تفاوت في الرسوم

قضية الرسوم الدراسية تشغل بال أولياء أمور الطلبة في مثل هذا الوقت من العام استعداداً للعام الدراسي الجديد؛ حيث تتنافس نسبة من المدارس الخاصة، بالذات التي تشهد إقبالاً من الطلبة لاعتبارات عديدة، إلى رفع الرسوم الدراسية بنسب غير مقبولة على الرغم من أن رسومها الدراسية مرتفعة في الأصل.
أولياء أمور طلبة في مرحلة الروضة في إحدى المدارس الخاصة تلقوا إشعاراً بزيادة الرسوم للسنة الدراسية المقبلة 20% على الطلبة الدارسين في نفس المدرسة الراغبين في التسجيل في الصف الأول الابتدائي، على أن يتم تسديد مبلغ في حدود ألف درهم لحجز مقعد على أن يخصم هذا المبلغ من الرسوم في حال استمرار الطالب في المدرسة، وإذا انتقل الطالب لمدرسة أخرى لا يسترجع المبلغ. 
بعد امتعاض أولياء الأمور على هذا القرار، خفضت إدارة المدرسة الزيادة في الرسوم إلى 15% وبالتالي أصبحت رسوم طالب الصف الأول في حدود 19 ألف درهم سنوياً بالنسبة للطالب غير المستجد، أما رسوم الطالب المنتقل من مدرسة أخرى أو مستجد في الصف الأول وصلت الرسوم إلى 33 ألف درهم، وبالتالي في الصف الأول سيكون هناك طلاب في نفس الفصل الدراسي يسددون رسوماً دراسية تصل إلى 19 ألف درهم سنوياً وطلاب آخرون يسددون 33 ألف درهم والسبب هو طالب مستجد أو غير مستجد.
الحال ينطبق على الطلاب الآخرين في المدرسة ذاتها، فالطالب المسجل في المدرسة وسينتقل إلى الصف الثاني عشر رسومه الدراسية 33 ألف درهم سنوياً، والطالب المستجد والجديد في المدرسة وفي نفس الصف رسومه الدراسية أكثر من 55 ألف درهم، فهل يعقل هذا، وهل يجوز هذا الفرق الكبير في الرسوم الدراسية بين الطلاب في الفصل الدراسي الواحد؟
نسبة كبيرة من المدارس الخاصة اتجهت إلى رفع الرسوم الدراسية للعام الدراسي المقبل بنسب متفاوتة، فبعض هذه المدارس رفعت الرسوم من 2 إلى 5% حتى لا يشعر بها الطلاب على الرغم أن الرسوم الدراسية في هذه المدارس مرتفعة في الأصل، قضية الرسوم الدراسية ما زالت تحتاج إلى حل جذري، فلماذا لا يتم إنشاء المزيد من المدارس برسوم مقبولة لذوي الدخل المحدود. 
قرار هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، بأنه لا زيادة في الرسوم الدراسية للمدارس الخاصة للعام الدراسي المقبل أثلج صدور أولياء الأمور، خاصة في ظل الارتفاعات المتتالية في أسعار غالبية السلع بما في ذلك الإيجارات.
[email protected]