فجوة التطوير

00:52 صباحا
قراءة دقيقتين

هل تحتاج المدارس إلى التطوير باستمرار؟ سؤال يبدو للبعض بسيطاً وسهلاً، وإجابته تتمثل في «نعم أو لا»، على اعتبار أن الأمر اختياري ومتاح، وتتعاطى معه الإدارات، بحسب الأولويات والاحتياجات والممكنات، ومن المفترض المخرجات أيضاً، وهنا مربط الفرس.
إن الحاجة للتطوير أمر لا نهاية له، لا تحكمه رغبات أو وجهات نظر شخصية، لاسيما أن المتغيرات والمستجدات التي يشهدها قطاع التعليم، مثل القطار الذي يقف في المحطات، فضلاً عن أن الابتكار والإبداع أصبحا وقوداً للتطوير في أي مجال وكل قطاع.
التعليم «الحكومي والخاص» وجهان لعملة واحدة، ولمجتمعٍ تعليمي واحد توجهاته معلومة وواضحة، إذاً لماذا نجد فجوة في اتجاهات المدارس نحو التطوير، «فالحكومي» يحرص عليه لمواكبة المستجدات؟ و«الخاص» يتأرجح، إذ تسعى بعض مدارسه نحو التطوير، وتحاول أخرى، وثالثة لا تبالي ولم تفكر إدارتها في التطوير منذ نشأتها.
لدينا مدارس خاصة في الميدان، لم ترَ وجه التطوير منذ تأسيسها، على الرغم من الممكنات «المادية والبشرية»، والأغرب تأييدها لفكرة التطوير بقوة، ولكن من دون نية خالصة، للمضي قدماً نحو تطبيقها، في وقت تأخذنا المتغيرات المتسارعة، إلى ضرورة الاستمرار في التطوير بلا توقف، لنواكب موجة التقدم والرقي المعرفي، ونغرد في نفس السرب، الذي تغرد فيه الأنظمة التعليمية هنا وهناك، ولا أحد يحدثنا عن الخسائر؛ إذ إن التطوير لا علاقة له بالربح أو الخسارة، بل يعدّ مصدراً موثوقاً لتحقيق المزيد من المكتسبات.
عائدات المدارس الخاصة الربحية «مرضيه» بدرجة كافية سنوياً، والحق يقال هناك مدارس لم تتوانَ في تخصيص جزء من أرباحها للتطوير والارتقاء بمكوناتها وخدماتها وهيئاتها وتعليمها، ولكن هناك البعض الذي لا يفكر من الأساس في مسألة التطوير، لنجد كل شيء فيه متواضعاً، بدءاً من بوابة الدخول، مروراً بالإدارة، وصولاً للصفوف، والهيئات بأنواعها، والمختبرات بمكوناتها.
صدقت الآراء التي تؤكد نجاح تلك المدارس في استقطاب الطلبة، إلا أن الواقع يؤكد أيضاً تواضع قوتها وقدرتها على تفريخ نواتج تعليمية جيدة عاماً تلو الآخر، فضلاً عن بقائها بعيدة عن المنافسة، فعليها أن تنتبه لأهمية التطوير، أفضل من أن يأتي يوم لا تجد فيه طالباً يرغب في الالتحاق بها.
عجلة التطوير في قطاع التعليم تعمل على مدار الساعة بلا توقف، ومن يتقاعس في إدراك ماهيتها ومساراتها وأهدافها، فلن يحالفه التوفيق في مسيرة بناء الأجيال، فالجهات المعنية بالتعليم، مطالبة بإعادة النظر في طرائق تقييم المدارس التي تتقاعس في تطوير إمكاناتها وقدراتها.
لماذا لا نجعل «التطوير» محوراً أساسياً لتقييم المدارس الخاصة، وشرطاً نقيس من خلاله مستوى قدراتها، لسد فجوة التطوير بين المدارس الحكومية والخاصة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"