عادي

تسلق الجبال.. العيش على حافة الخطر

23:28 مساء
قراءة دقيقتين
2101

رحلة إلى جبل «إيفرست» يمكن أن تقضي بسهولة على حياة راغبي المتعة بتسلق القمم الشاهقة والجبال العالية، مع نقص الأكسجين وانهيار الجسم واضطراب الهضم وقصور الكلى وغيرها وتضرر الشعيرات الدموية، إلى الإصابة بالإعياء والسعال والهذيان.كان شعب «الإنكا» يؤمن بأسطورة: «في الأعالي يوجد شيطان يتسلل إلى رأسك ويقتلك» والحل هو عقد اتفاق مع هذا الشيطان، لكن الأمر غير مضمون مع الشياطين – كما يؤكد لويس كونساليز سارمينتو في كتابه «متسلقو الجبال..»الذي صدر عن دار العربي للنشر والتوزيع بترجمة د. نهى الحاج.،

يوضح الكتاب أنه على مدى قرن يحاول متسلقو الهيمالايا خداع شيطان المرتفعات ذاك باستخدام الأكسجين المعبأ، في رحلة صعود إيفرست يستهلك كل متسلق نحو 5 زجاجات من»الهواء الإنجليزي» وتلقى كل زجاجة بعد أن تفرغ على جوانب الطريق، فهي تزن 3 كيلوجرامات وهي فارغة.. وقد أثبت طبيب فرنسي عام 1920 أنه من المستحيل علمياً أن يظل الإنسان حياً على ارتفاع يتجاوز 6 آلاف متر من دون أن يكون متصلاً بأسطوانة أكسجين، وسرعان ما اتضح أن العلم أخطأ، ففي عام 1924 وصل المتسلق البريطاني نورتون إلى ارتفاع 8600 متر من دون مساعدة اصطناعية، فنشأت على إثر ذلك مجموعة من المتسلقين الذين اعتبروا أن استخدام الأكسجين تصرف غير رياضي، ومع ذلك استمر آخرون في إصرارهم على ضرورة استخدام الأكسجين.

يوضح الكتاب أن الجزء الأخير في الواجهة الشمالية لجبل إيفرست يعتبر أسطورة في تسلق الجبال، فهناك اختفى جورج مالوري عام 1924، وهناك فقدت البعثة الصينية 23 رجلاً في 1962 وفي 1996 تسببت قراءة خاطئة للحالة الجوية بحدوث تسع وفيات في يوم واحد، وهناك أسفل الدرجة الثانية عثر بعض الإسبان على جثمان مالوري المتجمد الذي لم يتحلل بعد 75 سنة من اختفائه، وهناك أيضاً في يوم كئيب من شهر يوليو عام 2006 مر عشرات المتسلقين بجوار دافيد شارب وهو يفارق الحياة غير عابئين باحتضاره، دون أن يقدموا له يد العون أو يواسوه بكلمة، كان جبل إيفرست يمثل أعلى جبل وبه على الأقل أربعة أجزاء صعبة، يجب التصدي لها بتركيز شديد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"