دبي: زكية كردي
افتتح مركز دبي المالي العالمي، «حديقة المنحوتات»، مساء أمس الأول، مسلطاً الضوء على 65 عملاً فنياً استقرت في المساحات الخارجية للمبنى تعود ل50 فناناً، وتستمر الحديقة باستقبال الزوار حتى 30 يونيو، وذلك تحت شعار «حيث تتناغم الأصوات المختلفة»، ودعماً لرؤية إمارة دبي بتحويل جدرانها وشوارعها إلى معرض فني مفتوح.
احتضن الممشى الممتد من مبنى البوابة إلى جيت أفينيو أعمالاً فنية متميزة لمجموعة من أشهر الفنانين العالميين من خلفيات وجنسيات مختلفة للتواصل والتعبير عن مكنوناتهم عبر الفنون، وإضافة إلى ذلك، سيتم عرض مجموعة من الأعمال الفنية القادمة من معارض وصالات فنية بارزة مثل «معرض ليلى هيلر» و«جاليري فيريتّي» و«جاليري ايه دبليو سي»، إلى جانب الأعمال الفنية التي يقدمها فنانون مستقلون.
ومن خلال تقديم طيف متنوع من الفنانين الذين يستعرضون 65 عملاً فنياً متميزاً شملت اللوحات والمنحوتات، تحتضن مساحات المعرض 50 منحوتة بعضها مستوحى من معرض إكسبو 2020 دبي، وذلك بهدف تقديم صورة واضحة عن المشهد المتنوع والثراء الثقافي في دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية.
يتوسط المشهد الفني الخلاب في الساحة الأمامية للمبنى عملاً فنياً بديعاً للفنان الأمريكي ريتشارد هيدسون، وهو عبارة عن مجسم ضخم من الستانلس يجسد شكلاً لولبياً بسطح أملس، وتتداخل دوائر ومنحنيات المجسم بأسلوب يوحي بصورة فلسفية تفضي إلى التغيرات والتحولات التي تنقلنا من مرحلة إلى أخرى عبر الحياة.
ويقدم الفنان ميرت إيج كوسيه مجسمين ضخمين اعتمد في تنفيذهما على استخدام عدد كبير من قطع الألمنيوم المجموعة بواسطة فريق كبير مؤلف من حوالي 20 شخصاً لمساعدته على تنفيذ العمل الذي استغرقه أكثر من شهرين.
وأوضح كوسيه أن العمل الذي اعتمد فيه أسلوباً تجريدياً لافتاً يصور المواقف الفاصلة التي نتعرض لها في الحياة والتي تغير مسارنا وتمنحنا القدرة على التجدد.
وفي سياق التجريد أيضاً نقف أمام أربع منحوتات برونزية رشيقة ومتناسقة مستوحاة من التركيبة الرمزية والجمالية لشكل المرأة الإفريقية جسّدها النحات الإيطالي أنتونيو سنيوريني في مجموعته «رقص» التي صور فيها حركات الراقصين ببراعة لتبدو وكأن الحركة تنتقل من جسد لآخر برمزية ملهمة لكل حركة؛ بحيث تعكس شعوراً مختلفاً.
أما الفنانة الإماراتية زينب الهاشمي، فأوضحت أن فكرة المجسم، الذي قدمته بأسلوب فن الباوهاوس الذي يعتمد التناهي في البساطة برسم الخطوط الهندسية ودلالاتها التي حملتها معنى وأبعاداً عميقة وكثيفة من خلال الغوص في ماهية التوثيق الذي لازمها منذ أيام الدراسة؛ حيث كانت تعكف على توثيق التطور الذي يحدث في الإمارات، لافتة إلى وظيفة اللون في العمل ودلالتها إلى تأثرنا بالتكنولوجيا والألوان التي نراها على الشاشات.
وبطريقتها الفنية الخاصة، أحبت الفنانة آنا ديكاسترو، أن تحتفى بذكرى جدها وجدتها بتقديم عملين فنيين متناظرين ومتخمين بالألوان على لوح كبير من الألمنيوم، ليفصل بين العملين المتقابلين المبنى الذي يتوسطهما، موضحة أنها استخدمت في تنفيذ هذا العمل ألواناًَ خاصة مع إضافة مادة الإيبوكسي لحماية العملين من عوامل الطقس، كونهما معدين للعرض في مساحات مكشوفة.
وأشار عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، إلى أن مركز دبي المالي العالمي تحول على مدار السنين إلى وجهة حضرية تنبض بالحيوية، وتحرص على تشجيع الابتكار والتعايش المتناغم والاستدامة، وقال: «في إطار التزامنا بدعم رؤية دبي الفنية والثقافية، نعمل على تحويل المركز المالي إلى مجمع منحوتات فريدة، وسيواصل المركز صياغة ملامح الحركة الفنية المتنامية في الهواء الطلق على مستوى دبي، ويسهم في الوقت نفسه باستقطاب الفنانين العالميين».
قائمة الأعمال
تشمل قائمة الأعمال الفنية المعروضة في «حديقة المنحوتات»، منحوتة (Unwind) للفنان ريتشارد هدسون، حيث تتشرب السطوح العاكسة محيطها لتشجع الزوار على التفاعل مع الفضاءات والانغماس في عالم العمل الفني، ومنحوتة (Le Denicheurdes Aigles) للفنان ويم ديلفوي، التي صممها خصيصاً لصالح المتحف الملكي للفنون الجميلة في بروكسل، ومنحوتة «أبجدية الحياة» للفنانة عزة القبيسي التي تتيح للمشاهدين خوض تجربة المشي في واحة من النخيل، تجسيداً لقيم التكافل الاجتماعي والنمو والازدهار، ومنحوتة (1 / 2) للفنان ميرت إيجي كوشيه، وهي عبارة عن تمثال معدني يساعد على معرفة عمق المشكلات والتقنيات، ومنحوتة (Gelene-ek-Horse) – الحصان الذي يحمل التقاليد إلى الحاضر، للفنان أحمد جونستكين، ومنحوتة (Lyricism Entwined) للفنان ساشا جعفري.
