عادي

تعرف إلى البطاقات الغبية في كرة القدم

12:33 مساء
قراءة 5 دقائق
1
الحكم يرفع بطاقة حمراء بالخطأ إلى لاعب أرسنال السابق كيران غيبس
اللاعب وات طرد بسبب اسمه

إعداد: معن خليل

هناك مصطلح في كرة القدم هو «البطاقة الغبية»، ويطلق عندما يرفع الحكم بطاقة صفراء أو حمراء للاعب آخر، غير اللاعب الذي يستحقها بالفعل.

في هذا التقرير تعرفوا إلى أشهر «البطاقات الغبية» في اللعبة:

مما لاشك فيه أن الحكم الإنجليزي الشهير أندريه مارينز يأتي في المقدمة، ففي عام 2014، خطف هذا الحكم الأضواء من الفوز التاريخي الذي سطره تشلسي اللندني على ابن مدينته أرسنال عندما حقق أكبر انتصار على حسابه بسداسية نظيفة في ملعب ستامفورد بريدج، ذلك أن حامل الصافرة في المواجهة الساخنة ارتكب هفوة كبيرة يقال عنها في عالم كرة القدم «غبية» عندما قام برفع البطاقة الحمراء في وجه اللاعب كيران غيبس بحجة أنه صد تسديدة البلجيكي أدين هازارد لاعب «البلوز» في ذلك الوقت وريال مدريد حالياً، بيده قبل أن تخترق الشباك، مع العلم أن زميله أليكس أوكسلايد تشامبرلاين هو من قام بهذا الفعل وليس اللاعب المطرود بلا وجه حق.

مارينز المخطئ الذي كان وقتها يعد أحد أفضل الحكام أعلن إحباطه من الواقعة التي حصلت، في حين كان زميله في السلك الدولي السابق كليف توماس يبدي غضبه «من أكثر قرار صادم ومثير للاشمئزاز رأيته في حياتي».

وحاول لاعب أرسنال تشامبرلاين إقناع الحكم أنه هو من لمس الكرة وليس زميله غيبس دون أن ينجح في ذلك، مع العلم أن الواقعة طرحت تساؤلات من قبل الصحافة الإنجليزية وقتها عن دور مساعدي مارينز والحكم الرابع الذين لم يحركوا ساكناً لتنبيهه وثنيه عن الخطأ الكبير الذي ارتكبه، بل أكثر من ذلك أيدوه ودعموه في قراره.

وما عزز الشكوك حول تدخل المساعدين غير الموفق أن مدرب أرسنال الفرنسي حينها أرسين فينجر قال «لا أعرف من أبلغ الحكم أن الكرة لمسة يد، لكن بكل تأكيد لم يتمكن هو من مشاهدة الكرة».

أما البرتغالي جوزيه مورينيو الذي كان مدرباً لتشلسي في المباراة فقد دافع عن الحكم على اعتبار أن «عدد اللاعبين كان كبيراً في منطقة الجزاء».

وأضاف «لا يمكن رؤية ما حدث من مقاعد البدلاء، أحد المساعدين في جهازي الفني قال إن الإسباني أرتيتا (مدرب أرسنال حالياً) هو من لمس الكرة بينما قال آخر إنه تشامبرلين».

واعترفت لجنة الحكام في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن «الخطأ في تحديد هوية اللاعب الذي صد الكرة بيده من الحوادث النادرة جداً في كرة القدم، وغالباً ما تكون نتيجة لعدد من العوامل الفنية المختلفة».

مفارقات سابقة

ومثل هذه القرارات التحكيمية التي تسمى «غبية» ليست نادرة، بل سبق أن حصلت في أكثر من دولة وإن بقيت على نطاق ضيق، حيث إن الملاعب الإنجليزية شهدت واقعة مماثلة وتحديداً في 2013، وذلك في إحدى مباريات الدرجة الثانية، حين قام الحكم برفع البطاقة الحمراء في وجه لاعب بريستون نيل كيلكيني خلال المباراة مع فريق بورت فيل، مع العلم أن زميله جو غارنر هو من كان يستحقها.

وقام الاتحاد الإنجليزي حينها بتصحيح الأمر بعد شكوى من نادي بريستون ليتم العفو عن كيلكيني وإيقاف جو غارنر ثلاث مباريات بأثر رجعي.

وفي 2014 تمت إعادة مباراة في بطولة للهواة في إيطاليا بعد أن ارتكب الحكم خطأ وطرد لاعباً لاعلاقة له بالمخالفة سوى أنه الشقيق التوأم لمن ارتكبها.

وأشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه اللاعب ميشيل روسي لاعب فريق كاستيو المنافس وقتها في دوري القسم التاسع للهواة بسبب مخالفة ارتكبها في الواقع شقيقه التوأم ماتيو ضد أحد لاعبي الفريق المنافس الفيانو.

وفي واقعة غريبة حدثت عام 2018، قام حكم مباراة بطرد اللاعب سانشيز وات بسبب اسمه، بعدما فسر الحكم الواقعة بطريقة خاطئة.

وخلال المباراة التي جمعت بين فريقي هيميل هيمستيد مع إيست ثوروك في دوري القسم الجنوبي لأندية الهواة في إنجلترا، قام حكم الساحة بإشهار البطاقة الصفراء في وجه لاعب أرسنال السابق، بعدما ركل الكرة بعيداً.

وعندما أراد الحكم تسجيل اسم اللاعب على البطاقة الصفراء سأله عن اسمه ليجيب «What» ويكررها 3 مرات، فاعتقد الحكم أنه يعترض على قراره؛ إذ إنها تعني بالإنجليزية «ماذا»، فقام بمنحه بطاقة صفراء ثانية؛ ومن ثم البطاقة الحمراء، لتكون تلك البطاقة الحمراء الأغرب في تاريخ كرة القدم.

وفي الدوري التركي عام 2021 خسر فريق إسطنبول سبور لاعباً في مواجهته أمام سامسون سبور، بسبب خطأ ارتكبه حكم المباراة، حيث طرد في الدقيقة الـ91 اللاعب إدوارد روكا من الفريق المضيف إسطنبول سبور.

وأشهر الحكم بطاقة صفراء تلاها بأخرى حمراء، ظناً منه أن البطاقة الصفراء تلك هي الثانية للاعب، معلناً خروج اللاعب من المباراة، بعد تدخله ضد بريس دجيدجي من سامسون سبور، قبل أن يندفع اللاعبون وراء الحكم ليثبتوا خطأه، إذ لم يسبق للاعب تلقي إنذار سابق (البطاقة الصفراء) يستدعي تلقيه بطاقة حمراء، لكنه لم يعترف بالخطأ.

خطأ قاري

وحتى البطولات التي يديرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم تسلم من مثل هذه الحوادث، حيث سبق لـ«يويفا» أن قبل الاعتراض الذي تقدم به نادي ألبورج الدنماركي عام 2008 ضد إشهار البطاقة الحمراء لأحد لاعبيه بطريق الخطأ خلال مباراته أمام سلتيك الاسكتلندي في أهم بطولة قارية لأندية دوري أبطال أوروبا.

وكان نادي ألبورج قد قدم اعتراضه بعدما طرد الحكم الإيطالي ماتيو تريفولوني بطريق الخطأ المدافع الأسترالي بوشامب بدلاً من زميله مايكل جاكوبسن الذي ارتكب مخالفة على أحد لاعبي الفريق الاسكتلندي.

وفي عام 2007 عوقب حكم برازيلي هو رودريغو مارتينيز سينترا بالإيقاف بعدما طرد لاعباً بريئاً بدلاً من اللاعب المخطئ في المباراة التي جمعت فريقي كورينثاينز وريو برانكو في بطولة باوليستا المحلية.

وقد عرقل جوسياس لاعب ريو برانكو أحد لاعبي فريق كورينثيانز، ولكن الحكم سينترا أخرج البطاقة الصفراء لزميله فيليب الذي كان لديه من قبل إنذار أصفر ليحصل على البطاقة الحمراء بلا أي ذنب.

وفي الأوروجواي أشهر حكم مباراة فريقي واندرارز وخوفنتود في دوري الدرجة الأولى 16 بطاقة حمراء بعد إطلاقه صافرة نهاية اللقاء وذلك بعد معركة تبادل بعض اللاعبين اللكمات والركلات خلالها، إلا أن الحكم ليودان غونزاليس طرد كل من في الملعب، رغم أن الكثير من اللاعبين كانوا يقومون بدور المصلحين ولم يتدخلوا إطلاقاً في الإشكال.

أخطاء عربية

وشهدت الملاعب العربية أيضاً بعض الأخطاء، ففي 2014 قام الحكم الدولي الفلسطيني عماد مرجان بطرد لاعب بريء خلال لقاء فريقي الأهلي وشباب جباليا في دوري قطاع غزة للدرجة الممتازة.

وحصلت مشادة بين لاعبي الفريقين فأقدم الحكم على رفع بطاقتين صفراوين في وجه لاعبين هما ماجد أبو اللبن من الأهلي ويوسف سالم من شباب جباليا، ومن ثم رفع البطاقة الحمراء مباشرة في وجه لاعب الأهلي حسن بدر الذي لم يكن له أي دخل في المشكلة، وحتى يزيد الحكم «الطين بلة» قام بعد اعتراض الأهلاوية بإلغاء بطاقة سالم الصفراء ورفع في وجهه الحمراء مباشرة حتى تكون هناك مساواة بين الطرفين.

كما حصلت في الدوري السعودي حادثة مماثلة عام 2012 بعدما منح الحكم بطاقة حمراء للاعب الفيصلي عبدالله دوش خلال اللقاء مع الأهلي رغم أن من يستحقها هو زميله وسام السويد.

وفي تفاصيل تلك الحادثة فإن السويد ارتكب خطأ ضد مهاجم الأهلي البرازيلي فيكتور سيمويس، لكن الحكم محمد الهويش وبناء على إشارة من مساعده رفع البطاقة الحمراء في وجه زميله دوش، وهو ما أثار حفيظة لاعبي الفيصلي الذين اعترضوا على القرار بشدة دون أن يجدوا آذاناً صاغية.

وشهدت الملاعب المصرية في 2014 حادثة خطأ من الحكم شريف رشوان الذي أدار مباراة الأهلي والجونة، لكنت كانت بطريقة مختلفة حيث تعرض لاعب الجونة بالضرب لمنافسه من الأهلي وكان يستحق الطرد بسبب امتلاكه بطاقة صفراء سابقة، إلا أن الحكم سجل الخطأ في حق زميله المحترف الغيني كوانساه، مجنباً الأول البطاقة الحمراء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"