إعداد: معن خليل
رياضة كرة السلة التي تعد إحدى الألعاب الشعبية في العالم، وتأتي بعد كرة القدم؛ من حيث شمولية النجومية والاهتمام، لم تكن لتصل إلى وضعها الحالي لولا الدكتور جيمس أي سميث الذي يطلق عليه لقب «أب كرة السلة».
في هذه السطور، حكاية كرة السلة، وكيف نشأت وأصبحت رياضة عالمية وتحظى بشعبية طاغية، ولاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية:
عندما يقال إن كرة السلة كلعبة، هي وليدة المدارس والجامعات، فإن هذا الأمر حقيقة، ويعود إلى عام 1891 في منطقة سرنغفيلد، إحدى مدن ولاية ماساشوستس الأمريكية، ففي إحدى الدورات التدريبية التي أقيمت بمعهد المدربين التابع لجمعية الشبان المسيحية بالمدينة، اجتمع عدد من الطلبة الذين كانوا يتهيأون ليصبحوا مدرسين للتربية الرياضية، وحاولوا بإشراف الدكتور جيمس ناي سميث وزميله كوليك، المدرسين في المعهد المذكور، إيجاد لعبة يمكن للطلاب الرياضيين ممارستها داخل الملاعب المقفلة؛ بحيث يحتفظون بلياقتهم البدنية خلال العطلة.
درس الدكتور سميث عدداً من الألعاب التي كانت معروفة وقتها، وحاول تبسيط بعضها لتفي بالغرض المطلوب، فلم ينجح في ذلك، لكنه لاحظ ضرورة وجود كرة في كل لعبة جماعية، وهنا اتجه تفكيره نحو إيجاد هدف يمكن أن تمر الكرة منه، فعمد إلى استخدام سلال الفاكهة كأهداف توضع على الأرض في نهاية القاعة؛ بحيث يحاول كل فريق إدخال الكرة في السلة المقابلة، واستعمل في البداية كرة الرجبي لممارسة اللعبة الجديدة.
أعجب طلبة المعهد باللعبة الجديدة واستحوذت على تفكيرهم، وعكفوا على مساعدة أستاذهم لتطوير اللعبة، وتعديل بعض قواعدها، فبحثوا في قياسات الملعب، وشكل الكرة، وعدد اللاعبين، فاستقر الرأي على أن تستعمل كرة القدم بدل كرة الرجبي، وتم الاتفاق على تعليق السلتين على ارتفاع ثلاثة أمتار عن الأرض، كما اتفق على نزع قاعدتي السلتين؛ بحيث تنزل الكرة إلى الأرض بعد مرورها من الداخل.
وعندما انتهت فترة الدراسة بالمعهد المذكور، وحان وقت توزيع الخريجين على المدارس، كانت اللعبة قد استحوذت على تفكير الدكتور سميث وبقية الطلبة، وخلال عام 1892 عملوا على نشر اللعبة، وتعليمها ليس في الولايات المتحدة وحسب؛ بل خارجياً.
انتشرت لعبة كرة السلة الوليدة بسرعة في جميع الولايات المتحدة الأمريكية، واعتمدتها المدارس والجامعات، وأصبحت اللعبة المفضلة لديها حتى إنها طغت على جميع النشاطات التي تقام في الصالات المقفلة.
وفي عام 1895 أقيمت أول مباراة كرة سلة بين الكليات الأمريكية، وكانت نتيجتها فوز مدرسة مينيسوتا للزراعة على كلية بورترز أوف هاملاين، وبعد عامين نظمت جمعية ياماكا أول بطولة بين المدارس والكليات.
ومثلما كانت الجامعات هي صاحبة الفضل في اختراع اللعبة ونشرها، يعود لها السبق في تأسيس الأطر التنظيمية للاتحادات الدولية؛ حيث أقيمت في عام 1933 بمدنية تورينو الإيطالية أول بطولة جامعية في لعبة كرة السلة، اجتمع على إثرها في مدينة لوزان بسويسرا مندوبون عن الهيئات المشتركة في هذه البطولة، وقرروا تشكيل هيئة دولية يكون عملها توحيد القوانين الخاصة باللعبة وزيادة المقابلات الدولية والعمل على إدخالها في عداد الألعاب الأولمبية، فظهر أول اتحاد دولي لكرة السلة في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1933، وبعدها انتشرت بشكل لم يتصوره حتى الدكتور سميث نفسه.
