عادي

«تيسلا» تستعد لبدء إنتاج السيارات في مصنع برلين

15:10 مساء
قراءة 3 دقائق
تترقب شركة تيسلا الأمريكية المصنّعة للسيارات، حصولها على موافقة نهائية لبدء إنتاج مركباتها الكهربائية في أول مصنع ضخم لها في أوروبا، قرب العاصمة الألمانية برلين، بعد سنتين من التعقيدات الإدارية.
ومن شأن هذا الإعلان أن ينهي مسلسلاً طويلاً شهد تطورات إدارية وقضائية أخرت إطلاق الأعمال في الموقع المقررة أساساً في صيف 2021. كما سيشكل ذلك منعطفاً لصناعة السيارات في ألمانيا مع وصول «تيسلا» إلى بلد «فولكسفاغن» و«مرسيدس» لمقارعتهما في سباق تطوير المركبات الكهربائية.
سحالٍ وأفاع ٍ
وقد انتهت ورشة بناء هذا المصنع، وهو أول موقع ضخم لإنتاج سيارات «تيسلا» (ما يُسمى «gigafactory») في أوروبا، في تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، وهو يمتد على مساحة 300 هكتار، ويمكنه إنتاج ما يصل إلى نصف مليون سيارة كهربائية سنوياً.
وتم الإعلان عن إقامة المصنع وسط ضجة إعلامية كبيرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 في منطقة غرونهايديه على بعد بضعة كيلومترات من برلين، ما أثار حماسة في البلاد وفخراً بالثقة التي مُنحت للقطاع الصناعي في ألمانيا.
واستفادت المجموعة الأمريكية العملاقة لهذه الغاية من مسار استثنائي حصلت بموجبه على إذن مسبق، ما سمح لها بإطلاق أعمالها حتى قبل الحصول على موافقة نهائية من السلطات.
لكن هذا الامتياز أثار غضباً لدى السكان القلقين على أثر المشروع البيئي.
وأقيمت لهذه الغاية تظاهرات، ورُفعت دعاوى قضائية، وتم توجيه رسائل مفتوحة ضد المشروع الذي بذل سكان قصارى جهدهم لتأخيره، بدعم من جمعيات بيئية.
وفي 2020، أرغم القضاء مراراً «تيسلا» على تعليق الورشة، خصوصاً بعد شكوى أقامتها جمعيات ضدها بسبب الخشية من القضاء على الموائل الطبيعية لأجناس محمية من بينها سحالٍ وأفاعٍ.
كما ندد ناشطون باستهلاك المصنع المستقبلي المفرط للمياه، خصوصاً لوقوعه في منطقة تعاني أساساً ضغوطاً على هذا الصعيد بعدما عانت موجات جفاف خلال الصيف في السنوات الثلاث الأخيرة.
وينظر القضاء الألماني أيضاً، الجمعة، في شكوى مقدمة ضد سماح السلطات المحلية بزيادة عمليات سحب المياه، لتلبية حاجات المصنع مستقبلاً.
وأدت هذه المخاوف إلى تأخير كبير في إصدار رخصة البناء النهائية من جانب السلطات الإدارية التي أشبعت الملف برمته تمحيصاً.
كما عدّلت تيسلا مراراً طلب الترخيص، مع إضافتها خصوصاً إلى المجمع مصنعاً عملاقاً للبطاريات.
وقد حاول رئيس تيسلا إيلون ماسك إسكات الانتقادات، وأتى مراراً للإشراف بنفسه على الورشة كما نظم في تشرين الأول/ أكتوبر حدثاً قدّم خلاله المصنع أمام السكان ضمن مراسم احتفالية.
إدارة مشتركة
ومن شأن حصول «تيسلا» على الترخيص النهائي أن يمنحها بعض الارتياح بعد سنتين من التعقيدات الإدارية، فمن دونه سيتعين عليها تفكيك المصنع على نفقتها.
وفي المصنع الألماني، بدأت الشركة «تصنيع عدد محدود ومحدد» من المركبات لتجربتها، قبل طرحها في الأسواق فور الحصول على الإذن من السلطات، وفق ما أعلن ناطق باسم «تيسلا» لوكالة فرانس برس.
وفي حين تشتد المنافسة بين مصنّعي السيارات الكهربائية، لا تزال «تيسلا» تهيمن على هذه السوق، كما أن نظامها الإنتاجي الذي تستعين فيه بقدرات البرمجيات ونظام البطارية استحال مرجعاً في هذا المجال.
ولا شك في أن ذلك يثير قلقاً لدى الشركات الألمانية المنافسة التي تحاول تقليص الفارق مع المجموعة الأمريكية الرائدة.
وسيتمثل تحدي «تيسلا» في إيجاد موظفين، في بلد بات نقص اليد العاملة صارخاً وحاداً أكثر فأكثر مع عودة عجلة الاقتصاد إلى الدوران بعد الجائحة.
وسيتعين على المجموعة الأمريكية أيضاً التكيف مع المعطيات المحلية، وقد اضطرت «تيسلا» مرغمة بالقبول بتشكيل لجنة لمراقبة أعمال الشركة، وهي هيئة تؤدي دوراً مركزياً في النظام النقابي الألماني القائم على «الإدارة المشتركة» التي تعطي سلطات تقريرية كبيرة للموظفين.
وقد فازت لائحة مقربة من الإدارة في الانتخابات الداخلية في الشركة التي أقيمت نهاية الشهر الفائت.
ويوظف المصنع حالياً ما بين 2500 و3000 شخص، وفق مصادر نقابية. ولا يزال القسم الأكبر من هؤلاء الموظفين حتى الساعة من الكوادر. ويُتوقع أن يصل عدد الموظفين الإجمالي إلى 12 ألفاً وفق الصحافة الألمانية، وهو رقم لم تؤكده «تيسلا».
(أ.ف.ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"