عادي
في رواية جديدة من ترجمة «كلمة»

غراتسيا ديليدّا ترسم «سردينيا» في إصدار عن «كلمة»

22:48 مساء
قراءة دقيقتين
2402

أبوظبي: «الخليج»

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة رواية «إله الأحياء» للأديبة الإيطاليّة غراتسيا ديليدّا، وقد نقلها إلى العربية معاوية عبد المجيد، وراجع الترجمة الدكتور عز الدين عناية.

صدرت رواية «إله الأحياء» عام 1922 وتأتي أهميتها من رصد التغيّر الذي يطرأ على شخصيّة زيبيديو، وتصوير الصراع الباطنيّ ما بين الجشع وصحوة الضمير. يتعرّض بطل الرواية لإشاراتٍ غامضةٍ يجدر به التقاطها وإدراكها ليتحوّل إلى فعل الخير الذي خُلِقنا من أجله. لذا تتحرّك الرواية على الخطّ الرفيع الذي يفصل ما بين العقلانيّة والإيحاء، وما بين العلم والإيمان. إلّا أنّ غراتسيا ديليدّا، بذكائها المعهود، لا تكشف عن موقفها، إنّما ترغم القارئَ على إرجاء أحكامه، وتمنحه فرصةً ليشكّ بالنهاية التي ستفضي إليها الشخصيّات، والتي تفتح تساؤلات جديدة بدورها.

فضلًا عن أنّ الرواية ترسم لنا معالم المجتمع الريفيّ في جزيرة سردينيا، فهي تصوِّر العائلة من الداخل وتبرز منزلة كلّ فردٍ فيها وتأثُّره بمحيطه في اتّخاذ قرارٍ ما أو في رؤيته لحدثٍ ما. كما أنّ الكاتبة تعرِّج على تجذُّر الخرافة في ذلك المجتمع، وتصادم العلم والمنطق فيها وما ينجم عن ذلك من حيرةٍ وتردُّدٍ في حسم الموقف، في حين يبقى الإيمان الحقيقيّ سامياً متعالياً على البلوى والاتّقاء منها بتلك الأشكال المتخلّفة. من جهةٍ أخرى، ينال المكان في الرواية حصّةً كبرى من التأمُّل والتفصيل: الطبيعة في أدب ديليدّا جوهريّةٌ وأساسيّة، ولا بدّ من توصيفها بدقّةٍ شديدة: فمن المراعي إلى الحقول مرورًا بالمروج والأنهار، تحكي لنا ديليدّا عن لوحةٍ زاخرة بالأزهار والنباتات والألوان والطيور والعناكب والأشجار وإلى ما هنالك ممّا تجود الطبيعة به على سكّان تلك الجزيرة، ووصولاً بالبحر نفسه، فهو الذي يعطي للجزيرة فرادتها، وهو الذي يداوي العلل، وهو المكان الساحر الذي يحدّ اليابسة، هناك حيث يتكوّن عمقه من صفوة الأساطير التي تعالج الهذيان.

اهتمت ديليدّا بمعالجة ثيماتٍ أدبيّة كبرى في حكاياتها، فهي تركّز على أخلاق المجتمع الأبويّ في جزيرة سردينيا وما يتمحور حولها من عواطف مكثّفة وحادّة. كما تطرّقت إلى موضوعه والخطيئة والذنب، والخير والشرّ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"