأطفال والاستحواذ على عقولهم وأوقات فراغهم بنجاح، إضافة إلى ما يمكن اختياره من مشاريع ومبادرات برهنت نجاحها خلال شهور القراءة السنوية، وتحويلها إلى برامج تعليمية مستمرة على مدار الأعوام.

ناهيك عن دور الناشرين في إنماء آليات النشر، وجلب التطورات والتقنيات المبتكرة لوضعها في خدمة استراتيجية القراءة، مع إتاحة قوائم منشوراتهم من القصص والكتب المتنوعة والمفيدة والمحددة لكل مرحلة وعمر لجميع المدارس والمؤسسات التعليمية وأولياء الأمور والطلبة للاختيار منها، وتكوين مكتباتهم الخاصة أكانت إلكترونية أو ورقية وتطويرها.

أما الأهم فهو دور كتاب القصص والمؤلفين المتخصصين في أدب الطفل، وتطوير مواضيعهم وأفكارهم من أجل إلهام جيل جديد من القراء، يبحثون في علم ومعارف خارج إطار ما قرأه أجدادهم وآباؤهم، ليتناغم مع زمنهم ويتحدث بلغة مستقبلهم المنشود.

إن القراءة مشروع الإمارات الملهم وحجر الأساس، في إطار عزمها على صياغة مجتمع متعلم باستمرار، يدرك قيمة المعرفة في بناء مستقبله.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتبة ومستشارة في تنمية المعرفة. حاصلة على الدكتوراه في القيادة في مجال إدارة وتنمية المواهب وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورابطة أديبات الإمارات. أصدرت عدة مجموعات في مجالات القصة القصيرة والرواية والمسرح والبرامج الثقافية والأفلام القصيرة وحصلت على عدة جوائز ثقافية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"